قبل بضعة أسابيع تحدثنا عما تلاقيه لغة الضاد من هوان أحسبه نوعا من سوء الأدب وهو ما يتمثل في أن أغلبية الشركات والمؤسسات والمنتجعات السكنية والفنادق ومنتجات شركات الأغدية أسماؤها جميعا باللغة الانجليزية وبين كل مائة أو اكثر من هذه المؤسسات يتواري خجلا اسم مؤسسة باللغة العربية ناهيكم عن المدارس الأجنبية التي لا تدرس اللغة العربية والدراسة فيها باللغة الأعجمية وممنوع علي الطلبة أن يتحدثوا مع بعضهم البعض باللغة العربية كل ذلك له مردود سيئ علي لغتنا الجميلة وأخشي ما أخشاه أن يأتي حين من الزمن تندثر فيه اللغة العربية وتصبح لغة ميتة ولا ننطق بها إلا في المناسبات الدينية ومما يزيد الطين بلة ما يشاهد علي بعض الشاشات الخاصة من مذيعين ومذيعات يقرأون نشرات الاخبار وجميعهم له طلة جميلة وهي ميزة تحسب لمن اختارهم فالطلعة البهية عنصر مهم من عناصر اختيار المذيع التليفزيوني ولكن ما آخذه علي أغلبهم أنهم لا يتعاملون مع اللغة العربية بالاحترام المطلوب الذي يجب ان يتحلي به قارئ نشرة الأخبار خاصة والذي عامة إنهم يخطئون صرفا ونحوا وهي آفة أصبحت منتشرة علي مستوي المسئولين وليس فقط علي من يعملون في المجال الإعلامي فتارة ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به ويتعاملون باستخفاف مع اسم كان وخبر إن ومع المضاف اليه والمستثني بإلا ولا يعرفون أن همزة صرف الألف في كلمة إن يجب ان تكون بالكسر بعد نقطة القول مصداقا لقوله تعالي قل إنما أنا بشر مثلكم ولا أظن أن سطوري هذه يمكن أن تقابل بعدم المبالاة فالأمر يتعلق بلغة الوطن التي يجب ان يكون لها قدسيتها ناهيكم عن أنها لغة ديننا الحنيف وأعود إلي جموع المذيعين والمذيعات والشباب علي القنوات التليفزيونية الذين ارجو منهم ان يستوعبوا أمر اللغة إذا ما أرادوا أن يكونوا علي مستوي العمل المنوط بهم حيث إنهم قدوة للمتلقي الذي يتعلم منهم ويستقي الثقافة والمعرفة باللغة وأصولها من اتقانهم لها صرفا ونحوا ووقفات وأداء ثم إن عدم إتقان الوقفات في قراءة نشرات الأخبار أمر سلبي يجب أن يتخلص منه البعض ومعظم المذيعين الشباب تجددهم يقرأون نشره الأخبار علي وتيرة واحدة مما لا يريح أذن المتلقي وبالتالي ينصرف عنهم وأعجب أن هناك بعضا من هؤلاء المذيعين أصحاب الطلة الجميلة شبابا وشابات مخارج ألفاظهم غير سليمة فتخرج الصاد من شفاههم وكأنها ثاء وقد يجرني ذلك إلي الظن بأن من امتحن هؤلاء المذيعين ليس له دراية بالقواعد المرعية في اختيار المذيعين وكأن كل همه أن يكون المذيع حسن الصورة جميل الطلة ولا تثريب علي ان يكون هناك من يضبط اللغة لهؤلاء المذيعين انه أمر لا يليق ونحن نشهد المذيعين في وسائط اعلامية أجنبية تبث نشرات وبرامج باللغة العربية وهم لا يخطئون أبدا في اللغة في حين أن بعضا من مذيعينا يعملون في محطاتنا وشاشاتنا لهم أخطاء جسيمة وعدم احترام لقواعد اللغة وآفة أخري نشاهدها في مقدمي البرامج الذين تفرضهم الشركات التجارية التي تشتري الهواء من الاذاعة المصرية فهم دون المستوي لغة وأداء سمعت مقدم برامج كان من قبل لاعبا كرويا فرضته الشركة المعلنة ليقدم ساعتين يوميا علي شبكة الشباب والرياضة وهو يقول إن فريق الكونغو لكرة القدم وصل إلي مصر علي ومتن طائرة خاصة في حين ان الكلمة السليمة هي متن وليس متن وهناك أخطاء قاتلة تأتي علي ألسنة نشطاء كرة القدم ممن يعملون محللين في استديوهات التحليل عقب المباريات فيخرفون الكلام عن موضعه ويقولون ألفاظا لا تمت إلي اللغة العربية ولا تثريب علي الشاشات الخاصة وعلي الشركات الإعلانية أن تقيم ورش عمل لمن تختارهم مذيعين ومقدمي برامج يتعلمون فيها أوصول اللغة وقواعد الإلقاء ذلك أن الخطأ في اللغة خاصة اذا صدر من مذيع أو من مسئول لا اعتبره خطا وإنما أعتبره خطيئة.