حماية طفل مجهول النسب من مآسي الحياة ونسبه لزوجها أقصي أماني السيدة اعتماد محمد التي شاءت الأقدار حرمانها من نعمة الأمومة, فقد تزوجت منذ عشر سنوات. وبعد زيارات متكررة لأطباء علاج العقم والمراكز الطبية المتخصصة فقدت الأمل في الحياة مثل الأمهات فقررت ان تكفل طفلا يتيما. كان اسمه زياد عندما أودعه أحد الأشخاص احدي دور رعاية الأيتام ومجهولي النسب وعمره لا يتعدي شهرين, هكذا سموه وقتها بعد العثور عليه داخل لفافة في قفص أمام أحد المساجد. قررت اعتماد كفالة الطفل في بيتها لتنعم بإحساس الأمومة وتري فيه عونا لها عند الكبر علي مواجهة الحياة. وخوفا علي مشاعر الطفل, لم تصارح أهلها بكونه طفلا مجهول النسب بل أشاعت بينهم أنه طفل لأحد أقارب زوجها, توفي والداه في حادث فقررت أن تربيه وتكفله في بيتها لتعوضه إحساس الوحدة عن والديه بمشاعر أسرة جديدة تحبه, ولتعوض نفسها إحساس الأمومة المفقود. مرت السنوات كبر الطفل ولم تعلم اعتماد أن القوانين التي أعطتها كفالة الطفل ستضع أمامها العوائق عند بلوغه6 سنوات لإلحاقة بالمدرسة, فقد أقامت دعوي أمام القضاء الإداري لمنح الطفل اسم زوجها بدلا من اسم عائلة الزوج كما نص القانون. فقط طلبت التبديل لكي تضمن للطفل حياة أكثر كرامة إن وافتها المنية وزوجها, تريد فقط أن تمنحه الاسم الأول للزوج وليس اسمه بالكامل حتي لا تنكسر عيناه وقلبه أمام من تسول له نفسه نعته باللقيط. تقول اعتماد: أقمت دعوي كفالة الطفل ومنحه اسم زوجي برغبة منه بدلا من اسم العائلة المنصوص عليه في قانون الطفل, وهو أمر لا يخل بالشرع, فأنا لا أريد التبني بتطابق الاسم بالكامل, وكل حرصي علي ألا يؤذيه أحد بسبه بكلمة لقيط. تنتظر اعتماد يوم26 يونيو الجاري لتحديد مصير دعواها, فقد حدده القاضي للنطق بالحكم في الدعوي بعد وصول تقرير المفتي عن جواز الطلب من عدمه. يقول عيد حلمي إسماعيل محام إن قانون الطفل رقم12 لسنة1996 أقر مشروع الأسرة البديلة لرعاية الأطفال المجهولي النسب أي من ليس له أبوان معلومان. ونص القانون علي إعطاء لقب العائلة للطفل لتكون هي علاقة الولاء بين الطفل والكفيل, كما جري بين العرب قديما, لكن منح اسم الأب في الدعوي هو طلب يمكن أن يمتثل له القاضي أولا وهو أمر اجتهادي شرعا. وأضاف أن القانون حمي الأطفال مجهولي النسب حتي لا يقف أحد ببساطة علي أمرهم بأنهم مجهولو الأب والأم إلا من خلال المستندات الرسمية وسجلات الأحوال المدنية. وقد استعان القانون بأسانيد شرعية تحمي حقوق هؤلاء الأطفال, حتي لا يصبح الطفل مجهول النسب ناقما علي نفسه والمجتمع.