بعد الاجتماع الأخير والشهير باجتماع شريفة سيلتقي الأحد المقبل وزراء خارجية الدول العربية في اجتماع طارئ سيكون حول إيران.. والسؤال الذي يطرحه كل مواطن عربي من المحيط إلي الخليج: ما الذي سيفعله وزراء خارجية العرب في هذا الاجتماع؟ وما الذي سيتخذونه من قرارات وإجراءات تجاه إيران؟ وقبل ذلك إلي أي مدي العرب متفقون علي الخطر الإيراني؟ وإلي أي حد هم مستعدون للعمل من أجل الوقوف في وجه التصرفات الإيرانية العدائية ضد الدول الخليجية والعربية بشكل عام؟. من المهم أن يدرك وزراء خارجية بعض الدول العربية, وهم يحملون حقائبهم الدبلوماسية, ويتجهون إلي القاهرة أنهم جزء من المشكلة التي نحن فيها اليوم, وأنهم بمواقفهم غير الواضحة تجاه الأخطار التي تواجه المنطقة, فإنهم يجعلونها مستمرة, بل ومتفاقمة, وأحد تلك الأخطار هو الخطر الإيراني المتزايد. سيجتمع وزراء الخارجية العرب هذه المرة, وقد سبقهم إطلاق صاروخ باليستي علي عاصمة دولة عربية.. صاروخ إيراني انطلق من أرض اليمن نحو أرض الرياض, هذا باختصار ما حدث, فماذا سيقول العرب في سقوط هذا الصاروخ, وفي مثل هذا الاعتداء الكبير علي دولة عربية؟ وليست أي دولة! إنها أرض الحرمين الشريفين, وماذا سيقولون عندما يعرفون أن هذا الصاروخ صناعة إيرانية, وأن إطلاقه كان علي يد صبيان إيران من أتباع حزب الله والحوثيين.. هل ستكتفون بالإدانة والاستنكار؟ الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن هذا الصاروخ ليس موجها للسعودية, وإنما هو رسالة استفزازية للعرب جميعا, فهل يؤثر في البعض؟ وهل سيعتبر العرب اليوم أن إيران تعتدي علي العرب جميعا, أم سيقولون إنه خلاف سعودي- إيراني وهما أدري بحالهما؟ ومنذ أيام استقال رئيس وزراء دولة عربية فجأة, والسبب في ذلك هو إيران التي زادت تدخلاتها في الدولة اللبنانية, فسعد الحريري شعر بأنه لا قدرة له علي العمل في ظل تدخل إيران في بلده وفي شئونه اليومية والداخلية, فقدم استقالته وترك لبنان لأحباب إيران والخائفين منها, فماذا سيكون تعليق وزراء الخارجية العرب؟ هل لدي وزراء الخارجية العرب تصور للتعامل مع إيران غير الإدانات؟ مثلا.. هل الذهاب إلي المنظمات الدولية والقانونية والحقوقية, وعلي رأسها الأممالمتحدة, إجراء مطروح علي طاولة وزراء الخارجية؟ أو هل قطع أو تخفيض العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية وغيرها مع إيران مطروح علي طاولة النقاش؟ أم أن هناك ما هو أكثر من ذلك ولا نعرفه؟ ما يرتكبه النظام الإيراني من جرائم في حق شعبه, وحق شعوب المنطقة, وحق الإنسانية جمعاء يجب أن نعرفه, وهذا جزء من مسئوليتنا, وبالتحديد مسئولية وزراء الخارجية الذين سيجتمعون في القاهرة يوم الأحد المقبل. نقلا عن جريدة الاتحاد الإماراتية