مع برودة الطقس في فصل الشتاء تطلق مكامير الفحم المنتشرة بمناطق أجا وميت غمر مخلفاتها اليومية من الأدخنة الضارة المحملة بالملوثات في الهواء الطلق ضاربة عرض الحائط بقوانين البيئة وفي غياب تام من الأجهزة المختصة. حيث تنتشر سحب سوداء كثيفة تحيط بالمنطقة التي ينبعث من داخلها أدخنة تعكس حجم الكارثة البيئية التي تحدث داخل الاراضي الزراعية صرخات المواطنين تذهب أدراج الرياح ولا أحد يلتفت لما يعانون منه من أمراض بالجهاز التنفسي تهدد صحتهم وصحة أطفالهم فضلا عن التلوث الذي يصيب المزروعات. يقول محمد جواد من أهالي مركز ميت غمر نحن نعيش في معاناة بسبب حرق الأشجار وتصنيع الفحم بشكل بدائي, وينتج عنها تطاير الأدخنةالمشبعة بالملوثات في الهواء التي نتنفسه وتزداد في أشهر الشتاء عن الصيف. و تقدمنا بشكاوي لجهاز البيئة ولكن دون جدوي فالبيئة تقوم بتحرير المحاضر لأصحاب المكامير وتكتفي بتحصيل الغرامات عن تنفيذ القانون وإزالة المكامير ويتركون المخالفين يتربحون الأموال علي حساب صحة أطفالنا. وطالب جمال عجاج عامل من كفر بهيدة باتخاذ إجراءات ضد أصحاب المكامير المخالفين ونقلها بعيدا عن الكتلة السكانية حفاظا علي الصحة العامة. مؤكدا قرب المكامير من المنطقة السكنية فيوجد بالقرية ما لايقل عن سبع مكامير وكذلك في قرية دماص المجاورة يوجد مكمورتان وفي قرية ميت محيسن يوجد مكمورتان كما يوجد بمركز اجا ما لا يقل عن10 مكامير فحم نباتي, وذلك بخلاف عشرات المكامير المنتشرة بقري المحافظة. العمل أو البطالة ويضيف احمد ابراهيم مدرس من قرية ميت محيسن أنه علي الرغم من كون إنتاج الفحم بمحافظة الدقهلية من المهن الثانوية لأبناء المحافظة, إلا ان الكثير من اهالي القري المجاورة للمحافظة يعملون بتجارة الفحم لانها توفر فرص عمل في ظل البطالة الموجودة حاليا.. وتتمثل مشكلة تلك المهنة هو ما ينجم عنها من أدخنة ضارة للغاية تصيب العاملين بها والأهالي الذين يسكنون بجوار مكامير الفحم, بأمراض الصدر والرئة.. حيث يتم انشائها بعيدا عن المدينة ويطمئن اصحاب المكامير علي عدم فاعلية دور الاجهزة الرقابية والتي يقتصر دورها علي تحصيل الغرامات المادية فقطو بالرغم من الإعلان المستمر لوزارة البيئة, عن سعيها لإيجاد بيئة نظيفة خالية من التلوث, نراها تقف عاجزة أمام ظاهرة مكامير الفحم. ويقول عبد اللطيف بصل موظف أن مكامير الفحم بالدقهليه تعمل ليل نهار دون توقف ولا رقابه عليها والتفتيش البيئي خارج نطاق الخدمة منذ اكثر من5 سنوات فلم نشاهد حملات ازاله ولا وقف النشاط من قبل جهاز شئون البيئة أو المحافظة وتصل عدد مكامير الفحم بالدقهليه اكثر من40 مكمورة في نطاق السنبلاوين ببرهمتوش, و35 مكمورة بميت ابو الحسين باجا, و25 مكمورة بميت غمر في دماص وسنفا وبشلا, و10 مكامير ببلقاس بحفير شهاب الدين بإجمالي حوالي110 وجميعها تعمل بدون ترخيص ودون رقابه من جهاز شئون البيئة وتصرف علي مصارف زراعيه بدون رقابة ويصدر منها انبعاثات ملوثة للبيئة بدون رقابة من المحافظة. وأوضح محمد الهنداوي أحد العاملين في المكامير: وزارة البيئة ووزارة الزراعة لا تتركنا في حالنا ودائما يلاحقوننا بالغرامات والمحاضر دون بحث حقيقي عن مخرج يرضي الجميع في مشكلة تلك المكامير, ورب العمل يدفع غرامات بسيطة, ونتمني تدخل الحكومة لتقنين أوضاع هذه المكامير. بديلا عن الوظيفة الميري فيما اشار مجدي الشربيني مالك احد المكامير, الذي عبر عن أهمية الفحم كمنتج, وصناعة الفحم كمهنة, قائلا: الفحم شيء مهم جدا وأساسي وسلعة مطلوبة وتعيش الاف الاسر من ريعها وبدلا من المطالبة باغلاق تلك المكامير فاننا نطالب بتقنين أوضاعها ووليس تجريمها. مشيرا الي ان اصحاب المكامير يصرخون من المحاضر والغرامات التي تفرض عليهم.. فنحن مع نظام الفرن الخرساني الذي عرضته علينا وزارة البيئة فهو الانسب لطبيعة عملنا للانتاج وتطوير العمل وحتي لايتم تحرير محاضر تتسبب في خراب بيوتنا.. فلن ننتظر وظيفة ميري من الدولة.. وقمت بعمل مكمورة تساعد علي التخلص من المخلفات الزراعية من أخشاب وغيرها بعائد مادي ولو تركنا هذه المخلفات علي ضفاف الترع والانهار سوف تجلب الحشرات والفئران التي تأكل الثمار من الحقول وتهدد البيئةو اوضح هاني أحمد( مصدر فحم) إنني أقوم بشراء الفحم من المكامير ويقوم مجموعة من الشباب والفتيات بعضهم من حملة المؤهلات والعمالة العادية بنخله من التراب وتعبئته في شكاير وتقوم تريلات بتحميله للدول العربيه وكما يتم تصديره لبعض الدول الاجنبية. 700 الف جنية للفرن الأوكراني فيما اشار مصطفي شرف رجل اعمال بميت غمر إن الفحم ثروة قومية يتم تصديره للخارج ويدر عمله صعبة.. كما ان المكامير يعمل بها ما يقرب من15 الف عامل من حملة المؤهلات والعمالة العادية فهي تساعد علي الحد من البطالة ويجب علي الحكومة الكف عن تحرير محاضر.. وحلولها مكلفة لانقدر عليهاو نحن مع التطوير حفاظا علي البيئة والصحة العامة للمواطنين ولكن حلول الدولة لاتناسبنا نظرا لانها مكلفة جدا فالدوله تريد ان تبيعنا غرف اوكراني بديلا للمكمورة بتكلفة تزيد علي700 ألف جنيه ونحن امكانياتنا ضعيفة.ووزارة البيئة ارسلت لنا نموذجا لفرن أوكراني ليتم تعميمه بدلا من المكمورة المكشوفة وقررت الوزارة بيعه لنا بمبلغ كبير مع العلم أنه منحه وهذا سعر مبالغ فيه فرفضناه. ومن جانبة اكد الدكتور احمد الشعراوي محافظ الدقهلية ان هناك حملات مستمرة استجابة لاستغاثات الاهالي من تلوث البيئة الناتج عن احتراق الاخشاب خاصة في الاماكن التي تقع المكامير في نطاقها وهي ميت غمر واجا موضحا ان هناك بعض المكامير التي تعمل بالمخالفة للقوانين واشتراطات البيئة مما تتسبب في إصابة الاهالي وبخاصة الاطفال بحساسية الصدر والربو لاسيما مع برودة الشتاء القارص ونزلات البرد. واوضحت الدكتورة امال عطيه وكيل وزارة البيئة بالدقهلية إن الوزارة توجه ضربات استباقية لمصادر التلوث في مصر, ولا تركز علي قش الأرز فقط, بل يمتد ذلك إلي مكامير الفحم, وعوادم السيارات.. حيث قامت حملة للتفتيش علي35 مكمورة فحم نباتي بالسنبلاوين/ دقهلية و1 مكمورة فحم نباتي بكفر ابو يوسف طريق السنبلاوين/ ميت غمر متوقفة عن العمل.