اليوم عيد عيد ميلاد المحبة والسلام علي الأرض.. عيد ميلاد المسيح عليه السلام.. كلمة الله وروح منه والذي خصه الله بالمعجزات الكبري.. ابراء المرضي وإحياء الموتي. وهل نحن نحتاج اليوم شيئا أكثر من السلام والمحبة علي هذه الأرض التي تعج اليوم بالكراهية والحروب؟ هل الشر أصيل في هذا العالم؟ هل الخير أصيل في هذا العالم؟ يبدو أن الاثنين.. الخير والشر في صراع دائم علي الأرض ممثلين صيرورة مستمرة لا تهدأ ولا تنام إلا لتعاود اليقظة والدخول في معارك جديدة.. هذا هو قانون الحياة.. الصيرورة.. ولكن الخير هو الأبقي وهو المنتصر دائما في النهاية.. فالشر كالمرض أو كالوباء فقد ابتلي العالم في القرون الماضية وعبر التاريخ بأوبئة قضت علي الملايين كوباء الطاعون والسل والكوليرا وشلل الأطفال ولكن الله قيض أناسا طيبين هم العلماء وأمكنهم أن يجدوا علاجا شافيا لهذه الأوبئة أنقذت ملايين البشر من الهلاك.. كذلك الحروب يرسل الله دائما دعاة للسلام يخمدون جذوة تلك النيران المستعرة التي تلتهم الشعوب ليعم السلام في النهاية ولو لفترة. في بواكير التاريخ حين كان الناس يلجأون لتفسير الظواهر كما يتراءي لهم كانت هناك أسطورة إغريقية تقول إن الآلهة حين خلقوا الإنسان أحبوا أن يجنبوه ويلات الشر فحبسوا جميع الشرور داخل صندوق محكم علي شكل حشرات.. لكن ظلت تلك الحشرات تطن وتصرخ داخل الصندوق طالبة إطلاق سراحها ولأن الإنسان يتميز بالرغبة وحب الاستطلاع فقد دفعه الفضول إلي فتح ذلك الصندوق تدريجيا وعبر العصور فانفلتت منه تلك الحشرات الشر طائرة حوله في الجو تزعجه بالمرض والموت حتي قرر في النهاية ألا يفتح الصندوق نهائيا وهكذا أغلقه إلي الأبد حيث لم يبق فيه سوي حشرة واحدة.. هي في حقيقتها فراشة جميلة.. هذه الفراشة الباقية في الصندوق هي: الأمل وهكذا بقي الأمل محبوسا في الصندوق والذي هو قلب الإنسان الأمل هو الباقي دائما يخبرنا أن الخير لابد أن يظل هو في النهاية فراشة تطير مرفرفة ضد اليأس وضد انتحار الإنسان علي الأرض. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس كما قالوا وإذا كان الشر كالمرض يظل كامنا كالميكروب أو الفيروس عاطلا حتي إذا وجد الوسط المناسب لنموه ظهر من جديد وهاجم الإنسان ليبدأ الإنسان مكافحته من جديد والتغلب عليه لتشرق الشمس من جديد.. فالقانون الحاكم للحياة هو الحب لا الكراهية.. وهو الخير لا الشر وهو البقاء لا الفناء. فلنحتفل جميعا بعيد ميلاد المحبة والسلام علي الأرض عيد ميلاد المسيح عليه السلام.. كلمة الله وروح منه ونور يبقي علي مر الزمان. [email protected]