نجحت محافظة الفيوم في أن تطلق الإشارة الحمراء لإيقاف سرطان انتشار التوك توك, الذي بدأ يلتهم الطرق ويتسبب في فوضي مرورية وحوادث متكررة بشوارع مدن وقري المحافظة, فدائما ما ترتبط مركباته بالعشوائية والشكل غير الحضاري, غير أنه شريك رئيسي في أغلب الجرائم الجنائية. ويعتبر التوك توك وسيلة المواصلات الرئيسية داخل المراكز والقري التي تعج شوارعها بهذه المركبة التي أصبحت تثير الإزعاج لكثير من المواطنين, وهو ما دفع محافظ الفيوم للتدخل وإيقاف هذه العشوائية التي تلازمه أينما حل في أي مكان, حيث بدأت المحافظة منذ العام الماضي في ترخيصه وكذلك تحديد خطوط سيره, وتوقيع غرامة500 جنيه لكل من يثبت مخالفته لتلك القرارات المنظمة التي تحد من عشوائية هذه المركبة العجيبة لتقف في إشارة القانون والنظام ذات اللون الأحمر. وتتمركز فوضي التوك توك في أهم ميادين مدن سنورس, وطامية, وإطسا, والقري التابعة لها, حيث يكاد التوك توك يطغي علي البشر. يقول محسن عبدالحميد أحد أهالي مركز طامية إن التوك توك أصبح مصدرا للعشوائية والإزعاج, مشيرا إلي أنه يتسبب في وقوع العديد الحوادث ويقوده أطفال قد لا يتعدي عمرهم ال12 عاما يحدثون فوضي مرورية وإعاقة للطريق. تحسن بعد الترخيص ويري محمود أحمد حسان من أهالي مركز طامية أنه يشعر بكثير من النظام بعد البدء في إجراءات ترخيصه, مشيرا إلي أن كل توك توك أصبح يحمل لوحات معدنية بلون خاص بكل مركز, لافتا إلي أن الترخيص يقضي علي الفوضي ويضمن حق المواطن في شكوي صاحب المركبة للوحدة المحلية التابع لها في حالة تجاوزه أو مخالفته للقانون واللوائح. وفي مركز سنورس تتوالي صرخات المواطنين من فوضي التوك توك, المنتشر في أكبر ميادين سنورس وداخل شوارعها الجانبية كالجراد, وبدون أدني رقابة ويقوده صبية قد لايتعدي عمرهم12 عاما الأمر الذي جعل هناك فوضي مرورية. ويؤكد عبد الرحمن حامد أحد أهالي مركز سنورس أن ميدان قرية سنهور تحول إلي موقف عشوائي للتوك توك والميكروباص, وسيارات الأجرة, دون أدني رقابة من المسئولين, مما يتسبب في زحام مستمر كل يوم. تخفيض الرسوم وقال النائب أشرف عزيز إسكندر عضو لجنة الإدارة المحلية للبرلمان إن محافظة الفيوم طبقت تجربة ترخيص التكاتك كوسيلة للنقل بالمحافظة بناء علي مشاورات تمت بين النواب والمحافظ جمال سامي, مشيرا إلي أن المحافظة حددت ميعادا يتم من خلاله تقنين أوضاع التوك توك, لافتا إلي أن تكلفة الترخيص وصلت إلي300 جنيه, وهي تعد مخفضة لتسهيل الإجراءات وتشجيع أصحاب التكاتك علي ترخيصها, فيما فرضت غرامة500 جنيه علي من لم يتقدم خلال المهلة المعلنة للترخيص. وحول السن المناسبة للترخيص لقيادة التوك توك, أكد النائب أن هذا الأمر متروك للجهات المختصة بإدارات المرور تحدده, مضيفا أنه من المتفق عليه ضرورة ألا يسمح للأطفال بقيادة التكاتك. حلول جذرية من جانبه أكد محافظ الفيوم أنه منذ توليه المسئولية وهو يبحث عن حلول جذرية لمشكلة التوك توك, مشيرا إلي أنه أطلق حملة امشي صح لترخيصه بمراكز وقري المحافظة, عقب وقوع العديد من الحوادث وعدم معرفة مرتكبيها, بسبب عدم وجود أي بيانات لالتوك توك, وأعطي المحافظ مهلة لأصحابه حتي نهاية العام الماضي لترخيص مركباتهم. ويضيف المحافظ أن فكرة ترخيص التوك توك تعتبر تجربة رائدة في الفيوم, حتي يصبح وسيلة أمان, ويعرف المواطن رقم المركبة التي تقله إلي المكان الذي يريده, مشيرا إلي أن الفكرة تأتي منعا لحوادث السرقة التي تحدث كثيرا بسبب التوكتوك, الذي لا يعرف له أي هوية. وأكد أن الفيوم تعد المحافظة الأولي التي بدأت في تقنين أوضاع مركبات التوكتوك, علي مستوي الجمهورية, بالعمل علي ترخيصها حيث يوجد بالمحافظة قرابة9 آلاف مركبة, تم ترخيص ما يزيد علي8 آلاف منها حتي الآن. فيما أصدر المحافظ قرارا بتنظيم عمل مركبات التوك توك, داخل مراكز ومدن وقري المحافظة, تضمن تحديد رسوم خط السير بقيمة30 جنيها, تحصل من قائد المركبة حسب محل إقامته وتحديد تعريفة الركوب بقيمة5 جنيهات, فضلا عن تحديد ألوان التوك توك وإلزام قائد المركبة بلصق شريط عريض باللون المقرر حتي لا ينتقل للعمل في غير نطاق خط سيره, وشدد المحافظ في قراره علي أنه من تثبت مخالفته سيتم سحب المركبة غير المرخصة وإيداعها بالوحدة المحلية التي توجد بها المركبة, وعدم الإفراج عنها إلا بعد سداد غرامة مالية قدرها500 جنيه, بالإضافة إلي رسوم الترخيص, وشمل قرار المحافظ حظر تموين أية مركبة توك توك, غير مرخصة من محطات الوقود, مع توقيع غرامة قدرها ألف جنيه علي المحطة التي تخالف القرار.