دفع سليمان الشهير ب هويشل الثمن غاليا عندما رفض السير علي عادات وتقاليد قبيلته البدوية التي يشتهر شيوخها وعواقلها وأبناؤها بالسمعة الطيبة حيث سار في الطريق الحرام منذ صغره للبحث عن الثراء بأي وسيلة وراح يجلس مع أرباب السوابق ويتعلم علي أيديهم فنون الإجرام حتي أصبح واحدا منهم يتحرك حسب أهوائه ونزواته الشخصية ضاربا عرض الحائط بالنصائح المسداة إليه بالبحث عن حرفة يكسب منها قوت يومه بالحلال لكنه فضل الاتجار في البانجو وتعاقد مع المصادر السرية التي تقوم بزراعته في دروب سيناء لتوريد حصص ثابتة له لتخزينها في منزله تمهيدا لبيعها لتجار الكيف بسعر الجملة ونجح هويشل في المخطط الذي رسمه لنفسه وأصبح خلال فترة وجيزة من الأثرياء الذين يمتلكون الأراضي والعقارات وأرصدة في البنوك. لم يضع هويشل للحظة واحدة في حساباته السقوط مرة أخري في قبضة الأجهزة الأمنية بعد أن سبق ضبطه في قضايا سرقة لقدرته علي التمويه وإخفاء بضاعته عندما يشعر بأي تحركات غريبة تحدث من حوله والغريب في الأمر أن أسرته تعلم نشاطه الآثم ولخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوبة سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة للأماكن التي يتردد عليها من الإمساك به متلبسا بالعديد من لفافات البانجو كبيرة الحجم وحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية, عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها هويشل بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبون في شراء أصنافها المختلفة وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد محمد جاد رئيس مباحث القنطرة شرق ومعاونوه النقباء محمد الطحاوي وأحمد طارق وعمر خفاجة ومحمد المسلمي وعبد الرحمن أبو الليل ودلت تحرياتهم علي أن هويشل33 سنة عاطل- يسكن في قرية الأبطال شرق قناة السويس سبق اتهامه في قضايا سرقة تحول في السنوات الأخيرة للاتجار في المواد المخدرة وتخصص في بيع البانجو السيناوي الخام الذي يلقي رواجا بين تجار الكيف ويفضله المدمنون. وأضافت التحريات أن المتهم اتخذ من منزله وكرا لاستقبال زبائنه الذين يفدون إليه من الوادي للحصول علي احتياجاتهم من البانجو بأسعار مغرية. وأشارت إلي أن هويشل اتسعت دائرة نشاطه وأصبح يجلب النبات المخدر من الدروب الجبلية في شمال سيناء و جنوبها ويقوم بتخزينه تمهيدا لطرحه في الوقت المناسب لعملائه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط منزله بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت الساعة المحددة اتجهوا إليه تحت جنح الظلام وداهموا مسكنه وعثروا بداخله علي ثماني لفافات كبيرة تزن24 كيلو جراما من النبات المخدر وهاتف محمول ودراجة بخارية ومبلغ مالي وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بحيازته المضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي محمد فتحي وكيل النائب العام أمر بإجراء التحقيقات تحت إشراف أحمد أبو السعود رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.