تطورات مهمة تمر بها الأزمة السورية هذه الأيام قد تعد خطوة في الطريق الصحيح تجاه عودة الاستقرار والاستقلال, من خلال بدء خروج القوات الأجنبية سواء من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي أو القوات الروسية التي تساند قوات الجيش السوري في مكافحة العناصر الإرهابية والجماعات المسلحة التي تنفذ عمليان ضد القوات النظامية. لم تقف التطورات عند الوضع الميداني, ولكن أيضا هناك الطريق الموازي وهو المباحثات بين الوفد الحكومي والمعارضة في جنيف بمرحلتها الثامنة. فجاء أمس إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أن أكثر من004 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريبا إلي بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الرقة في شمال سوريا. وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون علي حسابه علي تويتر إن أكثر من004 عنصر من قوات مشاة البحرية الأمريكية يستعدون للعودة إلي بلادهم بعد توفيرهم دعما دقيقا بالمدفعية لقوات سوريا الديمقراطية وهزيمة تنظيم داعش في عاصمتهم السابقة. ووصلت وحدة قوات مشاة البحرية المذكورة إلي سوريا في51 سبتمبر لتستبدل وحدة سابقة, وفق ما جاء في بيان للتحالف الدولي الذي أضاف أن بعد تحرير المدينة وفرار عناصر التنظيم, أتت الأوامر لهذه الوحدة للعودة. وأوضح التحالف أنه تم وقف إرسال وحدة بديلة. علي صعيد متصل, قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أمس: إن تحضيرات تجري حاليا لسحب قوات روسية من سوريا, وأنه سيتم بمجرد تحقيق الجاهزية لذلك. وجاء ذلك في رد لباتروشيف علي سؤال حول موعد سحب القوات من سوريا, حسبما أفادت وكالة أنباء( سبوتنيك) الروسية. وكان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسي فاليري جيراسيموف قد أعلن في وقت سابق أن تقليص عدد القوات المسلحة في سوريا قد يبدأ قبل نهاية العام الحالي. سياسيا, جاء لقاء الموفد الدولي الخاص الي سوريا ستفان دي ميستورا أمس مع وفدي الحكومة والمعارضة في الأممالمتحدة في جنيف, غداة دعوته الطرفين للتخلي عن الشروط المسبقة والتركيز علي انجاز تقدم حقيقي في جولة المفاوضات الراهنة. ودعا دي ميستورا الوفدين الي الأممالمتحدة في توقيت واحد قبل ظهر أمس الخميس. ولم يحدث أي لقاء مباشر بين الوفدين اللذين جلسا في قاعتين متقابلتين, تولي دي ميستورا ومساعدوه التنقل بينهما. وقبل بدء اجتماعه المغلق مع الوفد الحكومي داخل إحدي القاعات, قال دي ميستورا أمام وسائل الإعلام نحن هنا لأننا نريد أن يكون لدينا اليوم, أو نتمني أن نري اليوم, هذا النوع من التقارب في المناقشات, بطريقة متوازية. لم يدل أي من الوفدين بتصريحات للصحفيين. كان المبعوث الدولي يأمل في عقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة الثامنة من محادثات السلام التي تركز بشكل خاص علي موضوعي الدستور والانتخابات.