باتت برامج الإذاعة والتليفزيون القديمة مادة خصبة للإذاعات الخاصة, من خلال إعادة تدويرها بمذيعين جدد, وذلك لما تحمله برامج الزمن الجميل من مكانة خاصة في قلوب المستمعين والمشاهدين, بالإضافة إلي مضمون وفكرة واسم مميز يحمل بصمة قوية جذبت الآلاف. لذا يسعي أبناء الجيل الحالي, الاستفادة منها سواء باقتباس مضمون برامجها أو حتي استخدام نفس الاسم وبث الروح داخلها لتقدم من جديد للجمهور سواء لمستمعي الاذاعة أو مشاهدي التليفزيون, ومن بين هذه البرامج: كلمتين وبس إذاعة جمهورية مصر العربية تقدم.. كلمتين وبس, بهذه الجملة كان الفنان الراحل فؤاد المهندس قدم برنامجه الساخر محاولا تسليط الضوء علي أوضاع المجتمع من خلال موقف بسيط مقتضب, ليضع بين يد المستمعين المشكلة والحل في نفس الوقت, واستمر البرنامج الإذاعي عاما بعد الآخر حتي رحيل المهندس, ليتوقف البرنامج بعدها ثم يعود علي يد الفنان شريف منير علي إذاعة ميجاFM, مستفيدا باسم وفكرة البرنامج. وقال شريف منير سعيت كثيرا وتعبت للغاية لكي يظهر البرنامج إلي النور مرة أخري, خاصة أنني كنت متعلقا بأستاذي فؤاد المهندس, لذا كنت مصرا علي أحياء البرنامج وقدمته بروح المهندس, كما أبقيت علي موسيقي العمل لأنها تميزه, وحتي يكون هناك طاقة أعالج بها السلبيات. وأضاف أزعم أنني لدي دلال وشعبية ومؤثر عند شباب كثيرين, وقد استأذنت محمد نجل أستاذ فؤاد لإعادة تقديم البرنامج من جديد. لسه فاكر بصوتها المميز وطلتها كانت تقدم الإعلامية نهال كمال برنامج لسه فاكر والذي يقوم علي فكرة استضافة عمالقة الفن المصري الكبار, والحديث معهم عن أبرز أعمالهم, والتطرق إلي كواليس تلك الأعمال الفنية والأجواء التي تم التصوير بها, وعلاقة الفنانين ببعضهم والنوادر التي مروا بها خلال تصوير هذه الأعمال. وبعد أن توقف البرنامج ورغم أن مقدمته لا تزال علي قيد الحياة, فإن الاعلامية هند رضا قامت بإعادة تقديم البرنامج مرة أخري ولكن هذه المرة من خلال ميكرفون الإذاعة نجومFM. ومن جانبها قالت نهال كمال, إنها فوجئت بإعادة تقديم برنامجها واستعارة اسمه لتقديمه علي محطة إذاعية دون استئذانها بإعادة إحياء البرنامج من جديد. وأضافت لالأهرام المسائي أن الجمهور أصبح يميل إلي متابعة كل ما يذكرهم بما هو قديم ليحيي داخلهم شعور الحنين إلي الماضي. ساعة قلبك ارتبط اسم برنامج ساعة لقلبك بجمهور المستمعين, حيث يعد أحد أهم العلامات في تاريخ الاذاعة وهو فكاهي كوميدي شارك في تقديمه عمالقة الكوميديا آن ذاك, إلا أن الفنان هشام عباس حاول الاستفادة واستغلال اسم البرنامج ليحوله إلي برنامج تلفزيوني ترفيهي يستضيف من خلاله عدد من النجوم. وتعليقا علي ذلك قالت نادية مبروك رئيس الإذاعة المصرية, إن ما يقوم به البعض من إعادة تقديم بعض البرامج أو استعارة اسمها أو مضمونها يعد محاولة للاعتماد علي نجاح هذه البرامج والتي لاقت أثرا كبيرا في وجدان المصريين علي مدار السنين, ولكن في حالة إعادتها لن تكون بنفس النجاح القديم الذي حققته هذه البرامج وقتها. وأضافت أشعر أنها محاولة لاستثمار نجاح هذه البرامج سواء كان ساعة لقلبك أو كلمتين وبس أو غيره, ولكن من يقلدونهم لن يحصدوا نفس النجاح لأن هذه البرامج مرتبطة بشخصية مقدميه فمثلا برنامج علي الناصية للإعلامية آمال فهمي حاول الكثيرون تقليد فكرته لكن لم يحققوا نفس نجاحها, وأيضا برنامج لغتنا الجميلة لفارق وشوشة ظهر بعده الكثير من البرامج المهتمة باللغة العربية ولكن لم تكن علي نفس المستوي, وكذلك برنامج تسالي للإعلامية إيناس جوهر ومحيي محمود تقدم مادته في الكثير من البرامج, ولكن في النهاية تظل البرامج ونجاحها مرتبط بشخصية صاحبها. وأشارت إلي إن الإذاعة تسعي دائما للحفاظ علي برامجها من خلال إطلاق خدمه ماسبيرو أف أم والتي انطلقت منذ عام ويذاع بها كل الأعمال الإذاعية النادرة.