بالرغم من التأثير الإيجابي لقرار تحرير سعر الصرف الذي مر عليه عام, علي سوق العملات بعد القضاء علي السوق السوداء فإن أسواق السلع تأثرت بالسلب من القرار علي مدار العام حيث زادت أسعار السلع بشكل كبير, الأمر الذي أدي لوصول نسبة الركود في العديد من الأسواق إلي نحو40%, مع ضعف القوة الشرائية للمواطنين. ومع استقرار العديد من أسعار السلع علي المعدلات المرتفعة إلا أن هناك بعض الأسواق شهدت تراجعا في الأسعار خلال الفترة الحالية مقارنة بالفترة الأولي من تعويم الجنيه, باعتبارها سلعا سريعة التلف وغير قابلة للتخزين منها الدواجن واللحوم والأسماك. وأعرب التجار عن آمالهم في جني ثمار الإصلاح الاقتصادي في المدي القريب لبدء تعافي الأسواق من حالة الركود التي تعاني منها القطاعات التجارية المختلفة منذ التعويم وحتي الآن. عمرو بلبع: مبيعات السيارات تراجعت40% قال, عمرو بلبع, رئيس شعبة السيارات بغرفة الجيزة التجارية, إن هناك تراجعا غير مسبوق في المبيعات السيارات بعد قرار التعويم, خاصة أن الملاءة المالية للتجار انخفضت إلي النصف, مع تضاعف سعر السيارات في الأسواق, حيث من كان يعمل بنحو10 ملايين جنيه, أصبح يعمل بنحو5 ملايين بسبب تضاعف سعر العملة الأمريكية, مع ارتفاع أسعار السيارات التي كانت تباع بنحو100 ألف جنيه إلي نحو200 ألف جنيه. وتوقع, تراجع مبيعات السيارات بنهاية العام لتسجل حوالي160 ألف سيارة مقارنة بنحو178 ألف سيارة العام المالي, مشيرا إلي أن مبيعات السيارات كانت تسجل نحو298 ألف سيارات بنهاية عام.2015 وأوضح أن نسبة الركود سجلت40% منذ التعويم, نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع أسعار السيارات بشكل مبالغ فيه, متوقعا استمرار الوضع كما هو حتي نهاية2018 بعد جني ثمار الإصلاح الاقتصادي وتأثير الأمر علي الأسواق المختلفة. قناوي: قضي علي السوق السوداء للدولار.. وتكلفة المنتجات لاتزال مرتفعة أكد, عماد قناوي, رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية, أن سعر الدولار يعتبر مستقرا خلال الفترة الحالية مقارنة بالأشهر الأولي من تحرير سعر الصرف, وهو الأمر الذي أدي إلي استقرار تكلفة المنتجات, مشيرا إلي أنه بالرغم من هذا الاستقرار فإن تكلفة المنتجات لاتزال مرتفعة وهو مايؤثر علي القوة الشرائية للمستهلك. وأوضح, أن القرار أدي إلي اختفاء السوق الموازية للدولار التي كان يعاني منها التجار, إلا أن المعدلات المرتفعة للدولار حاليا في السوق الرسمية مقارنة بما قبل التعويم أثر علي النمط الاستهلاكي للمواطنين, حيث أصبح المواطن يفاضل بين احتياجاته لشراء الاحتياجات الأساسية منها. الزيني: الركود سيد الموقف.. وأتوقع انخفاض الحديد أشار, أحمد الزيني, رئيس الشعبة العامة لمواد البناء بإتحاد الغرف التجارية, إلي أن أسعار الحديد ارتفعت بنحو120% منذ التعويم, كما ارتفعت أسعار الأسمنت بنحو30%, فيما شهدت جميع مواد البناء8 و9 جنيهات ووصل بعد التعويم إلي نحو18 جنيها. وتوقع, استقرار أو انخفاض أسعار الحديد خلال الأشهر القليلة المقبلة خاصة أن السعر يعتبر مرتفعا الأمر الذي أدي إلي تراجع معدلات الطلب, كما أن فصل الشتاء تنخفض فيه عمليات إنشاء العقارات والوحدات السكنية, مشيرا إلي أن السوق تعاني الركود بصفة عامة. زنانيري:100% زيادة في الأسعار.. وتراجع الملابس المستوردة أهم الإيجابيات أكد, يحيي زنانيري, نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية, أن تعويم الجنيه أثر بشكل مباشر علي أسعار الملابس التي ارتفعت بنحو100% مقارنة بالعام الماضي نتيجة زيادة أسعار مستلزمات الانتاج التي يتم استيرادها من الخارج من غزول وأقمشة, الأمر الذي أدي إلي ركود الأسواق نتيجة تدني الأحوال الاقتصادية للأسر المصرية, وأكد, أن تراجع عملية الاستيراد للمنتجات تامة الصنع يعد من أهم مميزات القرارات علي قطاع الملابس الجاهزة, حيث انخفض الاستيراد بنحو30%, وهي نسبة جيدة خاصة أن الصناعة المحلية كانت تعاني منافسة غير عادلة مع الملابس تامة الصنع المستوردة. شرف: قلة المبيعات تخفض اللحوم10 جنيهات قال, محمد شرف, نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية, إن سوق اللحوم يتحكم فيها عوامل تؤثر علي سعر المنتج النهائي منها القرارات التي تصدرها الحكومة والتي تمس السلع بشكل مباشر, إضافة إلي عمليات العرض والطلب, مشيرا إلي أن أسعار اللحوم في الوقت الحالي تراجعت بنحو10 جنيهات ليتراوح سعر كيلو الكندوز بين120 و150 جنيها بعدما كان يتراوح بين130 و160 و170 جنيها. وأرجع, الانخفاض إلي حالة الركود المسيطرة علي السوق خاصة بعد عيد الأضحي وبدء موسم المدارس, ففي ظل ارتفاع أسعار السلع المختلفة أصبح هناك أولويات للأسر المصرية, مما أدي إلي تراجع الطلب علي اللحوم, الأمر الذي أجبر أسعارها علي الانخفاض خاصة أنها من السلع السريعة التلف.