علي الرغم من أن هناك تجارب ناجحة لخريجي التعليم الفني في محافظة البحيرة إلا أن هناك العديد من المشكلات التي تواجهه بمختلف أنواعه داخل المحافظة سواء الصناعي أو الزراعي أو التجاري ويأتي في مقدمة هذه المشكلات أن هولاء الطلاب ليس لهم أي هدف سوي الحصول علي المؤهل الدراسي دون أي اهتمام لتعلم أي حرف تساعدهم في الحصول علي فرص. وقد رصدت الأهرام المسائي أهم المعوقات والمشكلات والأزمات التي تواجه التعليم الفني والحلول لهذه المشكلات سواء من عدد من الخبراء والمسئولين عن التعليم داخل محافظة البحيرة. وتؤكد نشوي بيومي إلي أنها استثمرت ما قامت بدراسته بمدرسة الثانوية الفنية بدمنهور, وقامت بشراء ماكينة خياطة وبدأت في تصنيع العديد من المنتجات المطلوبة لدي جميع الأسر المصرية وهي تحظي بإقبال كبير من أهالي محافظة البحيرة; حيث تقوم بتصنيع أغطية الغسالات والمرايل وشنط المطبخ وستائر الحمام, مشيرة إلي أن منتجاتها أصبحت غير قاصرة علي محافظة البحيرة بل تقوم بتوزيعها علي العديد من محافظات مصر. ويقول خالد حمامة حاصل علي دبلوم زراعة: إنه تخرج منذ خمسة سنوات ومنذ تخرجه قام برعاية مشروع تسمين العجول وهو مشروع أقامه والده له لكي يستفيد من تعليم ابنه, مشيرا إلي أنه لم ينتظر أن يتقدم للعمل في أي وظيفة سواء في الحكومة أو القطاع الخاص, مشيدا بالعمل الحر, متمنيا أن يكون مشروعه أحد أكبر المشروعات الإنتاجية. ويؤكد محمد الشريف عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية أن هناك العديد من المعوقات التي تواجه التعليم الفني في مصر وفي مقدمتها عدم وجود بيانات وإحصائيات ودراسات توضح الاحتياج الفعلي والحقيقي لخريجي التعليم الفني وإدخال مجالات جديدة تساير متطلبات العصر وذلك ليس علي مستوي محافظة البحيرة ولكن علي مستوي الجمهورية وعدم وجود رؤية مستقبلية للتعليم الفني. ومن جانبه يشير حسن جميل مدرس بمدرسة الثانوية الزراعية بدمنهور, إلي أن مشكلات التعليم الفني تكمن في أن طلاب التعليم الفني بجميع أنواعه سواء الصناعي أو الزراعي أو التجاري يدرسون داخل مدارسهم ولا يعملون وأن الخروج من هذه الأزمة لا يتم إلا من خلال البحث والعمل علي توفير قنوات للربط بين التعليم الفني ومؤسسات الإنتاج إضافة إلي ضرورة أن تتجه مؤسسات ومدارس التعليم الفني إلي إنشاء وحدات إنتاجية داخلها مثل ما يحدث داخل المدرسة الثانوية الزراعية بمدينة دمنهور, فنحن نريد أن تكون جميع مدارس التعليم الفني منتجة. ويقول الدكتور أحمد عبدالجليل, أستاذ بمعهد التكنولوجييا, أن هناك مشكلة رئيسية تواجه التعليم الفني بمختلف أنواعه وهي عدم وجود منظومة واضحة للمعلمين والمدربين بالمدارس الفنية.. إضافة إلي عدم الاستعانة بالمهرة في المهنة من سوق العمل لتدريب الطلاب داخل المدارس.. وضعف الميزانيات المخصصة للتعليم الفني وعدم وجود خطة للبرامج الإعلامية لتحسين الصورة الذهنية عن التعليم الفني. ويضع محمود خالد موجه التعليم الفني بالبحيرة, روشتة شاملة لحل مشكلات التعليم الفني سواء داخل البحيرة أو علي مستوي الجمهورية من خلال عدة محاور في مقدمتها إعادة النظر في أهداف التعليم الفني حتي يمكن مواجهة التحديات في سوق العمل الداخلية والخارجية مع إعادة النظر في سياسات القبول بالتعليم الفني والعمل علي الاستفادة من المدارس الفنية باستغلال الطاقات المتوافرة لديها من منشآت بما يحقق عائدا تمويليا. كما طالبت فتحية زيدان, رئيسة جمعية رحمة بدمنهور, بالعمل علي نشر ثقافة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر بين طلاب التعليم الفني بهدف تشجيعهم للاتجاه نحو العمل الحر وامتلاك مثل هذه المشروعات مع ضرورة إنشاء صندوق لدعم التعليم الفني داخل محافظة البحيرة وفي مختلف المحافظات الأخري. ومن جانبها قالت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة: إنه يوجد تعليم بمحافظة البحيرة يسمي التعليم المزدوج مؤكدة أهمية ودور هذا التعليم كأحد أنظمة التعليم والتدريب التي أثبت تطبيقها ونجاحها في تخريج الكوادر الفنية المدربة وتأهيلها وإكسابها المهارات اللازمة لسوق العمل مشيرة إلي أن نظام التعليم المزدوج يهتم بالتطبيق العملي بجانب الدراسة النظرية; حيث يقوم الدارس بالتدريب العملي في إحدي المؤسسات التدريبية بجانب دراسته النظرية بالمدارس الثانوية الفنية مما يتيح له الفرصة في الحصول علي المهارات الفعلية في سوق العمل والتدريب علي أحدث المعدات المتطورة الموجودة بالمصانع. وقالت لالأهرام المسائي: إن نظام هذا التعليم بدأ في محافظة البحيرة منذ عام2011 بمدرسة تعليم كاملة وهي مدرسة البيضا بكفر الدوار إضافة إلي عدد من الفصول الملحقة بعدد13 مدرسة أخري موزعة علي مراكز ومدن المحافظة مشيرة إلي أن الطالب يمكنه الالتحاق بهذا النظام بعد حصوله علي الشهادة الإعدادية ويحصل خلال دراسته علي المعلومات النظرية في المدرسة في يومين من الأسبوع أما باقي الأيام فيتلقي التدريب العملي اللازم له في المصنع أو المؤسسة التدريبية مما يتيح له فرصة تدريبية واقعية كي يصبح مؤهلا لسوق العمل, وأضافت أن مدة الدراسة3 سنوات يتقاضي خلالها الطالب شهريا في السنة الأولي مبلغ وقدره400 جنيه شهريا وفي السنة الثانية500 جنيه أما في السنة الثالثة والأخيرة فيتراوح ما يتقاضاه ما بين600 إلي ألف جنيه شهريا وذلك حسب إنتاجه. كما أكدت دعاء قنديل مدير الوحدة الإقليمية للتعليم المزدوج والمشرفة علي المشروع, أهمية دور التعليم الفني في إعداد وتأهيل وتوفير الأيدي العاملة والكوادر المدربة لسوق العمل القادرة علي دفع عجلة التنمية, وكشفت قنديل عن أن الطالب عند تخرجه له حرية كاملة في أن يعمل في المكان نفسه الذي تدرب فيه أو أن يعمل في مكان آخر كما أن من حقه أن يواصل تعليمه العالي من خلال التحاقه بأحد المعاهد أو الكليات وذلك بعد حصوله علي مجموع مرتفع فلكل طالب58 درجة يحصل عليها من خلال التزامه ومستواه في العملي; حيث يوجد لدينا14 مهنة صناعية يمكن للطالب أن يلتحق بها منذ السنة الأولي مثل الملابس الجاهزة والنسيج وبناء السفن وغزل الشباك والأثاث والتبريد والتكيف وميكانيكا صيانة وإصلاح, مؤكدة أن نظام التعليم المزدوج يوفر العمالة الجيدة والمدربة لأصحاب المصانع ويقوم بتخريج الطالب علي أعلي مستوي من المهارة والحرفية بالإضافة إلي أنه يمنح الطالب أولوية التعيين في المصنع فور تخرجه وحصوله علي الدبلوم.