هل هي حرب خفية أخري بين واشنطن وطهران تتزامن مع التصعيد الكلامي والتهديدات المتبادلة؟ الرئيس أحمدي نجاد وحسب بيان اذاعته وكالة الأنباء الإيرانية كان مقررا ان يصل أمس الي كابول في زيارة لم تتم وبدلا من ذلك وصل وبصورة مفاجئة الي العاصمة الأفغانية وزير الدفاع الأمريكي الذي أكد اصرار بلاده علي تحقيق الانتصار علي طالبان(!!) وهي قصة أخري تثير التساؤلات وعلامات الدهشة لأن القوة العظمي بكل ماتمتلكه من جيوش واساطيل لاتزال تتحدث عن احراز تقدم علي مجموعة من الميليشيات العسكرية المحدودة الإمكانات, وليس الأمر يقتصر علي هذا الحد وإنما يدخل حلف الناتو في المعارك التي وصفها جيتس بالضارية لهزيمة طالبان.. ولكننا نعود الي الزيارة المؤجلة لأحمدي نجاد التي قد يقوم بها اليوم أو خلال الفترة القادمة وهي تعيد الي الذاكرة الزيارة التي قام بها الي بغداد وأمضي ليلة في المنطقة الخضراء تحت الحراسة الأمريكية.. ويقينا فإن القوات الأمريكية ستكون مسئولة عنه أيضا في أفغانستان, وهنا يمكننا طرح مجموعة من السيناريوهات التي قد تبدو غريبة ولكنها السياسة التي لاتعرف سوي لغة المصالح.. السيناريو الأول هو أن يكون وزير الدفاع الأمريكي قد تعمد قطع الطريق أمام زيارة نجاد في اشارة تعني نفاد الصبر تجاه إيران وان مرحلة المنطقة الخضراء قد انتهت.. والسيناريو الثاني أن يكون كرزاي قناة جديدة للحوار بين الأمريكيين والإيرانيين, وأن زيارة جيتس تحمل رسالة يتعين علي الرئيس الأفغاني أن ينقلها لنظيره الإيراني.. والسيناريو الثالث أن يكون أحمدي نجاد قد رفض الذهاب الي كابول أثناء وجود الوزير الأمريكي منعا لأي تأويلات أو اجتهادات تضعف من مواقفه المتشددة وتصريحاته المتتالية التي تتهم الولاياتالمتحدة بأنها قد اختلقت أكذوبة كبري في احداث الحادي عشر من سبتمبر حتي تشن هجومها علي أفغانستان وتبدأ غزواتها الخارجية.. وفي كل الأحوال فإن أيا من السيناريوهات الثلاثة لايخفي حقيقة المأزق الأمريكي سواء في أفغانستان أو العراق ولاتجد ادارة أوباما أمامها من طوق للنجاة والانقاذ سوي محاولة احياء عملية السلام والتي باتت فرصتها الوحيدة والأخيرة لاثبات أنها أكبر قوة في العالم. [email protected]