تمثل المرأة في ريف الغربية دورا مهما في النهوض بالمجتمع وذلك منذ أن حطمت قيود التخلف وجدران العزلة وتخطت تقاليد الماضي وخرجت لسوق العمل لتسهم في بناء التنمية الشاملة بجانب الرجل. لكن رغم نضالها وكفاحها واهتمام المسئولين بها والعمل علي حل مشاكلها لإحداث التنمية الريفية حتي تكون حجرا للزاوية الاقتصادية والاجتماعية لا تزال تواجه المرأة بعض المعوقات لما تفتقده من الدعم المادي والتوجيه العلمي السليم والأساليب الحديثة التي تؤهلها لتحقيق نقلة متطورة سواء في مجال العمل والمشاركة في الإنتاج أو تربية أجيال تكون قادرة علي إحداث تقدم في المجتمع. الأهرام المسائي حرصت علي الاقتراب من المرأة الريفية للتعرف علي مدي مشاركتها الإيجابية للنهوض بمستوي أسرتها والبيئة المحيطة بها والمشكلات التي تعرقل طريقها واحتياجاتها لمواصلة دورها الإستراتيجي في بناء مجتمع متحضر وخطط المسئولين للوقوف بجانبها وكيفية وضعها علي الطريق الصحيح الذي يخدم الأسرة والمجتمع. من أبرز النماذج الإيجابية للسيدة الريفية بمحافظة الغربية بسمة يوسف من أبناء طنطا والتي تعمل في مجال إنتاج الملابس الحريمي حيث أكدت إنها حاصلة علي بكالوريوس تجارة ولم تنتظر الوظيفة وقررت مساعدة أسرتها المكونة من زوجها وأولادها الثلاثة, وبدأت في تعليم نفسها في البداية علي التفصيل وأثقلت المهنة بالمشاركة في الدورات التدريبية التي كانت تقيمها القوي العاملة بالمجان ومدتها ثلاثة شهور, ويتحمل المسئولون خلالها مصاريف الخامات والانتقال, بعدها يحصل المتدرب علي شهادة بعد اجتيازه اختبارات عملية ونظرية وقد حصدت المركز الأول ثم حصلت علي قرض بفائدة بسيطة, وقامت بشراء ماكينات خياطة في بداية مشروعها لتفصيل العبايات والبيجامات والبدل الحريمي. وتمت توسعة المشروع بشراء ثلاث ماكينات جديدة وتشارك حاليا بمنتجاتها في المعارض التي تقيمها مديرية التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة لتسويقها وبيعها بأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق الخارجية, كما نجحت في الوقوف بجانب أسرتها وفتح باب العمل لعدد عشر فتيات يجهزن أنفسهن للزواج حاليا. وأشارت إلي أنها خاطبت الصندوق الاجتماعي مؤخرا لمساعدتها في شراء ماكينات خياطة جديدة وحديثة بنظام القسط لتوسعة المشروع ومواجهة الطلبيات التي تتعاقد عليها وتتزايد في الفترة الأخيرة. فيما قالت وفاء حسن محمد من قرية ديرب هاشم مركز المحلة: إنها حاصلة علي دبلوم تجارة ومطلقة وتعول طفلين وتحصل علي مبلغ260 جنيها معاشا شهريا من الشئون الاجتماعية. وقد بدأت مشروعها بتربية الماشية بالحصول علي قرض قيمته7 آلاف جنيه من مديرية التضامن الاجتماعي وشراء رأس ماشية صغيرة لمساعدة نفسها, لكن واجهت بعض الصعاب بعد نجاح المشروع بسبب مرض عدد من الماشية وعجزت عن توفير أطباء بيطريين لعلاجها وإنقاذها مما تسبب في نفوق بعضها. وناشدت المسئولين بالوقوف بجانبها والاهتمام بها لمواصلة نجاح مشروعها الإنتاجي فيما التقطت جارتها سعاد إبراهيم أحمد أطراف الحديث, وأكدت أنها تعمل في نفس مشروع تربية المواشي وهي أرملة وتعول ثلاثة أولاد وقد بدأت مشروعها بشراء رأس ماشية بقيمة7 آلاف جنيه من الصندوق أيضا لكنها تمكنت من مواجهة جميع الصعاب التي واجهتها وأصبح مشروعها حاليا منتجا وتملك العديد من رءوس الماشية التي تقوم ببيعها في الأسواق وتدر عليها دخلا يوفر لها الحماية هي وأطفالها. وأضافت سمر سعيد نعنع من قرية أبيار مركز كفر الزيات أنها بدأت مشروعها باستئجار محل بقالة لبيع السلع الغذائية لمساعدة زوجها علي مواجهة أعباء المعيشة الصعبة وغلاء الأسعار وتربية أولادها, لكنها أصبحت مؤخرا عاجزة عن شراء غالبية السلع وتوفير احتياجات الأهالي لنقص السيولة المالية وناشدت المسئولين بالوقوف بجانبها والموافقة علي الاستمارة التي تقدمت بها أيضا للجنة التضامن الاجتماعي بإقامة مشروع لتربية الدواجن وتنفيذ وعودهم بصرف قروض تتراوح من10 إلي15 ألف جنيه لمساعدة المرأة المعيلة. وأشارت عبير النجار طالبة من كفر الصارم بسمنود, إلي أن الفتاة الريفية تعاني من مشاكل عديدة وتتعرض لظلم شديد بسبب عدم إكمال تعليمها وإجبارها علي الزواج المبكر المخالف بجانب حرمان بعضهن من حقهن في الميراث الشرعي في الوقت الذي يتم تكليفهن بأعمال شاقة تفوق طاقتهن. وطالبت المسئولين للمساهمة في ترتيب أوضاع الفتاة الريفية ووضع حد لاستمرار تطبيق العادات الخاطئة وتنظيم برامج توعية لها يخدم أسرتها في المستقبل. وتقول الدكتورة نجلاء مصيلحي الأستاذ بمعهد الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان ومن أبناء محافظة الغربية: إن الأم هي المربية والموجهة التي سوف تعلم أطفالها القيم والعادات وتكسبهم المهارات والاتجاهات الثقافية والتعليمية المختلفة التي سوف تؤثر علي مستقبلهم بشكل إيجابي ولذلك يجب النهوض بفكر المرأة الريفية والارتقاء أولا بمستوي التعليم لديها بالقضاء علي جهلها ومحو أميتها ومساندتها للحصول علي أعلي درجات التعليم ومساعدة وتدريب السيدات علي كيفية إنشاء مشاريع صغيرة إنتاجية من خلال إكسابها المهارات اللازمة لإتقان الصناعات الريفية وتدريبها علي إدارة المنزل بشكل جيد لرفع مستوي معيشة الأسرة اقتصاديا وثقافيا وتشجيع الريفيات علي الانضمام إلي الجمعيات التعاونية الزراعية.