كتبت سارة طعيمة: أكد المشاركون في ندوة الجهاز المركزي للمحاسبات.. الدور والتحديات قصور الأجهزة الرقابية للفساد في الفترة الماضية وأن تبعيتها لرئيس الجمهورية المخلوع واجراء تعديلات علي القوانين الخاصة بها جعلت منها سببا في التستر علي العديد من قضايا الفساد بدلا من كشفها. كشفوا عن العديد من المفاجآت التي تؤكد فشل الاجهزة الرقابية, مشددين علي أن تعديل القوانين الخاصة بها واستقلاليتها هي السبيل لعودة دورها بقوة. وأوضح الدكتور عبدالخالق فاروق محلل اقتصادي أن القوانين المنظمة للأجهزة الرقابية صممت علي أن تكون ثغرات لعبور الفساد فمنذ تعديل الدستور في عام1976 بدأ الفساد يستشري بالأجهزة الرقابية والتشريعية بتدخل أعضاء مجلس الشعب في اختصاصاتهم حيث جعلوا الأجهزة الرقابية تحت حذاء أعضاء مجلس الشعب وأبرزها مشروع قانون انشاء وحدات تأهيل للمشروعات التي تصل إلي100 مليون جنيه باشراف من وزارة المالية وهو ما يعد بوابة المال السايب بالاضافة إلي قانون رقم88 لسنة2003 والذي يخص قانون الضرائب علي الدخل. اضاف أنه لابد من تشكيل لجنة من كبار القانونيين لمراجعة القوانين الاقتصادية التي ساعدت علي الفساد علي أن ترفع للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بتقوية صلاحيات الجهاز المركزي للمحاسبات واوضح أن الفساد المؤسسي الممنهج طال جميع الأجهزة الرقابية لذلك لابد من الاعلان عن المخصصات المالية للأجهزة الرقابية, حيث كشفت تقارير الرقابة الادراية عن منح محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان الأسبق120 ضابطا اراضي ب6 أكتوبر ب60 قرشا من الفترة(2000 إلي2004) لذلك لايجب الاكتفاء بالتفتيش الداخلي بل فرض رقابة مجتمعية عليها. من جانبه كشف يوسف عليوة وكيل الجهاز المركزي للمحاسبات عن أن الحسابات الخاصة بالمؤسسات الحكومية هي الباب الخلفي لاهدار المال العام حيث قدرها البنك المركزي ب97 مليار جنيه وتعد نزيفا مستمرا لإهدار الأموال لذلك لابد من دعم الأجهزة الرقابية ودمجها تحت جهاز يسمي المجلس الأعلي للرقابة والمحاسبة علي أن يتمتع بالاستقلالية التامة ودعم دور الأعضاء الفنيين به. أوضح عاصم عبدالمعطي وكيل الجهاز المركزي للمحاسبات سابقا أن الجهاز المركزي للمحاسبات هو الجهاز الرقابي الوحيد المنوط بحماية المال العام, لكن اجراء بعض التعديلات علي تعديل القوانين الخاصة به جعلته سببا في اهدار المال العام حيث تم بيع410 شركات بين عامي91 و2010 قيمتها400 مليار جنيه بنحو57 مليون جنيه فقط, وتم تسريح العمالة وارتفاع مستوي الاسعار مطالبا بضرورة العمل علي استقلالية الجهاز وتطبيق اتفاقية مكافحة الفساد بالأمم المتحدة.