سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوة أزهرية لدول العالم بالتعاون غير المحدود من أجل السلام الطيب أمام ملتقي الشرق والغرب بروما: المسلمون هم ضحية الإرهاب
.. ولا استغناء عن الحوار في مواجهة الجهل والظلام
وسط ترحيب كبير واهتمام واسع من الحكومة الإيطالية ألقي الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف, رئيس مجلس حكماء المسلمين,كلمته في افتتاحيةالملتقي العالمي الثالث الشرق والغرب نحو حوار حضاري الذينظمته جمعية سان إيجيديو الكاثوليكية الذي أقيم بقصر المستشارية الرسولية بمدينة روما الإيطالية وسط جموع من كبار العلماء والمفكرين والسياسيين الإيطاليين والعالميين. وفي بداية كلمته وصف الطيب, بابا الفاتيكان بأنه الرمز النادر في أيامنا هذه, وهو الرجل الذي يحمل قلبا مفعما بالمحبة والخير والرغبة الصادقة في أن ينعم الناس, كل الناس, بالسلام والتعايش المشترك وتكامل الحضارات وتبادلها. وعن لقائه البابا فرنسيس, أوضح الطيب أنه بحث معه كثيرا مما يقلق ضمير الإنسانية, ويحمل لها الألم والشقاء, قائلا: واستشرفنا معا آفاق المستقبل من أجل العمل المشترك لرفع المعاناة عن الفقراء والبؤساء والمستضعفين في العالم. وأكد شيخ الأزهر اقتناعه بضرورة الحوار بين الشرق والغرب وحتمية استمراره بين حكماء الفريقين لانتشال حضارتنا المعاصرة مما أوشك أن يعود بها إلي عصور الجهل والظلام. أضاف أن حضارة إنسان القرن الواحد والعشرين لا تمثل إلا تراجعا حضاريا مخيبا للآمال, وأن القرن الماضي إذا كان قد حفل بحربين عالميتين راح بسببهما أكثر من75 مليون ضحية, إلا أن صناع الحروب سرعان ما أدركوا فداحة الثمن, وتفاهة البواعث التي لم تكن تستحق قطرة دم واحدة تمت إراقتها. وأكد أحمد الطيب أن الأزهر الشريف مستعد بكامل طاقاته وخبرات علمائه حول العالمللتعاون بلا حدود متعهدا علي استعداده الشخصي أيضا للتعاون بلا حدود من أجل السلام العالمي وحوار الأديان ومكافحة الإرهاب حول العالم ومن أجل نشر فكرة السلام العالمي, وترسيخ قيم التعايش المشترك وثقافة حوار الحضارات والمذاهب والأديان. وقال شيخ الأزهر: إن المسلمين هم ضحايا الإرهاب, وهم الذين يدفعون ثمنه من دمائهم أضعاف ما يدفعه غيرهم مئات المرات, وهم المستهدفون من أسلحته ونيرانه. وأجري شيخ الأزهر عدة لقاءات أخري مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني, ووزير الخارجية ورئيس مجلس الشيوخ, وعدد من المسئولين الإيطاليين, للتباحث حول سبل تنسيق الجهود لنشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا. وتناول شيخ الأزهر, في كلمته, التي ألقاها في قصر المستشارية الرسولية بمدينة روما, بحضور عدد كبير من علماء ورجال الدين والفكر والثقافة والمعنيين بمجال الحوار, قضية الحوار بين الحضارات والتأكيد علي قيم السلام وبمشاركة عدد من أعضاء مجلس حكماء المسلمين في عدد من الفعاليات التي تعقد علي هامش الملتقي, في مقدمتهم المشير عبدالرحمن سوار الذهب, والدكتور حمدي زقزوق, والشيخ علي الأمين, أعضاء مجلس حكماء المسلمين, الذين شاركوا في حلقة نقاشية حول الأديان والدولة الوطنية. وحضر المؤتمر العديد من السفراء في مقدمتهم: السفير هشام بدر سفير مصر بإيطاليا والسفير محمود بسيوني سفير مصر بالفاتيكان. كان قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان قد دعا الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف, لتناول الغداء في منزله الخاص, عقب لقاء القمة بينهما, الذي جمعهما في المقر البابوي. واصطحب البابا فرنسيس, الإمام الأكبر سيرا علي الأقدام إلي منزله الخاص القريب من المقر البابوي, وأخذ كل منهما بيد الآخر في مشهد يعبر عن الأخوة الصادقة التي تربط بين الرمزين الدينيين الأبرز في العالم. واستمر اللقاء الأخوي بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان قرابة الساعتين ونصف الساعة في جو مفعم بروح المحبة والأخوة. قمة تاريخية جاء اللقاء الذي اهتمت به وسائل الإعلام الإيطالية وتناقله العديد من المحطات الفضائية ووصفته بأنه يمثل قمة تاريخية بين الرمزينوقالت: إنه ليس الأول من نوعه ليؤكد عمليا استمرار تقوية أطر الحوار الحضاري بين الشرق والغرب, وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام, ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول, وحماية الإنسان من العنف والتطرف.