بعد أن اشتد عوده, فضل خالد الشهير أبو عواد العمل في مهنة الجزارة حيث يشتري المواشي والأغنام من الأسواق ثم يذبحها في السلخانة ويبيعها لحسابه, وظل لفترة طويلة مواطنا طبيعيا فظفر باحترام قبيلته. أزمة مادية حادة اضطرته للدخول في رحلة ضياع فذهب يبحث عن الاتجار في المخدرات ووجد ضالته لدي أحد تجار الكيف الكبار من الذين يطرحون بضاعتهم بكميات هائلة لعملائهم واتفق معه علي منحه الكميات التي يريدها من المخدرات ونجح في المخطط الذي رسمه لنفسه وبات من المشهورين في مجال ترويج المخدرات بنطاق محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري وفي نفس الوقت لم يتخل عن تجارة اللحوم الحمراء التي جعلها ستارا لإخفاء نشاطه الآثم في طرح المخدرات علي نطاق واسع بالمجتمع المحيط به مستغلا خلو صحيفته الجنائية من القضايا وصعوبة الاشتباه فيه. تم استهدافه من قبل الأجهزة الأمنية أثناء بيعه للمخدرات وصدر ضده حكم بالسجن المشدد6 سنوات و3 شهور وعندما اندلعت ثورة25 يناير2011 هرب من محبسه وتنقل في أماكن متعددة طوال الفترة الماضية للتمويه والخداع بصحبة عائلته حتي تمكن رجال مباحث الإسماعيلية من رصد خطوط سيره أثناء بحثهم الدائم عليه ليقع بين أيديهم وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لدارسة المعلومات الواردة لهما بخصوص ملف الهاربين من السجون في أحداث ثورة يناير الصادر ضدهم أحكام جنائية متفاوتة في قضايا النصب والاحتيال والسرقة بالإكراه والقتل والمخدرات بمختلف أصنافها الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدم محمد سليمان رئيس مباحث قسم ثالث ومعاونيه النقباء أحمد هديب وإسلام مشهور وعصام شاهين ومحمد خضر ودلت تحرياتهم أن المدعو خالد الشهير بلقب أبو عواد45 سنة جزار له محلا إقامة الأول في مساكن الإعلام بحي الشيخ زايد والآخر في عين شمس بالقاهرة هارب من سجن أبو زعبل في أحداث ثورة يناير من حكم بالسجن المشدد لمدة ست سنوات وثلاثة أشهر في قضية اتجار بالمخدرات. وأضافت التحريات أن المتهم ظل يتنقل بين الإسماعيلية والقاهرة والعاشر من رمضان حتي لا تعلم الأجهزة الأمنية مقر تواجده ومعه زوجته وأولاده واستخرج بطاقة رقم قومي بالغش والتدليس لكي يسهل عليه التحرك دون أي مضايقات وأشارت التحريات إلي أن أبو عواد يتمتع بالذكاء المفرط وتحول من تجارة الكيف للعمل في مجال المقاولات بعد أن نصحه المقربون إليه البعد عن عالم الإجرام والتفرغ لرعاية أسرته بالمال الحلال وليس الحرام الذي سبق وأن قام بجمعه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم الهارب من السجن وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتواجد بها بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن تردده علي الإسماعيلية وتم استهدافه واستسلم دون أي مقاومة وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بالحكم الصادر ضده وهروبه من محبسه اعترف به وعلل السبب وراء فراره من السجن وعدم تسليم نفسه رغبته أن يعيش حياة هادئة ويرعي أطفاله الصغار وبعرضه علي أحمد سامي عبد الحليم وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق, ثم إحالته محبوسا للسجن لاستكمال عقوبته الجنائية.