تقول مجلةفورين افيرز إن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز تولي لعقود وضع السياسة السعودية تجاه اليمن, إلا أنه تردد ان هذه المهمة انتقلت منذ سنوات قليلة إلي الأمير نايف وزير الداخلية السعودي. الذي يتولي ابنه محمد مسئولية مواجهة عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وكشفت المجلة أن الأمير نايف يفضل بعض اللاعبين علي الساحة السياسية اليمنية منهم مجموعة من السفليين والإسلاميين, ومنهم أيضا الجنرال علي محسن. وعلي محسن هو ضابط برتبة لواء في الجيش اليمني, وبالتحديد كان قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية, وقائد الفرقة المدرعة الأولي في الجيش اليمني قبل ان يقرر فجأة الانشقاق علي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الحادي والعشرين من مارس الماضي, لينضم إلي الثوار, وذلك فيما وصف بأنه واحدة من اقوي الضربات السياسة التي زعزعت الموقف السياسي للرئيس اليمني في آتون مواجهته للثورة الشعبية اليمنية. كان انشقاق علي محسن مفاجأة سياسية وعسكرية من العيار الثقيل, فقد كان هذا القائد العسكري البالغ من العمر اثنين وستين عاما بمثابة الذراع الباطشة, والقبضة العسكرية الحديدية التي لاترحم للرئيس صالح. فقد استعان الرئيس اليمني بعلي محسن في كل صراعاته الداخلية طيلة فترة حكمة أي علي مدار أكثر من ثلاثين عاما, خاصة ضد الانفصاليين في الجنوب والحوثيين في الشمال. وأحد أهم مصادر وقوة ونفوذ علي محسن ليس فقط مركزه المرموق في القوات المسلحة اليمنية, وإنما أيضا العائلة التي ينتمي إليها, وهي عائلة الأحمر التي لعبت بثقلها القبلي والمالي الهائل دورا رئيسيا في تاريخ اليمن المعاصر. فقد شكلت هذه الأسرة تحالفا سياسيا وقبليا مع الرئيس اليمني اعانه في وجه خصومه الكبار, لكن صالح سرعان ماغدر بتلك الأسر كي يسترضي الغرب الذي كان يعتبرها محسوبة بشدة علي التيارات الإسلامية في اليمن المعتدلة منها والسفلية والجهادية. * علاقات في العمق اليمني: تتمتع القيادة السعودية بعلاقات قوية مع شخصيات كبري في عائلة الأحمر مثل الملياردير حميد الأحمر الأمين العام للجنة الحوار الوطني المعارض باليمن واخيه صادق الأحمر شيخ قبيلةحاشد التي تعد من كبري قبائل اليمن والتي دخلت في معركة مفتوحة مع قوات صالح. وللرياض أيضا علاقات قوية مع شيوخ قبائل بكيل التي تشكل مع قبائل حاشد جناحي الطائر اليمني السياسي عبر التاريخ الحديث والمعاصر, كما تنعم الرياض أيضا بروابط لابأس بها مع عائلات وقبائل متنفذة في الجنوب اليمني. هذا يعني أن هناك خيارات واسعة امام السعودية, لكن رغم سعة الخيارات إلا أنها تبدو صعبة, اذ يتعين في كل الأحوال ان يكون بديل صالح مقبولا نسبيا لدي المعارضة في الشارع, كما انه ليس لدي الثوار الشباب قيادات كاريزمية واسعة النفوذ يمكن الاتفاق معها, وليست لهم أي روابط مع القيادة السعودية. تسويق سياسي: ورغم انه من اغرب ماهو معروف عن النظام السياسي في اليمن أن الزعماء ذوي النفوذ الكبير فيه مثل علي محسن الأحمر لايرغبون عادة في ان يكونوا في دائرة الضوء بل يفضلون ان يكونوا صانعي ملوك لاملوكا لتظل لعبة السلطة والثورة في إيديهم لأطول فترة زمنية ممكنة إلا ان الأنباء بدأت تتردد عن العديد من الشخصيات المعارضة اليمنية شرعوا في تسويق انفسهم عند السعوديين كبديل لعلي صالح, لكن مشكلة هؤلاء الكبري في نظر السعوديين تتمثل في أنهم لايحظون بشعبية في الشارع اليمني بل إن بعضهم يوصف بأنهم انتهازيون يودون ركوب موجة الثورة مثل الشخصيات عديدة في أسرة آل الأحمر فهذه الشخصيات متهمة بأنها دعمت حكم صالح المستبد وبأنها لن تسمح بإرساء معالم دولة ديمقراطية حقيقية في اليمن هو ماقد يجعل في نهاية المطاف مهمة السعودية في هذا الصدد بمثابة مفاضلة بين خيارات سياسية قد تكون كثيرة للغاية لكن بعضها يبدو أكثر مرارة من بعضها الآخر.