كشف الدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان أمس عن تلقي الجامعة تقريرا إسبانيا بشأن نتائج الكشف الطبي العلمي لمومياوتين من حفائر مقابر حكام جزيرة ألفنتين التي كانت مركزا لحكام إقليم مصر الأول في مصر القديمة. وأعلن غلاب أن نتائج الكشف الذي أجري بالمستشفي الجامعي في مايو الماضي بالتعاون مع جامعتي خايين وغرناطة الإسبانيتين أثبت أن المومياء الأولي التي ترجع لسيدة شابة تدعي ديدو- ساتيت قد أصيبت بمرض سرطان الثدي والأنيميا, والثانية لصبي يدعي حور أوديا وتوفي بسبب اضطرابات في المعدة عن عمر يناهز9 سنوات. وأوضح رئيس جامعة أسوان في تصريحاته ل الأهرام المسائي أن الجامعة شاركت في التحقق من جميع البيانات والنتائج الخاصة بالمومياوتين, وذلك بالتعاون مع جامعة خايين الإسبانية التي قامت بتحليل نتائج الكشف الطبي الذي أجري بالمستشفي الجامعي في مايو الماضي عبر أساليب علمية حديثة دون أي تأثير سلبي عليهما, مشيرا إلي أن البروفسير آلخاندو خوان خمينث من الجامعة الإسبانية كان رئيسا للبعثة الأثرية المشتركة مع مصر التي قامت باستكشاف حفريات قبة الهوا بمنطقة غرب أسوان التي تعرف بمقابر النبلاء. وقال غلاب إن البعثة الإسبانية قامت بالتعاون مع جامعة أسوان وتحت إشراف وزارة الآثار بإجراء الدراسة علي المومياوتين عن طريق جهاز المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد( تاك), مشيرا إلي أن هذا المسح أسفر عن أربع نتائج ذات أهمية علمية خاصة تؤكد أن هاتين المومياوتين كاملتان, وتعودان إلي العصر المتأخر, وأنهما ذات لفائف سليمة, فيما تم حفظ أكفانهما ذات الطبقات القشرية والألوان المتعددة بشكل سليم. وأشار غلاب إلي أن التقرير الإسباني أكد أن المسح الذي تم إجراؤه في المستشفي الجامعي في أسوان من قبل باستخدام أشعة يانوستيك بأحدث ماسح ضوئي له القدرة علي إجراء124 شريحة إشعاعية في وقت واحد وبدقة عالية قد توصل إلي أن المومياء الأولي تعود إلي نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد, والثانية تنتمي إلي بداية الدولة الوسطي في حوالي عام1950 قبل الميلاد.نحو وأوضح رئيس جامعة أسوان أنه تمت مراعاة دقة الكشف والمسح بعيدا عن الطرق التقليدية التي تتسبب دائما في فقدان سلامة العديد من العناصر الجنائزية المتبعة في مصر القديمة مما يؤثر بالسلب علي الموميات, مشيرا إلي أن التقرير الأثري المهم قد تضمن أيضا توصل فريق من علماء الأنثروبولوجيا إلي أن مسح مومياء السيدة أكد معاناتها من سوء التغذية وأنها لم تكن قوية البنية كما لم تكن ذات بشرة مائلة للسمرة وأسنانها متآكلة تآكلا حادا, بالإضافة إلي تضمن التقرير لرأي علماء المصريات أنه من المرجح أن الشخصيتين توفيتا بسبب تقلبات معدية ومعوية حادة. من جانبه وصف الدكتور أحمد مأمون عميد كلية الآثار نتائج هذا البحث بالسبق العلمي الخطير بعد أن أظهرت دراسة البقايا وجود أدلة تؤكد أن السيدة كانت تعاني من سرطان الثدي, ومع دقة هذا التشخيص والتحقق منه يتأكد أن هذا المرض من أقدم الحالات المعروفة حتي الآن في العالم.