تصاعدت موجة الاحتجاجات الغاضبة في أعقاب القرار الأمريكي بنقل سفارة الولاياتالمتحدة للقدس أمس, وبدأ الفلسطينيون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وغيرها من المدن, انتفاضتهم الثالثة التي قوبلت باعتداءات وحشية من قوات الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن5 شهداء وأكثر من700 مصاب, أبرزهم الرضيع يوسف عماد أشكيان الذي يبلغ من العمر6 أشهر بعد القصف الإسرائيلي لأبراج زايد شمالي قطاع غزة. وقامت قوات الاحتلال بقصف قطاع غزة ليلة أمس واستهدفت الضربات الجوية حرم المناطق السكنية البعيدة عن مواقع المقاومة مما أدي إلي إصابة العشرات من الأهالي بينهم أطفال, بحسب شهود عيان, فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي علي المتظاهرين وسيارات الإسعاف والصحفيين لتفريق المسيرات الغاضبة المناهضة للقرار الأمريكي, كما اقتحمت مستشفي بالضفة الغربية بحثا عن مصابين. من جانبها, حذرت مصر من تداعيات القرار الأمريكي, ودعا السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة أمام جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن القدس إلي الحفاظ علي حقوق الشعب الفلسطيني مؤكدا أن الحفاظ علي مرجعيات الشرعية الدولية ليس من قبيل الترف, وقال: إن ما نشهده اليوم هو انعكاس لتخوف العالم تجاه القضية الفلسطينية. وأكدت سفيرة أمريكابالأممالمتحدة نيكي هالي أن الولاياتالمتحدة ملتزمة الآن بالسلام أكثر من أي وقت مضي, مشيرة إلي أن الرئيس ترامب كان يعلم أن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيثير التساؤلات والمخاوف لكنه اتخذه ليدعم السلام بين إسرائيل وفلسطين. يأتي ذلك فيما حذرت نيكولاي ماليدينوف منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط من احتمالية تصعيد عنف جراء القرار الأمريكي, فيما قال فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا: إن بلاده في انتظار مقترحات واشنطن حول تسوية عملية السلام, وإنها تنظر بقلق جدي إلي القرارات التي أعلنتها, مؤكدا أن الموقف الأمريكي يعقد الوضع في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية والمنطقة بشكل عام, وقال: لا يوجد بديل لحل الدولتين في إطار التسوية الشاملة. في سياق متصل تواصلت الاحتجاجات أمس في العواصم العربية والعالمية ضد القرار وشهدت التنديد بالقرار الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي, وتم إحراق أعلام دولة الاحتلال, ورفع المحتجون العلم الفلسطيني أمام السفارة الأمريكية في برلين مساء أمس وحرقوا نسختين من العلم الإسرائيلي, فيما تجمع نحو ألف متظاهر في اليونان أمام البرلمان ورفعوا شعارات أوقفوا الصهاينة والقدس لنا. من جانبه رفض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس الذي كان مقررا له يوم20 ديسمبر الجاري, وقال الإمام الأكبر في بيان له أمس: كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون موجها نداء عاجلا لأهالي القدس: لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم ونحن معكم ولن نخذلكم. في السياق ذاته, أكد محافظ القدس عدنان الحسيني في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي من القدسالمحتلة, أن قوات الاحتلال تسعي جاهدة إلي طمس الهوية الفلسطينية للقدس وتغيير أسماء شوارعها إلي أسماء عبرية إلي جانب تجريف الأرض والمباني, مؤكدا أنهم لن يفرطوا في القدس مهما حدث. وأثني أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح علي الدور المصري الذي يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك رفض مصر للقرار وما قامت به من جهود في ملف المصالحة. فيما دعا السفير بركات الغرا مندوب فلسطين السابق لجامعة الدول العربية اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم إلي اتخاذ قرارات حاسمة وشن حملة دبلوماسية ضد إسرائيل.