الزيارة الأخيرة

أضمر عبدالله الشر لصديقه محمد لثرائه و لكونه من الأشخاص المحبوبين خاصة بعد أن أبلغته ابنة شقيقته بمغازلة محمد لها و لم يكن عبدالله قنوعا بما قسمه الله له فكان دائما ينظر بعين الحقد و الغيرة لصديقه الذي كان يعمل مع والده سمسارا للعقارات.
وتمني أن يقود سيارة صديقه التي يصل ثمنها إلي الملايين وأن يؤسس شقه للزوجية مثل شقته, فكان يعمل ليلا و نهارا لينهي تأسيس شقته في الحي الشعبي و يمر بضائقة مالية شديدة و كثيرا ما جمعتهم جلسات السمر بأشهر الكافتيريات
وفي تلك الليلة طلب عبدالله من محمد أن يزوره في شقته بتلك المنطقة الشعبية ليأخذ رأيه في التشطيبات النهائية و بالفعل ذهب اليه وفوجئ بوجود شخص آخر لديه ولم يكد أن يتعارف عليه حتي باغته عبدالله بطعنات عاجلة.
ثم قام بمساعدة صديقه مصطفي بتوثيقه ولفه بسجادة ووضعه داخل شيكارة بلاستيكية واستولي علي متعلقاته الشخصية ووضعاه داخل سيارته الفارهة وتوجها إلي قرية مجاورة للمنصورة وقاما بإلقائها وسكب البنزين عليها وإشعال النيران في الجثة, وفرا هاربين بسيارة المجني عليه ثم تركا السيارة بالقرب من منزل الأخير.
كان اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية قد تلقي اخطارا من العميد أحمد خيري مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ إلي الرائد أحمد توفيق رئيس مباحث مركز المنصورة بالعثور علي جثة لشاب مجهول.
ودلت تحريات رجال المباحث أنها لسمسار عقارات محمد ع. ع29. سنة, ملقاة أمام قرية شها دائرة المركز موثوقا بالحبال من الأيدي وتفحم الجزء السفلي من الجسم ووجود آثار حريق بمكان الواقعة, وقررت النيابة العامة إنتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة.
وأمر العميد محمد شرباش رئيس المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث برئاسة المقدم أحمد توفيق رئيس مباحث مركز المنصورة وتوصلت جهود البحث إلي أن مرتكب الواقعة كل من عبدالله أ. س.23 سنة حاصل علي معهد خدمة اجتماعية ومقيم منطقة عزبة عقل دائرة قسم ثان المنصورة صديق المجني عليه وصديقه مصطفي إ. م.22 سنة طالب بكلية التربية الرياضية جامعة المنصورة ومقيم شارع الدراسات دائرة قسم ثان المنصورة. وعقب تقنين الإجراءات تمكن رئيس مباحث مركز المنصورة ومعاوناه النقيبان أحمد عوض ومحمد الجبالي من ضبط المتهمين وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات اعترفا بصحتها وإرتكابهما الجريمة حيث قرر الأول بحضور المجني عليه لشقته مستقلا سيارته في وجود المتهم الثاني وأثناء جلوسهم قام الأول بمباغتة المجني عليه وتسديد عدة طعنات له بالصدر من الجهة اليسري بسلاح أبيض مطواة ثم قام هو والمتهم الثاني بتوثيقه ولفه بسجادة ووضعه داخل شيكارة بلاستيكية وقام الأول بالاستيلاء علي متعلقاته الشخصية(3 هاتف محمول, خاتم فضة) ثم قاما بوضع المجني عليه في المقعد الخلفي لسيارته وقاما بشراء كمية من البنزين من إحدي محطات الوقود وتوجها لمكان العثور علي الجثة وقاما بإلقائها وسكب البنزين عليها وإشعال النيران بها وفرا هاربين بالسيارة خاصة المجني عليه ثم تركا المتهم الأول السيارة بمنطقة عزبة عقل بمحيط محل إقامته
تم ضبط السيارة والمتعلقات الشخصية الخاصة بالمجني عليه بإرشاد المتهم الأول وجار العرض علي النيابة العامة.