في الوقت الذي يصف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي بالديكتاتور, ويؤكد وقوف أمريكا بجانب الشعب الإيراني للحصول علي حريته, جاء كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو يطالب مسئوليه بتعديل سياستهم ومراعاة استياء الشارع الإيراني خوفا من انقلاب الشعب عليهم أو ملاقاة نفس مصير الشاه ليؤكد أن النظام نفسه يري أنه مخطئ لدرجة جعلتهم يخشون انقلاب الشعب. وفي تصريحات للرئيس الإيراني أمس في خطاب أذيع بالتليفزيون من أمام ضريح الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية بمناسبة الاحتفالات الوطنية لوصول الإمام الخميني إلي السلطة وسقوط الشاه, قال إن القادة الإيرانيين قد يواجهون مصير شاه إيران إذا لم يلتفتوا للاستياء الشعبي وتجاهلوه. وأشار روحاني إلي الأسباب التي أسقطت النظام السابق والذي بسببها فقد كل شيء, وقال إن نظام الشاه سقط لأنه لم يسمع صوت الشعب وانتقاده ولم يسمع صوت الإصلاحيين والمستشارين والأكاديميين والنخبة والمثقفين وشدد علي ضرورة أن يستمع قادة البلاد إلي مطالب المواطنين. جدير بالذكر أن عشرات المدن الإيرانية شهدت اضطرابات وأعمال عنف وتظاهرات ضد السلطة بسبب الصعوبات الاقتصادية والفساد ودعم طهران للإرهاب الدولي الذي بدوره أثر علي الاقتصاد المحلي حتي وصلت هذه التوترات إلي صلب النظام الإيراني وتفاقمت بين الرئيس والمؤسسات الأخري التي يديرها المحافظون المتشددون الذين ينددون بسياسته ويصفونها بالمنفتحة. كما نقلت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة صورا لعشرات النساء يتظاهرن في طهران بشكل فردي في الشارع احتجاجا علي قرار فرض الحجاب في الأماكن العامة. ورغم دعوة روحاني بمزيد من الحقوق المدنية في إيران وتركيزه الدائم علي ذلك لمحاولة القضاء علي ما يحدث هناك إلا أن من كانوا يأملون في تحقيق تغييرات بواسطته أكدوا خيبة أملهم في ذلك. ولأن تردي الوضع المعيشي والسياسة الخارجية والفساد هي دوافع الشعب الإيراني في الانتفاضة التي ناهضت النظام الإيراني إلا أن خطاب ترامب والضغوط الدولية علي النظام الإيراني للسماح بحرية التعبير وعدم قمع المتظاهرين يحملان الكثير من العون للشعب الإيراني للمزيد من التواصل كما يمثلان نوعا من التهديد للنظام الإيراني الذي أصبح يخشي مصير الشاه.. والسؤال هنا: هل تأخذ إيران عبرة مما يحدث لها وهل خوفها من هذا المصير الذي حذر منه حسن روحاني بنفسه سيدفعها إلي العدول علي سياستها التي دفعت الشعب إلي الاحتجاجات؟, هل ستترك طهران التركيز علي القضايا الخارجية علي حساب الوضع الاقتصادي داخليا والذي دفع الشعب لهذا الغضب؟ هل ستمنع نفسها من التدخل في اليمن عبر دعمها لميليشيا الحوثي الانقلابية بالسلاح والمال, وكذلك دعمها للميليشيات المسلحة في العراق وسوريا بحثا عن نفوذ؟ وهل تستمر في فرض نفسها كدولة عظمي تتحكم في سير الأمور بالمنطقة؟, هل ستترك تدخلها في الشأن اللبناني عبر ذراعها ميليشيا حزب الله؟ كل هذه أمور يعلمها الشعب الإيراني الذي يطمح في وضع أفضل لبلاده كان يراه قريبا بعد رفع العقوبات الدولية علي إيران علي خلفية الاتفاق النووي الإيراني مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولن يتركها وهو ما يجب أن يعلمه النظام الإيراني ويضعه في اعتباره إن أراد النجاة.