أين حزب الوفد من الانتخابات الرئاسية؟.. سؤال فرض نفسه قبل أن يطرحه رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية للاستفسار عن وضع حزب الوفد أحد أبرز وأقدم الأحزاب وموقفه من المنافسة في الانتخابات الرئاسية, و تصدر الهاشتاج الاستفهامي موقع تويتر, حيث تساءل المستخدمون عن الحزب العريق. لتتوالي بعد ساعات أصداء هذا السؤال الذي دفع حزب الوفد إلي إعلان خبر الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية وإعلان هويته اليوم في اجتماع الهيئة العليا للحزب رغم اتجاه كل التوقعات لاسم رئيسه السيد البدوي, لذلك ترصد الأهرام المسائي رحلة حزب الوفد مع الانتخابات وتاريخه الطويل كأعرق حزب مشارك في العملية السياسية. زمن الوزارة الوفدية حزب الوفد هو حزب سياسي ليبرالي تشكل في مصر عام1918 وكان حزب الأغلبية قبل ثورة23 يوليو, بدأه سعد زغلول بفكرة تأليف وفد مصري للدفاع عن قضية مصر سنة1918, حيث دعا أصحابه للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة بعد الحرب العالمية الأولي, وتم تشكيل الوفد الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وفخر الدين المفتش وآخرين أطلقوا علي أنفسهم الوفد المصري. تم اعتقال سعد زغلول ونفيه إلي مالطة هو ومجموعة من رفاقه في8 مارس1919 لتنفجر ثورة1919 والتي كانت من أقوي أسباب زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد فيما بعد حيث أصبح الحزب الجماهيري الكبير الذي يتولي تشكيل الوزارة معظم الفترات منذ عام1924 حتي عام.1952 وكان من أبرز الشخصيات الوفدية الذين تولوا الوزارة عبد الخالق ثروت ومصطفي النحاس باشا ومكرم عبيد وفؤاد سراج الدين الذي تقلد عدة مناصب بدءا من عضوية الحزب ثم سكرتيرا عاما له عام1948 ثم وزيرا بوزارات الزراعة والداخلية والشئون الاجتماعية, ثم وزيرا للداخلية والمالية معا سنة.1950 ولكن بعد قيام ثورة يوليو1952 وتغيير نظام الحكم في مصر من الملكية إلي الجمهورية قامت الثورة بإلغاء الأحزاب السياسية في يناير1953, حيث تم حلها جميعا بما فيها الوفد, ولكن عاد الحزب إلي نشاطه السياسي مرة أخري ولكن تحت اسم جديد حزب الوفد الجديد ولكنه ظل امتدادا لحزب الوفد القديم وذلك عام1978, حيث عاد لنشاطه في عهد الرئيس أنور السادات الذي سمح بالتعددية الحزبية. يترأسه السيد البدوي منذ مايو2010 بعد الانتخابات التي أجريت علي رئاسة الحزب بينه وبين الرئيس السابق للحزب محمود أباظة وانتهت بفوز البدوي. التاريخ يقول: في الصورة دائما في الوقت الذي اختفي فيه حزب الوفد وقياداته عن الأنظار- قبل أن يتم الإعلان عن الدفع بمرشح رئاسي, لجأ الكثير إلي الاستعانة بالتاريخ ربما لتذكرة الأحزاب السياسية بدورها الأصيل في المشاركة بالعملية السياسية خاصة في حدث مهم كالانتخابات الرئاسية, وليس أكبر ولا أعرق من حزب الوفد حتي يكون طرفا في هذه العملية التي كان مشاركا فيها منذ أول انتخابات تعددية عام2005 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد تعديل الدستور بمشاركة10 مرشحين من بينهم مبارك ونعمان جمعة عن حزب الوفد وهو رئيس حزب الوفد الأسبق وحصل علي المركز الثالث وفق النتائج الرسمية آنذاك. كما شارك الوفد في انتخابات2012 وهي أول انتخابات تجري بعد ثورة25 يناير2011, و شارك حزب الوفد فيها بدعم أحد المرشحين دون الدفع بمرشح منهم, حيث كانت أصواتهم لدعم المرشح عمرو موسي بعد انسحاب منصور حسن المرشح الذي كان الحزب أعلن دعمه له في بداية الأمر, وفي الجولة الثانية من الانتخابات لم يقرر الحزب دعم مرشح بعينه وترك للأعضاء حرية الاختيار. وفي انتخابات2014 التي كان يتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام المرشح حمدين صباحي قرر حزب الوفد دعم السيسي. الهلال والصليب.. أشهر شعار حزبي الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.. من أشهر عبارات الزعيم سعد زغلول والتي نالت نصيبها من الشهرة والاستمرارية من وجودها علي شعار الحزب الذي اتخذ من الهلال مع الصليب طريقة لتخليد وحدة المصريين بعد ثورة.1919 ورغم أن للحزب الآن شعارا جديدا اعتمدته الهيئة العليا للحزب في أبريل2012 صدر أيضا باللون الأخضر المعتاد لشعار الوفد وبه سنابل القمح لترمز إلي التنمية والخير ويتضمن الشعار27 نجمة بألوان علم مصر وبعدد المحافظات دون التخلي عن شعار الهلال والصليب ووجوده كجزء من الشعار لأنه رمز الوحدة الوطنية والشعار الممتد لثورة1919, كما تم الاحتفاظ بعبارة الزعيم سعد زغلول.