اختصر أكرم خزام مدير ندوة شادية في برنامج رموز مصرية بالقاعة الرئيسية في معرض الكتاب أمس, وقت الندوة إلي ساعة وعشر دقائق فقط حتي أن المخرج سمير سيف- الذي حضر متأخرا نتيجة لزحام الطرق, لم يلحق بالندوة حيث وصل إلي القاعة بعد انتهائها وخروج باقي الضيوف مباشرة. وشارك في الندوة الموسيقار هاني مهنا والناقدة صفاء الليثي, وقالت الأخيرة أنها تربت في بلدة صغيرة بقويسنا وكان فيها قديما دار للسينما وتتذكر كيف كانت شادية حبيبة الجميع و كانت تنشر حالة من البهجة في نفوس كل من يشاهدها وبعد عرض فيلم ارحم حبي كانت اغنية إن راح منك ياعين عالقة في الأذهان رغم أنها تجسد أنانية وطمع الشخصية التي كانت تقدمها شادية وهي الدلوعة التي طمعت في خطيب شقيقتها بعد أن تزوجت بالطبيب الثري فهي تريد الجمع بين المال ووسامة هذا الحبيب الجديد. وأضافت أن الجمهور لم يحكم وقتها عليها أخلاقيا بقدر ما تعايش مع هذه الشخصية التي جسدتها شادية ببراعة, مشيرة إلي أن جزءا أساسيا من نجاح شادية يرجع الي انها قدمت كل الأدوار وكل الأنماط تقريبا ولم تسمح بحصرها في شخصيات محددة كما حدث مع ممثلات ونجمات أخريات, وفي نفس الوقت تمتلك قدرا كبيرا من الصدق يجعلنا نصدقها في كل الأحوال. وأشارت إلي أنه لا يمكن أيضا أن ننكر أنها صاحبت العصر الذهبي للسينما الذي شهد أهم الكتاب أفضل المخرجين وقدمت معهم إبداعات رائعة, مؤكدة أن عظمة شادية ومن عاصروها ترجع إلي أن هذه الأجيال كانت تدعمها صناعة سينما حقيقية في مصر, والتي تعاني الآن من عثرات لكنها بدأت تسترد عافيتها في الأعوام الأخيرة. وقال هاني مهنا أن شادية كانت تتميز بصوت بكر ومثلها الراحلة سعاد حسني التي يمكن اعتبارها امتدادا لشادية, فهي البنت المصرية أو ابنة الجيران التي تغني ببساطة وسلاسة وتمتلك صوتا جميلا ومتلونا يأسر السامعين, مضيفا أنها حتي عندما كانت تقدم أدوار اغراء أو فتيات ليل لم تقدم ابدا اغراء جسديا مثل هند رستم وإنما كان الإغراء في الأداء وبعض التفاصيل الصغيرة في المكياج, ولم يكن ابدا بشكل مخل. وأشار إلي أنه بعد زواجها وانفصالها عن صلاح ذو الفقار ثار جدل في الوسط الفني حول أنها فنانة من الصف الأول تباع من أجلها الأفلام في شباك التذاكر بينما كان صلاح من الصف الثاني يقدم أدوارا ثانية وأحيانا ثالثة فكيف يجتمعان في منزل واحد وهو رب الأسرة, بينما كانت شادية تحاول الحفاظ علي البيت بعيدا عن كل هذا الجدل والصراع النفسي والفني وتأكد ذلك في فيلم مراتي مدير عام الذي قدمه منتج ذكي من واقع بيت شادية, وحتي بعد الانفصال لم تجرح شادية صلاح ذو الفقار ولو بكلمة وكان الانفصال بينهما حضاريا جدا وقدما معا افلام أخري بعد الانفصال.