الأعلام الرسمي والخصوصي يداعب كل الأناتيخ ويدلعهم ويعطيهم أجازة حتي نهاية العام أنتخ يؤنتخ أنتخة فهو أنتوخ, وهو بالتعريف يعطل دولاب العمل, فهو متباطيء وليس متواطئا, ورغم مرور خمسة شهور منذ بداية العام2011 وانتهاء أربعة شهور علي الثورة فمازالت معه أجنداته الخارجية وأجنداته العربية ويتناسي الأجندة المحلية. ومع اقتراب هوجة الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتأسيس الأحزاب فقد بدأت اللعبة الانتخابية التي ستتحول بعد أيام من التسارع إلي معركة فدائما ما تتحول اللعبة إلي معركة, فهل يستمتع الأنتوخ بتحول اللعبة إلي معركة, أظنه بدأ ينسي أن الشعب يريد تغيير النظام, وأنه مضطر لتحدي الشعب واتهامه بكل فصائله بكل النعوت الخادشة للحياء, الأنتوخ الأعظم قرر أن يتهم الشعب بأنه لم يتعود علي الديمقراطية ولن يفهمها ولاتصلح له الديمقراطية ولا الدولة البرلمانية, الحل في نظام رئاسي مؤنتخ لا يعطي للرئيس كل صلاحيات الأنتخة الفرعونية الشهيرة, والشعب يحتاج لرئيس يستخدم الخط الأحمر دائما. فالجيش خط أحمروالشرطة خط أحمر والدين خط أحمر والمرأة خط أحمر والعمال والفلاحون خط أحمر, والقضاء خط أحمر, والشرطة العسكرية التي تلبس الكاب الأحمر تتعاون مع أمن الدولة أقصد الأمن الوطني المتأنتخ منذ4 شهور لتأديب المتظاهرين أمام السفارة الاسرائيلية. فالأنتخة تتحدي ثقافة التظاهر والاعتصام والاضراب وتصر علي بقاء الحال علي ما هو عليه والنظام لايزال صامدا وفلوله مازالت تؤنتخ و تؤنتخ و تؤنتخ وتتحدي التغيير. كما أن الإعلام الرسمي والخصوصي يداعب كل الأناتيخ ويدلعهم ويعطيهم أجازة حتي نهاية العام بدلا من تغيير القيادات في ماسبيرو أو الجامعات أو المحليات والحكم المحلي, وتأتي المدرعات لتحمي كل أنتيخ عتل زنيم وتصاحبها موسيقي العصي الكهربية في مواجهة العصيان المدني وكل مطلب مدني.. حتي الدولة المدنية.. ويقول الشعب المصري الغلبان حكمته الشهيرة قال:يا أنتوخ إيه أنتخك ؟ ما لقيتش اللي يقف أمامك ويصحصحك!! رؤية علماء النفس في تلك الظواهر المريبة: وسط هذا كله, طلب الحكماء والمنظرون أن يسهم علم النفس الاجتماعي في دراسة تلك الظاهرة ومدي تعارضها وتناقضها مع الثورة الشعبية.. فاقترح د.سمير نعيم في جريدة الشروق أن نحتفل بالثورة وبالتغيير لأننا عشنا قرونا من من النكد والاكتئاب وكسرة النفس. فهل يستمع الأنتوخ الاعلامي ؟,ويتوقف عن التخويف والترويع والتباكي علي الشهداء والمصابين بالكلام فقط وتقديم التعازي في الثورة المغدورة أو الثورة التي يتساءل الشعب المصري عنها: أين ذهبت ؟. هل تسربت أم سرقت؟. خرجت المليونية تلو المليونية وكأنها تنخز أنتوخا حرنانا يرفض الانتقال خطوة بالثورة إلي تغيير النظام أو الدولة أو الدستور, فأرتفع صوت إعلام الأنتخة متهما الشعب والشباب والأحزاب وكل المطالبين بالاعتصام أو التظاهر بأنهم هم الثورة المضادة وأعداء الشعب.. وبدأت لغة التخوبن والخطوط الحمراء تتهم الشعب بأنه أحمر وشيوعي وليبرالي وعلماني وقليل الأدب ويتحدي قوي الأنتخة التي تحمي الوطن والدنيا والآخرة وتدافع عن النظام والدولة من تهور ربما يورطنا في حرب مع صهاينة مصر وأمريكا واسرائيل,الذين اتضح أنهم يحملون جوازات سفر اسرائيلية وأمريكية ويحافظون علي ثروة النظام السابق بالهرب بأمواله للخارج, ولابد من مصالحتهم والوفاق معهم والحوار لإقناعهم بأن الشعب المصري طيب ومتسامح.. أما النصيحة الثانية التي رفضها الإعلام مثلما رفض إشاعة ثقافة الاحتفال بالحرية والتحرر والانعتاق من زمن الفراعين فقد كانت نصيحة علماء النفس الاجتماعي بضرورة الكشف علي الصحة النفسية للحكام والساسة والإعلاميين بشكل دوري حتي لا نفاجأ بتصريح لأحد الحكام يتهم المعتصمين بممارسة قلة الادب في قلب ميدان التحرير باعتبارها شكلا من أشكال خرق قانون حظر التجول والقيام بأفعال فاضحة في الطريق العام وكما تردد تصريح آخر لأحد الحكام يدين الاعتصامات الفئوية ولهذا صب الإعلام هجوما علي القضاة والأطباء والمهندسين والصيادلة والطلاب والعمال والفلاحين والموظفين وربما سيبدأ الهجوم علي المرأة والطفل والشيخ, وهويعتبر عموم الشعب هم الثورة المضادة. وربما يتصور أحد الخبثاء أن هذا الكلام يوحي بأن الفلول هي التي تحكم أو تدير الإعلام والجامعة والمحافظات والمحليات, طبعا هذه دعاية مسمومة يبثها اعداء الوطن. ماذا عن رؤية أصحاب نظرية المؤامرة؟ أنصار نظرية المؤامرة قرروا أن تباطؤ الأناتيخ ليس أمرا داخليا بفعل الفلول بل بفعل خطط مدبرة موجهة لدفع البلاد حكومة وجيشا وشعبا للارتماء في أحضان ماما أمريكا وعدم إزعاج أولاد العم الصهاينة الذين أقلقتهم الثورة المصرية وقبلها التونسية وتسببت الثورتان في طرق ناقوس الثورة العربية ليسري كالنار في هشيم الشعوب العربية المقهورة وكأن نظرية الدومينو تعلن عن انتهاء حقبة الهيمنة الصهيو أمريكية علي الشعوب العربية. وتمادي الشباب فاعتبروا كل من تعدي الثمانين عاما انتوخا تمهيدا لحرب أهلية عمرية ضد الشيوخ القابضين علي كل سلطة وموقع.. كيف يهزم الشعب ثقافة الأنتخة المتجذرة في مراحل طويلة من تضخم جهاز الدولة بموظفيه الكبار ومزاياهم الاستثنائية كالصناديق الخاصة؟ كيف تتحدي قوي الثورة البؤر الصديدية المعاندة للتغيير داخل المؤسسات الثلاث الشهيرة اقصد المؤسسة الأمنية والإعلامية والأكاديمية التي تتحدي الثورة ويخشي الاصطدام بها وزراء الحكومة وقيادات المجلس العسكري ويتعللون بأنه ليس من سلطتهم تغيير القيادات وينتظرون خروجها علي المعاش, الحل سيكون بحثا وتنقيبا في الدفاتر عن ملفات الفساد لكل رموز الأنتخة الجاثمين علي أنفاس الوطن. المليونيات القادمة ستركز علي مؤسسة ما, ربما تكون الإعلامية, ثم تليها الأمنية فالأكاديمية ثم القضائية أو الرقابية لاجتثاث جذور الأنتخة المضادة للثورة وللتغيير. أخيرا فالشعب يريد مقاومة الأنتخة, لقدجاءت مليونية الغضب الثانية في الجمعة الأخيرة من مايو لتطفيء نار الفتنة وتجدد العهد الثوري بضرورة مقاومة الأنتخة وعدم الاستسلام لإعلامها وتهديداتها وتطالبنا جميعا بتحدي ثقافة الأنتخة.