السلوك هو رد فعلك تجاه الأشياء بشكل إرادي أو لا إرادي وهو أمر يتوقف علي شخصية الإنسان والبيئة المحيطة به و المرحلة العمرية.والسلوك قد يكون المفتاح الأول لنجاحك أو فشلك. ولذا فإن الارتباط قوي بين الشخصية ورد فعلك. كما تؤثر الأسرة والتربية والمدرسة و الأصدقاء و المجتمع ووسائل الاتصال والإعلام والبنية الجسدية والعقلية والنفسية السليمة وغيرها من العوامل في بناء وسلامة الشخصية. ولأن الأمم ترتقي بالعلم والأخلاق فأعتقد أننا مازلنا في بداية الطريق فسلوكنا التنموي و الوطني والأخلاقي لم ينضج بالشكل الذي يسمح لنا بالتقدم. خاصة أن شبابنا يستقي العلم والتربية و الأخلاقيات من الإنترنت وتحديدا من علي الفيس بوك; ليتحول صديق السوء من الحياة الواقعية إلي الفضاء الافتراضي. والحقيقة لو رصدنا كم التناقضات في السلوكيات المصرية لابتكرنا علما جديدا خاص بنا. فعلي سبيل المثال لا الحصر لتناقضات حياتنا: أن تعيش في مدينة علي الساحل مثل الإسكندرية الساحرة وتلمس روعة جمالها وهوائها النقي فقط علي طريق الكورنيش; وإذا أخذك الشغف لتكتشف باقي سحر هذه المدينة ستصاب بالإغماء من هول الصدمة, فشارع الترام تزينه صفائح القمامة والذباب والقطط. فتلك المدينة تفاصيلها بسيطة وتحتوي علي 3 شوارع رئيسية هي كورنيش البحر و الترام وابي قيروكم منطقة شعبية. ولك أن تتخيل بعد شارع الكورنيش الرائع أنك أمام محطة ترام زيزينيا المزينة بزهور القمامة ومعطرة بروائح كريهة رغم أنه شارع رئيسي, كما ذكرنا وقبل فندق سان استيفانو- أرقي منطقة بالإسكندرية. الحقيقة ممكن استوعب هذه الصورة في المناطق العشوائية ليس لأنها لا تمثل أهمية ولكن لأننا اعتدنا إقصاء الأحياء الشعبية من أي تخطيط أو مشروعات تنموية وهو أمر غير إنساني ومرفوض من أي شخص طبيعي ولكني قصدت بأننا تعودنا علي بعثرة القمامة في تلك الأحياء العشوائية. ما عليناالمروع أن هذا الإهمالفي عصر التكنولوجيا2017 ومتزامن مع الحروب الشرسة التي تبث عبر الإنترنت. الحقيقة الجميع اشتكي وسأل ولكن لا حياة لمن تنادي! ومازال السببغير معلوم حتي وقتنا هذارغم شكاوي المواطنين وضجرهم. ولأن الأمر مستفز حاولت اتخيل الأسبابوهي أن الشعب مهمل; وهذه حقيقية; يبقي الحل تفعيل دور وزارة الصحة والبيئة وهوتوعيةالشعب; وتنبيهالمدارسعلي ضرورة توعية التلاميذ بأهمية البيئة. وحين احتار دليلي لم أجد إلا علامات الاستفهام:لمن أوجهرسالة104 ملايين مواطن فما يحدث بالإسكندرية من مسلمات كل المحافظات؟ أين محافظ الإسكندرية ألا يطلع علي ما يكتب علي صفحات الفيس بوك ويقرأه العالم والخونة؟ ومن المسئول عن هذا التلوث البيئي؟ ولمن نشكو إهمال المسئولين الذين جعلوا الخونة تلقي تغافلهم علي عاتق الرئيس عبدالفتاح السيسي ؟لماذا لا يهتم كل محافظ بمدينته كرئيس لها وليس كمتفرج؟و لماذا لا نستخدم عقولنا لمجابهة الضغوط والأزمات؟