أوهام الثراء

رفض سمير الشهير ب جودة النصائح التي أسداها إليه والده بالبعد عن أصدقاء السوء والاهتمام بعمله كفني إلكترونيات لكسب لقمة العيش بالحلال وراح يبحث عن الثراء بأي وسيلة ممكنة ووجد في تجارة الحشيش الخام الملاذ الآمن لتحقيق هدفه الذي ظل يسعي له حيث تواصل مع المصادر السرية وبعد فترة قليلة ذاع صيته في محيط مسكنه الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية لملاحقته وسقوطه بين أيديها ودخوله السجن وخروجه منه بعد انتهاء مدة الأحكام الصادرة ضده وآخرها قبل ثلاث سنوات..
لم يرتدع تاجر الكيف وسار علي دربه القديم عاود بعدها الأب تحذيره من مغبة العودة للاتجار في الحشيش إلا أن كلامه ذهب أدراج الرياح في ظل الرغبة الملحة لدي تاجر الكيف أن يعوض سنوات الحرمان التي قضاها خلف القضبان الحديدية وضرورة أن تنتعش جيوبه بالمال ويسد الديون المتراكمة عليه للغير..
تعاقد مرة أخري مع المصدر السري الذي يعرفه ولم يقتصر دوره علي لقاء عملائه في محيط مسكنه بل يذهب إليهم ويسلمهم بضاعته أثناء جلوسهم علي بعض المقاهي ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافه وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من الإمساك به متلبسا وبحوزته كميات من الحشيش الخام وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق.
كان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية, عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بخصوص وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتواجد بها تجار الكيف وإعداد حملات للقبض عليهم..
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدم إسلام العربي رئيس مباحث أول ومعاونيه النقباء سمير جميل وعماد حمدي ودلت تحرياتهم أن المدعو سمير الشهير بلقب جودة29 سنة فني إلكترونيات- يسكن بالمحطة الجديدة سبق اتهامه في7 قضايا متنوعة بينها مخدرات وخرج من السجن عام2015 بعد أن أمضي ثلاث سنوات متهما في بيع وترويج مخدر الحشيش وأضافت التحريات أن المتهم لم يعلن توبته ويتعظ من الفترة التي قضاها خلف الأسوار الحديدية ولعب الشيطان في رأسه من جديد وزين له ضرورة ممارسة بيع الحشيش الخام اللبناني والمغربي المهرب للبلاد عبر المنافذ الحدودية والمواني عن طريق العصابات الدولية التي توفره لكبار تجار الكيف تمهيدا لطرح حصص منه لمروجي هذا المخدر بنظام القطاعي لتلبية متطلبات عملائهم وتحقيق أكبر هامش من الربح لصالحهم وأشارت التحريات إلي أن جودة يتمتع بالذكاء الشديد وساعدته البيئة التي نشأ في محيطها علي أن يعود للانحراف مرة أخري ويتسع نشاطه الآثم وقام بالاتصال بزبائنه هاتفيا ودعاهم للتعامل معه بالكميات التي يريدونها لتسليمها إليهم في أي مكان يحدده وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم ووضع رجال المباحث خطة محكمة للقبض عليه بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه بملابسهم المدنية في وقت متأخر من الليل وحاصروه واستسلم لهم دون مقاومة وبتفتيشه عثروا معه علي كميات من مخدر الحشيش الخام وهاتف محمول ومبلغ مالي وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بالتحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في الحشيش الخام الذي يجلبه من مصادره سيئة السمعة وبإحالته إلي أحمد حجازي رئيس نيابة أول أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.