واحدة من حكايات كثيرة تحدث حولنا, وتجسد وقائعها صورة صارخة من صور البلطجة والانفلات الأمني الذي أصبح الخطر الأكبر الذي تواجهه البلاد, جاءت شيرين طوسون محمد إلي الأهرام المسائي لتحكيها. مصطحبة معها طفليها الصغيرين مالك ذو السنوات الأربع, وأحمد الذي أكمل سنواته التسع منذ أيام, وبدأت تروي قصتها قائلة: مأساتي بدأت عندما بدأت أعد لعيد ميلاد ابني حيث قررت الخروج لشراء احتياجات الحفل, وكان ذلك صباح يوم الجمعة التي أطلق عليها جمعة الغضب الثانية, وخشيت أن يحدث لماكينات الصرف الآلي بالبنوك ما حدث في أحداث جمعة الغضب الأولي وقمت بسحب مبلغ يكفي احتياجات حفل الطفل واحتياجاتي لبضعة أيام, ووضعت كل الأشياء في المنزل, وقبل الحفل بيوم خرجت لشراء الاحتياجات المتبقية, وعند عودتنا للمنزل فوجئت بسرقة منزلي بكل محتوياته من قبل مالكة العقار الذي أسكن به والكائن بفيلا رقم1005 بمنتجع الياسمين بمدينة الشيخ زايد بموجب عقد إيجار محرر في2010/3/1 ينتهي في2012/2/28, وذلك بعد محاولات إخراجي منه علي الرغم من أني كنت أقوم بسداد القيمة الإيجارية بانتظام حتي شهر مايو الماضي, إلا أني فوجئت في الرابع والعشرين من شهر مايو بإنذار من مالكة العقار هويدا كامل محمد تحذرني فيه بمنعي من دخول الفيلا والحجز علي محتويات المسكن في حال عدم سداد إيجار شهر يونيو, وعند الاتصال بها لمعرفة السبب قامت بالتعدي علي بالسب, فتوجهت لقسم الشرطة لعمل محضر, وبعد عودتي فوجئت بتغيير مفتاح الفيلا الرئيسي وإخطار البواب بمنعي من الدخول إلي شقتي, فعدت مرة أخري للقسم وحررت محضرا آخر برقم1188 لعام2011 وطلبت تمكيني من دخول مسكني الذي يحتوي علي جميع ممتلكاتي ومتعلقاتي الشخصية, بما فيها أوراقنا ومستندات تخص عملي, حيث إنني أعمل في إحدي شركات القطاع الخاص, وحاليا مهددة بالفصل منها نظرا لما أتعرض له من أحداث تم خلالها سرقة جهاز اللاب توب الخاص بي وعليه كل البيانات التي تخص عملي, وكذلك أوراق أولادي, ويكفي أن أذكر أنني لم أستطع الحصول علي شهادة نجاح ابني الأكبر نظرا لأن أوراقه وإيصالات دفع مصروفات المدرسة كانت داخل الشقة. وتستطرد قائلة: أثناء مروري علي الجيران الذين كنت أترك أطفالي لديهم وقت عملي لأعود بهم إلي الفندق الذي نقيم فيها حاليا, وجدت أنوار شقتي مضاءة, فقمت علي الفور بإخطار الشرطة لكي أخبرهم أن هناك من اقتحم شقتي, وعندما حضرت النجدة فوجئنا بمنع حارس العقار لنا من الدخول برغم اتصال ضابط النجدة للاستعانة بقوة إضافية وحدثت اشتباكات وتحررت المحاضر المتبادلة بين الطرفين برغم تعرضي للضرب أمام أفراد الشرطة والجيران, وبعد إقناعي بالتنازل حتي لا يتم احتجازي معهم في القسم, وخوفا علي أبنائي وافقت علي تحرير مذكرة تصالح برغم شعوري بالقهر, وأنه لا يوجد قانون يحميني في بلدي, وانصرفت من ديوان القسم بعد وعد بدخول شقتي, إلا أنه لم يحدث ذلك وتم منعي من الدخول وانتهي الأمر بدخولي المستشفي بعد سقوطي مغشيا علي لأفيق علي اتصال تليفوني من أحد الجيران يخبرني بكسر باب شقتي وسرقة محتوياتها, فقمت بتحرير محضر رقم1471 لسنة2011 بتاريخ السادس من يونيو الحالي, إلا أنه لم يتم تنفيذ قرار النيابة بتكليف أحد الضباط بالانتقال لمحل السكن للمعاينة إلا في الثامن من شهر يونيو, ولا أدري حتي الآن ما مصير ممتلكاتي وأوراقي الشخصية. وتختتم شيرين حكايتها قائلة: ماذا أفعل أنا وولدي وقد أصبحنا مهددين لا نعلم ماذا نفعل سوي انتظار العدالة والحصول علي حقنا المادي والمعنوي إلا أن الانتظار يزيد من تفاقم الأمر عليهما, فهما في حالة نفسية سيئة للغاية لما شاهداه وما يسمعانه من أحداث لم أتخيل أن أتعرض لها في بلدي؟