قال ضياء رشوان, رئيس الهيئة العامة للاستعلامات, إن الهيئة هالها حجم وطبيعة الجريمة البربرية المروعة التي اقترفها الإرهابيون بمسجد الروضة بالعريش تتقدم بأحر التعازي لأسر الشهداء والمصابين وكل المواطنين المصريين في الداخل والخارج. وأكد رشوان ثقته الكاملة في قدرة شعب مصر وقيادته وقواته المسلحة ورجال الأمن علي دحر الإرهاب واجتثاث هذه الفئة الضالة المعادية لكل القيم الإنسانية, وتطهير أرض مصر منهم وردع مموليهم وداعميهم بالمال والسلاح والإعلام المضلل من دول ودويلات ومنظمات في المنطقة وخارجها. وأضاف رشوان, في مؤتمر صحفي أمس, أن الهيئة العامة للاستعلامات تؤكد أن القراءة الأولية لأبعاد هذه الجريمة تكشف عن العديد من الحقائق, وتفضح الكثير من المواقف وتحمل عددا من الدلالات من بينها: أولا: أن هذه الجريمة تؤكد الطبيعة الوحشية للتنظيمات الإرهابية التي تواجهها مصر, والتي لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في التاريخ الإنساني دون رادع من دين أو انتماء للبشرية. ثانيا: إن هذه الجريمة تكشف عن تغيير واضح في أسلوب هؤلاء الإرهابيين وفي طبيعة أهدافهم, وتفضح ما وصلت إليه هذه الجماعات في مصر من ضعف ويأس وانهيار في قدراتها تحت وطأة المواجهة الأمنية الفعالة, فاتجهت لأسهل الأهداف حتي لو كانت مسجدا يضم مصلين أبرياء من مختلف الأعمار, مخالفة بهذا لكل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ثالثا: كما تعكس هذه الجريمة مدي التطرف الفكري الذي وصلت له هذه التنظيمات التي حاولت التخفي وراء الدين تارة, وارتداء عباءة السياسة تارة أخري, فبعد استهدافها رجال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة والمسيحيين من أبناء شعب مصر ودور عبادتهم, بحجج دينية زائفة, ها هي تنتقل اليوم للهجوم علي مساجد الله وقتل المسلمين المدنيين الأبرياء المصلين فيها, وهو ما لم يسبقها فيه سوي جماعات الخوارج التي تكفر عموم المسلمين وتقوم بقتلهم. رابعا: إنه بالرغم من بشاعة عملية مسجد الروضة الإرهابية وما سبقها من عمليات إرهابية, فمن المؤكد أن الغالبية الساحقة من العمليات الإرهابية لا تقع سوي في منطقة محدودة من البلاد في شمال شرقي سيناء, لا تزيد مساحتها عن30 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة مصر البالغة مليون كيلومتر مربع, وبالتالي, فإن مصر الدولة والمجتمع والإقليم تظل بغالبيتها الساحقة بعيدة عن أيدي جماعات الإرهاب الدموي.