وسط تبادل الاتهامات وتأزم العلاقات بين السعودية وإيران في الفترة الأخيرة، وقعت تطورات جديدة، تمثلت في إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة أول أمس السبت، ليزيد ذلك من حدة التوتر بين البلدين ويبلغ الخلاف بينهما أشده. واتهم التحالف العربي بقيادة السعودية إيران بالوقوف وراء استهداف الرياض، من خلال تزويد الميلشيات الحوثية التابعة له بهذه الصواريخ، التي أنتجتها وهربتها إلى اليمن، وهو ما اعتبره انتهاكًا صارخا لقرارات مجلس الأمن، التي تمنع الدول من تسليح تلك الميلشيات. ووصف التحالف ذلك بأنه عدوانًا عسكريًا مباشرًا، وبالتالي إغلاق كافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، مؤكدًا أن السعودية تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي. ويطرح ذلك عدة تساؤلات في الوقت الحالي، ماذا بعد اتهام طهران؟ هل يكون هناك رد عسكري من قبل السعودية أو التحالف ضد إيران، وما تداعيات زيادة الخلاف وتأزم الموقف بين البلدين على المنطقة العربية والشرق الأوسط؟. وفي هذا السياق، استبعد محمد محسن أبو النور، الخبير في الشئون الإيرانية والباحث المتخصص في العلاقات الدولية، فكرة الحرب العسكرية المباشرة بين الرياض وطهران، على خلفية اتهامات التحالف العربي الأخيرة لإيران. وقال في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، إلا أنه في الوقت ذاته ستشهد الفترة المقبلة تصعيد من قبل الطرفين، حيث يستتبع ذلك عمليات عسكرية في المملكة، كما ستعمل السعودية على زيادة عملياتها وضرباتها ضد الحوثيين. وذكر أبو النور، أن الحرب بين إيران والسعودية ستكون بشكل غير مباشر في اليمن عن عن طريق قوات التحالف والحوثيين، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها الحوثيون اطلاق صواريخ باليستية باتجاه المملكة، كما سبق وأن هددت إيران بضرب السعودية بالصواريخ بعيدة المدى. ورأى السفير عادل الصفتي، وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق، أن رد السعودية على إيران ليس بالضرورة أن يكون رد عسكري، الذي دائمًا ما يكون حل أخير تلجأ إليه الدول بعد استنفاذ كافة السبل الدبلوماسية والسياسية والوصول لليأس التام في الأزمة. وبين في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، أن هناك تصعيد في المواقف من جانب إيران وبالتالي يكون هناك رد فعل للسعودية، مؤكدًا أن تأزم الموقف بهذا الشكل له تأثيراته السلبية على المنطقة. وتابع الصفتي، أن استمرار الخلاف بين الدولتين على هذا النحو يعني توجيه الموارد في المنطقة إلى عملية الرد على هذا الخلاف ومواجهته، بدلا من توجيهها إلى التنمية الاقتصادية. وعلى الجانب الآخر، قال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني والمسئول عن البرنامج الصاروخي، إن قواته لا تمتلك امكانيات نقل صواريخ باليستية الى الحوثيين في اليمن، وأنهم ليس لديهم إمكانية نقل صواريخ إلى اليمن، وأن هذه الصواريخ تخصهم وتمت زيادة مداها. يذكر أن السعودية قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطردت ممثليها الدبلوماسيين من على أراضيها، منذ يناير 2016، على خلفية هجوم عدد كبير من الإيرانيين الذين ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني وعناصر الباسيج، بالهجوم على القنصلية السعودية بطهران، على خلفية اعدام الشيعي نمر النمر.