دماء علي أوتوستراد المعادي

كان هناك رجلان يجريان علي الطريق السريع الاوتوستراد بعد أن نزلا من سيارة ربع نقل خضراء اللون أحدهما يحاول طعن الآخر والذي كانت الدماء تنزف من جرح كبير في رقبته وقبل أن يجهز عليه بطعنة أخري سقط أرضا وسط بركة من الدماء جثة هامدة.
ما سبق كانت أقوال سائق شاهد الرؤية والذي تطابقت أقواله مع بلاغ مهندس مدني بالعثور علي جثة لشخص متوفي في طريق الأوتوستراد أمام شركة أسمنت طره باتجاه المعادي.
وأضاف الشاهد أنه رأي الرجلين ينزلان من السيارة قبل الواقعة وأن أحدهما عاد مسرعا وبيده سكين وركب السيارة ولاذ بالفرار وترك المجني عليه ملقي علي الأرض.
انتقل المقدم إسلام بكر رئيس مباحث قسم شرطة المعادي ومعاونه الرائد أحمد الكردي إلي محل الواقعة وبالفحص تبين من أوراق الجثة أنها لسائق يدعي ع. أ38 سنة سائق ومقيم بالمعصرة ومسقط رأسه المنوفية مسجاة علي ظهرها ويرتدي ملابسه كاملة وبها إصابات عبارة عن( جرح ذبحي بالرقبة وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم).
تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال أشرف عليه اللواءان محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونبيل سليم مدير المباحث الجنائية باشره العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد حمدي النهري مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم شرطة المعادي لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهم.
وبتكثيف التحريات وجمع المعلومات تبين وجود خلافات بين المجني عليه وزوجته ن ا س29 سنة كوافيرة ومقيمة بذات العنوان لعلمه بارتباطها بعلاقة بشخص يدعي م أ ع41 سنة صاحب محل عصير ومقيم بالمعصرة وأن المذكور يحوز سيارة ربع نقل خضراء اللون تحمل أرقام ي ص أ7426 تتطابق في أوصافها مع أقوال شاهد الرؤية وأنه وراء ارتكاب الواقعة.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه بإشراف العميد محمد الشرقاوي أسفر أحدها عن ضبطه وتبين أنه مصاب( بجرح قطعي بإصبع السبابة باليد اليمني) وبحوزته السيارة رقم ي ص أ7426 ماركة شيفروليه خضراء اللون عثر بداخلها علي آثار دماء.
وبمواجهته أمام المقدم إسلام بكر رئيس المباحث أقر بارتكاب الواقعة واعترف بارتباطه بعلاقة غير شرعية بزوجة المجني عليه وأنها تحصلت منه علي مبلغ15 ألف جنيه لتجهيز محل كوافير مما أثار حفيظة زوجها وحدثت خلافات بينهما وأنه تقابل مع الأخير بالصدفة أمام مدرسة الأنهار الكائنة بحدائق المعادي عقب توصيله ابنته إلي المدرسة واصطحبه بالسيارة قيادته بحجة توصيله لمحل عمله إلا أن المجني عليه رفض بشدة في البداية وعاتبه لتدخله في شئون أسرته والاتفاق مع زوجته علي تجهيز محل كوافير علي غير رغبته وطلب منه عدم التردد علي مسكنه أو الاتصال بزوجته.
لبي الجاني طلبه وركب السيارة بصحبته وأثناء سيرهما بطريق الاوتوستراد حدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة تعدي خلالها كل منهما علي الآخر نتج عنها إصابة المتهم وتعدي الأخير علي المجني عليه بسلاح أبيض سكين محدثا إصابته التي أودت بحياته واستولي علي هاتفه المحمول وفر هاربا ثم قام بتغيير ملابسه لإخفاء آثار الدماء وتكسير الهاتف المحمول المستولي عليه والتخلص منه والسلاح الأبيض المستخدم بارتكاب الواقعة بإلقائهما بالطريق العام.
وتوجه بالسيارة للمحل عمله الكائن أسفل مسكنه وطلب من كل من أحمد س إ ح18 سنة عامل بالمحل ملك المتهم ومحمد س. أ. ح16 سنة عامل بذات المحل شقيق الأول تنظيف السيارة وباستدعائهما قررا بحضور المتهم بالسيارة وطلب منهما تنظيفها بالماء والصابون علي غير المعتاد وأثناء تنظيفها فوجئا بأنها ملوثة بالدماء من الداخل وتم بإرشاده بمسكنه العثور علي الملابس التي كان يرتديها أثناء ارتكاب الواقعة وأجزاء من الهاتف المحمول المستولي عليه الخاص بالمجني عليه.
تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.