فيما لا تزال أزمة الباعة الجائلين مستمرة بمحافظة السويس بعد احتلالهم للشوارع الذي وصل في بعض الأحيان لغلق طرق رئيسية واستهلاك الإنارة والمرافق. أصبحت المواجهة الأسبوعية بين الأجهزة التنفيذية والباعة عمل روتيني سواء بقرارات من المحافظ أو حملات تحت إشراف مدير الأمن من خلال شرطة المرافق والأحياء ومواجهة الفساد لبعض صغار المسئولين في زرع الباعة الجائلين وأكشاكهم فالسويس بها 4 مناطق رئيسية يشغلها الباعة الجائلون هي الكورنيش الجديد وشارع أحمد عرابي التجاري وسوق الأنصاري وميدان الإسعاف بالأربعين. تقول فاطمة محمد السيد ربة منزل أضطر للخروج للسوق الحضرية بالأربعين مبكرا لشراء احتياجاتي حيث تكون الأسعار مخفضة وتعتبر أقل من المحلات في قلب المدينة إلا أن الباعة الجائلين يمثلون عقبة أثناء مروري من الشارع, فضلا عن أنهم يتسببون في تراكم القمامة في الطريق إلي السوق. وتضيف مني أحمد مدرسة: ليس أمامي سوي شراء احتياجاتي من الباعة الجائلين لانتشارهم بالطرق العامة المؤدية للمواصلات مما يسهل علي الموظفين شراء احتياجاتهم, ونطالب المسئولين بمراقبة هذه الأسواق العشوائية وتجمعات الباعة الجائلين حتي لا نقوم بشراء بضائع قد تكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي. شكوي أصحاب المحلات وبانفعال شديد يقول محمد أمين أحد أصحاب محلات ميدان الإسعاف نحن نسدد مع كل إيصال كهرباء30 جنيها للنظافة وفق قرار تحميل أصحاب المحلات لرسوم النظافة في الوقت الذي يقوم فيه الباعة الجائلون بترك مخلفاتهم في الشوارع وأمام محلاتنا وعلي مرأي ومسمع من المسئولين دون رادع مما يحمل جهاز النظافة أعباء إضافية تؤدي إلي مظهر غير حضاري ونفور الزبائن من دخول محلاتنا. ويشير السيد إبراهيم أحد أصحاب المحلات إلي أن منطقة الأنصاري شهدت أكثر من معركة بين الباعة الجائلين وأصحاب المحلات المجاورة بعد أن أغلقوا الممرات تماما أمام الزبائن مما أدي إلي أن بعض المحلات قامت بتأجير الممرات التي أمامها للباعة الجائلين لتعويض خسائرهم والبعض الآخر يخرج ببروز من محلاته إلي نهر الطريق حتي يمنع الباعة الجائلين من الافتراش أمام محله. الجائلون يدافعون فيما دافع أبو عماد السيد أحد الباعة الجائلين عن تواجدهم بالشوارع والميادين قائلا إنه يعتمد علي البيع اليومي للإنفاق علي أسرته, مشيرا إلي أنه مع الحكومة في عملية تنظيم تواجد الباعة الجائلين إلا أنه يسعي لكسب الرزق الحلال وتربية أولاده والإنفاق علي دراستهم, موضحا أنهم يسعون إلي الابتعاد عن أصحاب المحلات وافتراش أماكن فضاء لتكون قريبة من الزبائن لكونهم لا يملكون مكانا لتخزين ما تبقي من الخضروات والفاكهة. وتضيف أم الخير شعبان بائعة سمك: أفترش الرصيف خارج السوق لأن معظم الموظفين يحتاجون إلي السرعة في شراء احتياجاتهم وأحيانا يكون الزبون مستقلا سياراته ويخشي وقوفها في الممنوع خاصة وهم عائدون من أعمالهم, مشيرة إلي أنها تتعرض لمطاردة شرطة المرافق ومسئولي التنظيم بالحي في الوقت الذي تعاني فيه من مخاطر ركود الأسماك وهي ليست لديها ثلاجات للحفظ مثل المحلات. سحب محلات السوق الحضرية من جانبه أكد اللواء أحمد حامد محافظ السويس أنه سيتم تطبيق القانون بكل حسم, مشيرا إلي أنه سيتم سحب أي محلات مخالفة أو لم يقم أصحابها بفتحها أمام المواطنين بالسوق الحضرية للباعة الجائلين بمنطقة حوض الروض بحي الأربعين, فضلا عن تقديم تسهيلات للمحلات التي فتحت أبوابها أمام الجماهير. فيما ناشد السيد أحمد رئيس مجلس إدارة مشروع الأسواق الباعة الجائلين سرعة فتح محلاتهم بالسوق الحضرية بمنطقة الأربعين حتي لا يتم سحبها, مشيرا إلي أنه تم سحب28 محلا من أصحابها لعدم فتحها أمام الجمهور, لافتا إلي أن الأهالي بدأوا في التردد علي السوق لشراء احتياجاتهم, يذكر أن السوق الحضرية للباعة الجائلين مقامة علي مساحة 8500 متر ويضم 322 محلا للأسماك والفاكهة والخضار والفروشات وأنشطة أخري, وتم توفير كل الخدمات والمرافق بها. مقر ل المرافق بوسط المدينة أكد العميد أحمد عبد الفتاح مدير شرطة المرافق أن اللواء محمد جاد مدير الأمن قام بالتواصل مع اللواء أحمد حامد محافظ السويس لتخصيص قطعة أرض بجوار منطقة قصر الشوق بالأربعين بجوار موقف سيارات النقل الداخلي في موقع يتوسط المناطق التجارية بأحمد عرابي ومحطة الأتوبيسات القديمة والأنصاري لتكون مقرا لشرطة المرافق في وسط المدينة مما يسهم في مواجهة الإشغالات والتصدي لها أولا بأول وجار الإعداد لافتتاحه.