3 قصص حقيقية احتلت أمس شاشة السينما في مهرجان برلين السينمائي الدولي وقدمتها3 أفلام تتنافس علي جوائز المسابقة الرسمية هذا العام, وهي7 أيام في عنتيبي إنتاج بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية, إخراج خوسيه بادليا وأوتويا22 يوليو من النرويج وإخراج إيريك بوب, و3 أيام في كيبرون إنتاج ألمانيا والنمسا وإخراج ايميلي عاطف. ويتناول فيلم7 أيام في عنتيبي حادث اختطاف طائرة إير فرانس في عام1976 علي يد أعضاء من جبهة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع ثوريين يساريين من ألمانيا, ونقل الطائرة إلي عنتيبي في أوغندا بالاتفاق مع الرئيس الأوغندي عيدي أمين وعلي متنها أكثر من250 رهينة من بينهم84 إسرائيليا. وحاول مخرج الفيلم في البداية اتخاذ موقف حيادي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, بالإشارة إلي أن إسرائيل تم إعلانها في عام1948 ومنذ ذلك اليوم يدافع الفلسطينيون عن أرضهم بتنفيذ عمليات هجوم ضد إسرائيل, ومنفذو هذه العمليات يعتبرون أنفسهم محاربين وأبطالا بينما تعتبرهم إسرائيل إرهابيين وترفض التفاوض معهم. وركزت أحداث الفيلم بشكل كبير علي الجانب الانساني والتفاعل بين الخاطفين الألمان والرهائن وفي المقابل قدمت الشخصيات الفلسطينية بشكل سلبي وسطحي نوعا ما, فيما عدا شخصية جابر الذي يشير إلي الأسباب التي تدفعه للقيام بعملية من هذا النوع وهي قتل القوات الإسرائيلية لأسرته بالكامل, ويظهر له ملمح إنساني من خلال السماح لأطفال الرهائن باللعب في ساحة المطار الذي استقرت فيه الطائرة أثناء انتظارهم موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي علي التفاوض, لكنه من جانب آخر يأمر بفصل الرهائن الإسرائيليين عن باقي الجنسيات لإجبار حكومتهم علي التفاوض ويطلب من الألماني قتلهم جميعا في حال إرسال إسرائيل قوات لإنقاذهم كما أنه يعذب أحد الرهائن لاعتقاده بأنه جاسوس نظرا لحمله جواز سفر فرنسي وهوية إسرائيلية. وأشار المخرج خوسيه بادليا خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم إلي أنه حصل علي المعلومات الحقيقية عن الحادث من مصادر مختلفة منها المهندس الطيار الذي أقنع بوزيه الخاطف الألماني بعدم إطلاق النار علي الرهائن بعد هجوم القوات الإسرائيلية علي مطار عنتيبي لتحريرهم, وأيضا من بعض الضباط الذين شاركوا في عملية الإنقاذ وكذلك بعض الرهائن, واهتم بالتركيز علي ضرورة التفاوض بين الطرفين للوصول إلي حل لهذا الصراع, مع الإشارة إلي رفض إسرائيل لمنطق التفاوض بسبب لعبة السياسة, فالسياسي يحصل علي الأصوات بإقناع المواطنين بأنه سيدافع عنهم ضد العدو, ولهذا لا تسمح له السياسة بالتفاوض, مؤكدا أن الجانب الفلسطيني أيضا يحدث فيه نفس الشيء ولهذا تراجع ياسر عرفات عن اتفاقية السلام. وأكد انه اهتم في الفيلم أيضا بالتركيز علي العلاقة بين الرهائن والخاطفين, لأن كل الأفلام التي تعرضت لهذا الحادث سابقا تناولتها منظور عسكري, للتمجيد في عملية الإنقاذ التي قامت بها القوات الإسرائيلية لتحرير الرهائن, مشيرا إلي أنه يري من جانبه أن الرهائن هم الذين انقذوا أنفسهم, فلولا التفاعل بين مهندس الطائرة والخاطف الألماني بوزيه وإقناعه بعدم قتل الرهائن لما تم انقاذهم, فنجاح عملية الإنقاذ لم يكن بالكامل بيد القوات الإسرائيلية. ورفض خوسيه الاتهامات التي وجهها إليه البعض خلال المؤتمر بأنه قدم من يسمونهم إرهابيين في صورة إنسانية يسهل التعاطف معها, مشيرا إلي أن هذا الشخص هو إنسان في النهاية ولديه ضمير وانه اذا نزع عنه هذه الصفة وقدمه بلا إحساس أو ضمير تماما يكون بذلك مجنونا ولا يعي طبيعة البشر. أما فيلم أوتويا22 يوليو فيتناول أيضا حادثا حقيقيا وهو إطلاق النار علي معسكر للشباب في جزيرة أوتويا بالنرويج عام2011 راح ضحيته69 شابا وفتاة واستمر لمدة72 دقيقة, وضم المعسكر أكثر من500 شاب وفتاة وبينهم اطفال تعرضوا لأسوأ تجارب حياتهم والتي لا يزال بعضهم يحاول التعافي منها حتي الآن, وخطط ونفذ هذا الهجوم الفاشي النرويجي اندريس بريفيك وتزامن مع هجوم آخر في نفس اليوم علي احد المقرات الحكومية في مدينة اوسلو. وقدم المخرج ايريك بوب هذه الحادثة في فيلم مميز استطاع أن يخطف القلوب أثناء عرضه في المهرجان, حيث قام بتصويره بالكامل لقطة واحدة من البداية حتي النهاية من خلال أعين بطلة الفيلم كايا باعتبارها واحدة من الشباب في المعسكر, لينقل للمشاهدين كل مشاعر الخوف والألم التي مر بها هؤلاء الشباب خلال ال72 دقيقة, وعايش أبطال الفيلم التجربة بالكامل وكأنه يعاد تجسيدها مرة أخري علي هذه الجزيرة وهم من يتعرضون للاعتداء. وأشار إلي أنه استعان اثناء كتابة الفيلم والعمل علي تنفيذه بثلاثة من الناجين من الحادث, ساهموا في توصيل مشاعرهم الحقيقية والمأساة التي مروا بها, موضحا أنه يعتبر الصدمة والمشاعر المؤلمة التي يقدمها الفيلم نوعا من العلاج والشعب النرويجي بحاجة إليه الأن, فكلما كان الأمر مؤلما كان اقرب للعلاج. أما الفيلم الثالث3 أيام في كيبرون فتناول جانب من سيرة الممثلة العالمية رومي شنايدر والحوار الذي اجراه معها الكاتب الصحفي مايكل يورجس عام1981 في توقيت حرج من حياتها عانت فيه من الاكتئاب بسبب الشائعات التي تحيط بها ومطاردة الصحافة لها لفترة طويلة, والصراع الذي تعيشه بين مهنتها وعلاقتها المضطربة مع اطفالها.