ضرب فريق برشلونة نصرا تاريخيا بكل المقاييس عندما حقق فوزا أسطوريا علي غريمه التقليدي ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في اللقاء الذي جمع الفريقين أمس في إستاد سنتياجو برنابيو في الجولة17 من عمر الدوري الإسباني. ورفع برشلونة رصيده إلي45 نقطة يحتل بها المركز الأول في جدول الترتيب وبات قريبا من حسم لقب الدوري لصالحه في ظل تفوقه علي حامل اللقب ريال مدريد بفارق14 نقطة كاملة حيث تجمد رصيد الملكي عند31 نقطة. وثأر برشلونة من خسارة لقب كأس السوبر الإسباني قبل بداية الموسم عندما سقط مرتين ذهابا وإيابا في كامب نو وسنتياجو برنابيو أمام ريال مدريد. ونجح إرنيستو فالفيردي المدير الفني للفريق الكاتالوني في كسر عقدة البارسا مع الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال الذي تفوق بشكل كامل طيلة عامين علي برشلونة في مسابقات عديدة سواء الدوري أو الكأس أو السوبر. وينحصر فوز برشلونة علي ريال مدريد بثلاثة أهداف دون رد في عدة عوامل فنية فرضت نفسها خلال90 دقيقة في ملعب سنتياجو برنابيو. وأول الأسباب.. فوقان ميسي وتوهان رونالدو.. وخلال اللقاء ظهر ليونيل ميسي في أفضل حال سواء كمهاجم خطير علي المرمي أو صانعا للألعاب والفرص لزملائه, وتفوق ميسي في الهروب من رقابة المدافعين في أكثر من مشهد وتواجد دائما في المساحات الخالية, وقام بتوزيع الأدوار جيدا علي لاعبيه. في المقابل كان كريستيانو رونالدو في أسوأ مستوياته خلال العام الحالي وتأثر بالإصابة التي تعرض لها في الأيام الأخيرة وكانت سببا في غيابه عن التدريبات الجماعية الخمس الماضية قبل استدعاءه للعب أساسيا بشكل معنوي. وثاني الأسباب.. الضغط المرتفع كاتالوني.. وهي من أسرار النصر الكاتالوني فنيا داخل الملعب, حيث أدي البارسا والريال اللقاء بطريقة واحدة4-4-2 واللجوء إلي تكتيك الضغط المرتفع علي المنافس, ونفذه البارسا بشكل رائع بفضل المستوي المميز الذي كان عليه لاعبو الوسط وعدم ترك مساحات خلف ميسي ولويس سواريز واجبار الريال علي فقدان الكرة سريعا, في المقابل كان الريال ينفذ الضغط المرتفع بشكل كلاسيكي هو الأسوأ في تاريخه في ظل سوء حالة رونالدو بالإضافة إلي كريم بنزيمة إلي جانب هبوط مستوي لوكا مودريتش. العقل المفكر الكرواتي في التشكيل المدريدي وكان من اهم مزايا البارسا في اللقاء نجاح لاعبه البرازيلي باولينيو في إحداث الفارق عبر استغلال هفوات الوسط. وثالث الأسباب دفاع حديدي وأخر مهزوز.. وهي ظاهرة تمثل أحد أهم أسرار المباراة والتي شهدت تفوقا كاملا لجيرارد بيكيه مدافع البارسا لأول مرة منذ سنوات طويلة علي غريمه التقليدي وشريكه في المنتخب سيرجيو راموس مدافع وقائد الريال, فالأول اغلق تماما المساحات في منطقة الجزاء وتصدي لكرات عرضية بالجملة, مستفيدا من شراسة دفاع البارسا بشكل عام والتركيز الشديد بشكل خاص في التعامل مع الكرات العرضية الأرضية التي لجأ لها مارسيليو ولوكا مودريتش, في المقابل كان سيرجيو راموس خارج الخدمة برفقة زميله رافاييل فاران وفشلا في التعامل مع الكثير من الكرات العرضية وكان هناك ارتباك في التعامل مع تحركات ميسي وسواريز وتسببا معا راموس وفاران في اهتزاز الشباك مرتين من ثلاثية البارسا. وكل هذه الأسباب الفنية, كانت سببا رئيسيا في فوز برشلونة بالثلاثة, بعد شوط أول انتهي سلبيا كما أراد فالفيردي ثم أنتفض بعدها البارسا في النصف الثاني ليسجل3 أهداف بدأها لويس سواريز في الدقيقة53 ثم أضاف ليونيل ميسي الهدف الثاني في الدقيقة64 واليكس فيدال في الدقيقة93 لينتهي اللقاء3/.0 فالفيردي: الدوري في الملعب المباراة الأفضل في تاريخي.. اللاعبون كانوا نجوما فوق العادة.. الليجا لم تحسم ولكنها تقترب.. بهذه الكلمات تحدث إرينستو فالفيردي المدير الفني لفريق برشلونة عن انتصاره التاريخي الكبير علي ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في لقائهما أمس في الجولة السابعة عشر من عمر الدوري الإسباني. وقال فالفيردي: قدمنا عرضا تاريخيا بكل المقاييس, ولم نتوقع الفوز بهذه النتيجة ولكننا كنا نلعب للفوز ولا أعتبر اقامة اللقاء ظهرا ساهم في انتصارنا. ويكمل المدير الفني: تعليماتي للاعبين كانت الضغط المباشر علي برشلونة في الثلث الأخير فالفريق المدريدي يعاني كثيرا من الضغط المرتفع, ونجحنا في هذه المهمة بفضل تألق لاعبي الوسط ولم أتخيل حدوث الإنهيار في مطلع الشوط الثاني للريال بهذه الصورة والذي ساهم في تحقيق الثلاثية. وأشاد فالفيردي بلاعبه الأسطوري ليونيل ميسي قائلا: ميسي هو إيقونة النادي عبر تارخه, يستحق أن يكون الأفضل دائما فهو لاعب متجدد الطموحات, تخطي الثلاثين من عمره ولكنه يلعب الكلاسيكو كما لو كان الأول في تاريخه.