مستشفي برج العرب الجامعي الجديد بالإسكندرية تم بناؤه ليصبح صرحا طبيا يخدم مئات الآلاف من المواطنين غرب المدينة.. ولكنه تحول فجأة إلي نزاع مجتمعي بين المواطنين والمسئولين بالجامعة كل يري طريقة لتشغيله من وجهه نظره واحتياجاته.. ورغم حسم الأمر بشأن هذا المستشفي المثير للمشاكل منذ إنشائه وحتي الآن, إلا أن الصرخات مازالت والاعتراضات والشكاوي مستمرة يقابلها المبررات من كلا الطرفين....فالمواطن يعاني من ضعف وأحيانا انعدام الخدمة الصحية....والمجتمع يفتقر لوجود مركز طبي عالمي لعلاج الأورام..المشكلة قائمة رغم اتخاذ إجراءات فعلية من قبل المسئولين لتحقيق الاحتياج المجتمعي وليس رغبة المواطن...وتتفاقم وتتعالي الصرخات وتتبادل الاتهامات وتزداد شدة الصراع بين الطرفين وتضيع الحقائق أمام دفاع كل من الطرفين عن رأيه. الأهرام المسائي يفتح الملف الطبي بمدينة برج العرب للوقوف علي المشكلات التي يعاني منها المواطن السكندري وكذلك الاستماع لرأي المسئولين بالجامعة وأهمية تحويل المستشفي إلي مركز طبي لعلاج الأورام. وبنظرة علي الواقع وقراءة متأنية بالأوراق الرسمية نجد أنه عام1998 تم تسليم مستشفي برج العرب الجديد من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتأهيله وإعادة تشغليه لخدمة مرضي مدينة برج العرب.. وفي يوم1998/1/10 تم إسناد أعمال التأهيل لشركة المقاولين العرب التي انتهت من أعمالها في2008 وفي عام2013 تم تجهيز المستشفي بالمعدات والأجهزة الطبية بمنحة هولندية تقدر ب(33) مليون يورو ولم يتم تشغيل سوي العيادات الخارجية فقط دون تشغيل باقي المستشفي التي بلغت تكلفة إعادة تأهيلها وتجهيزها أكثر من(52) مليون جنيه. انعدام الخدمة الطبية وعن المستشفي ومدي أهمية وجوده بمدينة برج العرب يقول أحمد متولي السنوسي موظف لقد علمنا من15 عاما انه سيتم إنشاء كلية طب تابعة لجامعة الإسكندرية وكذلك مستشفي جامعي يخدم المواطنين في مدينة برج العرب, بل ومركز ومدينة برج العرب القديم وأيضا قري البنجر حتي حدود محافظة مطروح.. وكم كانت فرحتنا بتوافر الخدمات الصحية التي نعاني من ضعفها وفي كثير من الأحيان من انعدامها حيث لا يوجد بالمدينة سوي المستشفي المركزي التابع لوزارة الصحة وهو محدود الامكانات وبالتالي ضعيف الأداء في الخدمات الصحية.. الموت علي الطريق ويقول طارق السيد عبد اللطيف موظف: نضطر نحن سكان مدينة برج العرب وأيضا سكان قري بنجر السكر والساحل الشمالي والقري والنجوع إلي اللجوء لمستشفيات الإسكندرية في حالة المرض أو إجراء العمليات الجراحية وللعلم المدينة تبعد عن الإسكندرية(70) كيلو مترا.. هل المريض يتحمل مشقة التوجه للإسكندرية بطول هذه المسافة.. بالطبع سيحدث مضاعفات تؤدي في كثير من الأحيان إلي الوفاة.. نقص التمريض شائعة وتقول أم هاشم عبد الله إسماعيل مدرسة تمريض مدينة برج العرب في أشد الحاجة لهذا المستشفي الذي تتوافر به كل الإمكانات الطبية والبشرية ولا ينقصه سوي الأطباء فقط...وقد تردد في الآونة الأخيرة أن المستشفي لا يعمل بكامل طاقته نظرا لقلة هيئة التمريض, وأنا أؤكد أن هذا الكلام غير صحيح فهناك أعداد كبيرة من هيئة التمريض بالمستشفي لدرجة أنه تم إلحاق عدد منهم للعمل بالمستشفيات الجامعية بالاسكندرية, وأيضا تتساءل: لماذا الإصرار علي حرمان المواطنين ببرج العرب من الخدمة الطبية المتكاملة؟ طوق النجاة وتطلق زينب السيد موظفة من سكان مدينة برج العرب استغاثة لوزير الصحة والتعليم العالي فتقول: نظرة إلي الملف الطبي ببرج العرب فنحن في حاجة إلي الخدمة الطبية والتي للأسف لا تتوافر في كثير من الأحيان بالمستشفي المركزي الذي يقدم لنا خدمة صباحية فقط من خلال العيادات الخارجية وأيضا إجراء العمليات الجراحية البسيطة فقط.. خلاف هذا نعاني انعدام بقية الخدمات الصحية لذلك كان طوق النجاة لنا هو المستشفي الجامعي الجديد ولكن للأسف معظم أقسامه خارج نطاق الخدمة لماذا؟ ونحن تعداد سكاني لا يستهان به. تنمية المنطقة أما كمالة صبحي عضو مجلس أمناء مدينة برج العرب فتقول: تم إنشاء هذا الصرح الطبي من أجل تنمية المدينة لذلك تم تجهيزه علي أعلي مستوي من التجهيزات الطبية لخدمة المدينة التي تمتد حتي حدود محافظة مطروح وتضم بين جنباتها مئات من المصانع, حيث تعتبر من أكبر المدن الصناعية علي مستوي الجمهورية ومن الضروري توفير خدمة صحية متكاملة للآلاف من العمال وأيضا من سكان المدينة. قرار التحويل حملنا شكاوي ومطالب سكان مدينة برج العرب ووضعناها بين يدي الدكتور وائل نبيل رئيس قطاع المستشفيات الجامعية بكلية الطب جامعة الإسكندرية والذي بدأ حديثه بقوله مستشفي برج العرب الجديد أحد المستشفيات التابعة للجامعة ويقع علي مساحة(55) فدانا ويضم(80) سريرا وأربعة أسرة عناية مركزة وثلاث غرف عمليات ومعمل وأشعة مقطعية وعادية وتليفزيونية بالإضافة إلي العيادات الخارجية. وخلال الفترة السابقة قرر الدكتور أحمد عثمان عميد كلية الطب طرح روئ لتشغيل المستشفي بكامل طاقته والتغلب علي العوائق التي تحول دون تشغيل المستشفي كليا ومنها نقص أعداد هيئة التمريض وكذلك الأطباء في جميع التخصصات فكان الحل ضرورة البحث عن حل آخر وطرح اقتراحين.. الأول السياحة العلاجية نظرا لقرب المستشفي من مطار برج العرب الدولي وتحويله إلي مستشفي لعلاج الأخوة العرب من الدول العربية أما عن المقترح الثاني تحويل المستشفي إلي مركز لعلاج الأورام وذلك لافتقار جامعة الإسكندرية إلي مستشفي متخصص في علاج الأورام وقد وجدنا أن الحل الأمثل تحويله لمركز لعلاج الأورام خاصة للأطفال. احتياج المجتمع لمركز أورام وعن التجهيزات الخاصة لهذا المركز يقول: التجهيزات الخاصة بعلاج الأورام ستظل بالمستشفي والأخري سيتم الاستفادة بها في بقية المستشفيات الجامعية كلا في تخصصه.. ويتساءل: لماذا الإصرار علي وجود مستشفي عام جامعي وعلي بعد نحو اثنين كيلو متر من المبني الخاص بالجامعة يوجد مستشفي برج العرب المركزي وهذا يعني أن المدينة ليس في حاجة للمستشفي الجامعي في حين لا يوجد مستشفي لعلاج الأورام والمجتمع في حاجة ماسة له, خاصة أن قسم علاج الأورام بالمستشفي الرئيسي الجامعي بالإسكندرية غير كاف في ظل تقديم الخدمة الطبية لمواطني محافظاتالإسكندرية والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ. وعن الخطوات الفعلية التي سيتم اتخاذها في المستشفي يقول: المستشفي سيستمر العمل بالعيادات الخارجية وبعض العمليات الجراحية مثل الأنف والأذن والحنجرة وأقسام الأشعة لحين تحويل المستشفي إلي علاج الأورام وقد بدأنا في وضع خطة يتم من خلالها تجهيز البنية التحتية خلال ثلاث أشهر وبعدها سيبدأ التشغيل التجريبي بربع طاقة المستشفي(20) سريرا لمدة ست أشهر وتباعا تزيد قوي التشغيل بعد عام كامل.