الأسبوع المقبل.. يلتقي شباب العالم في مدينة السلام شرم الشيخ يتناقشون, يتحاورون, يتبادلون الرؤي والخبرات والأفكار والتجارب في مناخ تسوده مشاعر الحب والتسامح والتعايش شعاره الجميع من أجل السلام والتنمية, في وقت يشهد فيه العالم تنامي وتصاعد الأفكار الهدامة المتحجرة المنغلقة, التي لا تري ولا تسمع سوي صوتها, تلك الأفكار الغربية, التي أفرزت داعش وغيرها من الجماعات التكفيرية الغبراء, التي لا تعرف سوي لغة القتل والحرق والتدمير وترويع الآمنين, وهدم الدول والعبث بمقدراتها وثرواتها. ويفتح هذا المنتدي غير المسبوق ولأول مرة في التاريخ حوارا مفتوحا بين شباب العالم من كل حدب وصوب, أي مع المستقبل بدون حواجز وبدون أسوار.. حوار حقيقي تلتقي فيه الوجوه وتتصافح الأيدي, لا حوارا افتراضيا أو خياليا علي مواقع التواصل الاجتماعي, التي تم استغلالها أسوأ استغلال في حروب الجيل الرابع بنشر وترويج الشائعات والفتن والدسائس, لإسقاط وتفتيت الدول ونهب ثرواتها وخيراتها وتدمير تراثها الإنساني. نعم أمام شباب العالم فرصة تاريخية لإعلاء قيم الحوار والتفاهم والتعايش, بعد أن تراجعت أمام الأحزمة والعبوات الناسفة والتفجيرات وعمليات الدهس, التي تقوم بها الذئاب المنفردة من الجماعات الكارهة للحياة في كل بقاع الأرض, كما أن الفرصة مواتية أمامهم, ليس لتبادل الرؤي والأفكار فحسب, ولكن لصياغة حلول خارج الصندوق للكوارث والأزمات التي تواجه العالم من وجهة نظرهم, وطرحها علي زعماء وقادة العالم المشاركين في المنتدي, ولعل أهمها قضايا الإرهاب والتطرف, وعدم تمكين الشباب, والبطالة وحوار الثقافات وتغير المناخ وغيرها. ومن أرض السلام وعبر الشباب من مختلف أرجاء المعمورة ستبعث مصر بالعديد من الرسائل, أولاها: إن مصر دولة آمنة مطمئنة, قادرة بتماسك وصلابة شعبها, ووقوفه في خندق واحد مع قواته المسلحة وشرطته الباسلة, علي دحر جماعات الإرهاب والشر, وتوفير الأمن والأمان للمصريين, والتصدي للجماعات التكفيرية نيابة عن العالم, ومما يؤكد ذلك قدرتها علي تنظيم هذا المنتدي العالمي الذي يشارك فيه ما يقرب من ثلاثة آلاف ضيف من مختلف دول العالم, بينهم رؤساء دول وشخصيات عالمية. وثانيها: تعريف شباب العالم وضيوف مصر من الرؤساء وكبار الضيوف, بما يجري علي أرض مصر من بناء وتعمير وتنمية, بالتوازي مع حربها علي الإرهاب, وخاصة مشروع تنمية محور قناة السويس, والأنفاق التي تجري عمليات حفرها علي قدم وساق أسفل القناة بالإسماعيلية والسويس وبور سعيد, والعاصمة الإدارية الجديدة, والمدن الرائعة التي تحمل بين ثناياها الخير لمصر, مثل العلمين الجديدة وهضبة الجلالة, وشبكة الطرق غير المسبوقة, ومشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان, وغيرها من المشروعات التنموية. وثالثها: الترويج للسياحة المصرية, خاصة أننا نملك ثلث آثار العالم, كما أن المنتج السياحي المصري متنوع, ما بين سياحة ثقافية وشاطئية وعلاجية وسفاري ومؤتمرات ومعارض, كما أن تنظيم المؤتمر في مدينة شرم الشيخ, التي تعد من أجمل وأروع مدن العالم, أكبر دعاية تسويقية للسياحة المصرية. ورابعها: أن مصر دولة مبدعة وخلاقة, وقادرة علي التطور ومواكبة العصر, بل لديها رؤية مستقبلية, تسبق العالم كله, وكما حذرت العالم من قبل من خطورة الإرهاب الذي لا يعرف دينا ولا وطنا ولا دولا ولا حدودا, ها هي تطور مؤتمر الشباب وتحوله من مؤتمر مصري خالص إلي منتدي عالمي لتحقيق التقارب والتلاحم بين شباب الدنيا بأسرها. وتبقي كلمة لابد منها, وهي توجيه الشكر للواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء علي ما بذله ويبذله من مجهود رائع وخلاق, حتي تظهر مدينة السلام بهذا المظهر الرائع الذي يبهر العالم.