تتسبب مركبات "التوك توك"، في الزحام والفوضى في مدن ومراكز محافظة الفيوم، لانتشارها بشكل واسع كوسيلة أساسية للتنقل بين القرى وداخلها، كما تحولت في بعض الأماكن كأداة لارتكاب الجرائم والمخالفات، وهو ما دفع الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، لإعلان الحرب على المركبات غير المرخصة، منذ توليه مسئوليته كمحافظ وحتى اليوم. تعد مدينة طامية، من مدن المراكز التي تعاني من كثرة أعداد مركبات "التوك توك"، غير المرخصة، والتي تسبب فوضى عارمة داخل شوارع المدينة، والعديد من الحوادث مع السيارات الأجرة والملاكي. ويؤكد محمد البحيري، من أبناء مركز طامية، أن مركبات ال"توك توك" انتشرت بشكل رهيب دون أي ضوابط، وغالبيتها يقودها صبية صغار السن، وتحدث اختناقات مرورية بالمدينة في ظل عدم وجود رجال المرور لتنظيم حركة المرور بشوارع طامية، ويظل الطريق مغلقًا لوقت طويل في العديد من المناطق بطامية بسبب "التوك توك"، وتحدث مشاحنات ومشاجرات طوال الوقت. ويضيف البحيري، أصبح "التوك توك"، ظاهرة خطيرة حيث وصل عددها قرابة 10 آلاف مركبة في طامية، وأصدر المهندس محمد سيد عيد، رئيس مجلس المدينة، أوامر لتشديد الرقابة عليها، وبدء خطوات عملية لترخيصها تنفيذا لقرارات الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، حيث يتكلف ترخيص المركبة قرابة 350 جنيها، وهو أمر يحد من ظاهرة قيادة الأطفال لها، ويقضي على سرقة هذه المركبات، والتي ترتكب بها جرائم كثيرة. وطالب البحيري، بضرورة تطبيق قرار المحافظ بترخيص جميع المركبات بما في ذلك القرى والنجوع للقضاء على الأعداد الكبيرة منها التي تسير بدون أوراق في أنحاء المركز. ولم يختلف الأمر كثيرا بمركز سنورس، وفقا لرواية الدكتور أحمد برعي، طبيب بيطري، والقيادي بحزب الوفد بمركز سنورس، بأن أعداد مركبات "التوك توك"، أصبحت كبيرة جدا بمدينة سنورس، ويتجاوز عددها 4 آلاف مركبة، بدون لوحات معدنية، وتتسبب في مشاكل كبيرة حيث يقودها أطفال. ويضيف برعي: عندما يقع حادث طريق يكون سببه "توك توك" لا يصل أحد لمرتكب الواقعة، وهو مصدر لارتكاب كل المخالفات الممكنة، ويشّغل قائدها أغاني غريبة بأصوات صاخبة تؤرق المارة وتزعجهم، دون أن يتمكن أحد من التصدي لهم، مشيرا إلى أن قائدي هذه المركبات يمارسون البلطجة مع المواطنين في تحصيل الأجرة عند توصيلهم من مكان لآخر، وعدد كبير منهم يحمل السنج والمطاوي. ويؤكد برعي، أن أصحابها يخشون أن يضعوا أنفسهم تحت المساءلة، ولا يريدون دفع رسوم ترخيص لها وقدرها ألف جنيه، وطالب بضرورة تعاون المرور مع مجلس المدينة والشرطة لتحديد مهلة لراغبي الترخيص، وبعد انتهاء المهلة تتخذ الإجراءات القانونية، يتم مصادرة هذه المركبات والتي تتسبب في زحام كبير في الشوارع. ومن جانبه، أصدر الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، القرار رقم 100 لسنة 2017 م، بتاريخ 19 فبراير الجاري، يقضي بمد مهلة إضافية للإنتهاء من إجراءات الترخيص لجميع مركبات "التوك توك"، التي لم يتم ترخيصها إلى موعد غايته الأربعاء 15 مارس المقبل، وإخطار رؤوساء المراكز والمدن بذلك، على أن يتم الإكتفاء بسداد غرامة مالية قدرها مائة جنيه فقط للمركبة الواحدة خلال المهلة الإضافية، بالإضافة إلى مقابل الترخيص المقرر 350 جنيها. وشدد المحافظ في قراره، أنه بعد انتهاء المهلة الإضافية، يتم سحب أي مركبة "توك توك"، غير مرخصة، وإيداعها بالوحدة المحلية التي توجد بها المركبة، وعدم الإفراج عنها إلا بعد سداد غرامة مالية قردها 500 جنيها، بالإضافة إلى رسوم الترخيص، وشمل قرار المحافظ حظر تموين أي مركبة "توك توك"، غير مرخصة من محطات الوقود، مع توقيع غرامة قدرها ألف جنيها على محطة الوقود التي تخالف القرار بعد منتصف مارس، ثم قرر مد المهلة حتى 30 مارس الماضي. وقال محافظ الفيوم، في تصريح خاص ل"بوابة الأهرام"، إنه تقرر فرض غرامة مالية قدرها 500 جنيه على كل "توك توك"، غير مرخص، مشيرا إلى أنه تم ترخيص أكثر من 8 آلاف مركبة منذ أسبوع، على مستوى المحافظة. كان محافظ الفيوم، قد أعلن في الربع الثالث من العام الماضي، عن اتخاذه قرار بتقنين أوضاع مركبات "التوك توك"، على مستوى المحافظة، وترخيصها وترقيمها بكل وحدة محلية، ضمن خطة زمنية للقضاء على مشاكل هذه المركبات التي عانت منها الفيوم خلال السنوات الماضية.