الدولار خلال إجازة شم النسيم.. أسعار العملات في البنك الأهلي والمركزي وموقف السوق السوداء    أسعار اللحوم اليوم الأحد 5 مايو 2024.. كم سعر كيلو اللحمة في مصر    الأرصاد تحذر من انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار على هذه المناطق (تفاصيل)    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    حملة ترامب واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تجمعان تبرعات تزيد عن 76 مليون دولار في أبريل    مصر على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات.. تعرف عليها    روسيا تصدر مذكرة اعتقال للرئيس الأوكراني زيلينسكي    أول تعليق من مدرب سيدات طائرة الزمالك بعد التتويج ببطولة إفريقيا أمام الأهلي    نجم الأهلي السابق يوجه طلبًا إلى كولر قبل مواجهة الترجي    قصواء الخلالي: العرجاني رجل يخدم بلده.. وقرار العفو عنه صدر في عهد مبارك    بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ والبيض اليوم الأحد 5 مايو 2024 بعد الارتفاع    هل ينخفض الدولار إلى 40 جنيها الفترة المقبلة؟    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    علي معلول: تشرفت بارتداء شارة قيادة أعظم نادي في الكون    العمايرة: لا توجد حالات مماثلة لحالة الشيبي والشحات.. والقضية هطول    بعد معركة قضائية، والد جيجي وبيلا حديد يعلن إفلاسه    تشييع جثمان شاب سقط من أعلي سقالة أثناء عمله (صور)    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    كريم فهمي: لم نتدخل أنا وزوجتي في طلاق أحمد فهمي وهنا الزاهد    تامر عاشور يغني "قلبك يا حول الله" لبهاء سلطان وتفاعل كبير من الجمهور الكويتي (صور)    حسام عاشور: رفضت عرض الزمالك خوفا من جمهور الأهلي    ضياء رشوان: بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها لا يتبقى أمام نتنياهو إلا العودة بالأسرى    عمرو أديب ل التجار: يا تبيع النهاردة وتنزل السعر يا تقعد وتستنى لما ينزل لوحده    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    حسب نتائج الدور الأول.. حتحوت يكشف سيناريوهات التأهل للبطولات الأفريقية    كاتب صحفي: نتوقع هجرة إجبارية للفلسطينيين بعد انتهاء حرب غزة    احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيجان الأمريكية    مصرع شاب غرقا أثناء الاستحمام بترعة في الغربية    إصابة 8 مواطنين في حريق منزل بسوهاج    رئيس قضايا الدولة من الكاتدرائية: مصر تظل رمزا للنسيج الواحد بمسلميها ومسيحييها    اليوم.. قطع المياه عن 5 مناطق في أسوان    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة مار جرجس في طنطا    البابا تواضروس يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    مكياج هادئ.. زوجة ميسي تخطف الأنظار بإطلالة كلاسيكية أنيقة    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    عاجل.. مفاجأة كبرى عن هروب نجم الأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دوار الصراحة فى الترام يحاور المسيرى ويسأل: متى تعود ماريا وترابها الزعفران ؟..المحافظ: الاسكندرية تعود 2016 .. وحاسبونى
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 08 - 2015

منذ ظهوره وحلفه لليمين وتستلمه مهام عمله ، ملأت أخبار هانى المسيرى محافظ الاسكندرية فضاءات الاعلام بمختلف الوانه واشكاله «برامج توك شو، صحافة، تواصل اجتماعى» وراح الناس يشغلون انفسهم بمتابعة مظهره الشكلى ووسامته وانتقاد شئون حياته وتصرفاته الشخصية حيثما كان واينما ذهب، متناسين تجربته العملية التى لم تبلغ من العمر اكثر من 6 اشهر .
ولا نذيع سرا هنا إذا قلنا ان جرأة المسيرى واصراره على مواصلة واستكمال تجربته باعتباره لأول مرة مسئولا يتم اختياره من خارج العالم الحكومى الذى نعرفه.
نجحت فى مواجهة عواصف المعارضين له بدءا من عاصفة " حرم المحافظ مرورا بمائدة رمضان وحتى الوشم او "التاتو " كلها تقريبا توشك على الانحسار والتلاشى ، وبدأت تتقدم افكاره ومقترحاته الجريئة والمختلفة ولوحظ انها صارت تحتل مساحات جديدة وتلقى قبولا لافتا، لدرجة أن دعواته وحملاته الاعلانية المبتكرة التى تعرضت عند طرحها سابقا للاستخفاف والسخرية تلوح الان بامكانية تنفيذها وتعميمها مثل " امسك مخالف، وبدل مانتخانق نتشارك، وازداد انصاره ومؤيدوه من ابناء النخبة والعامة وفى مختلف الاعمار والفئات ويمكنك وبسهولة ان تتاكد من ذلك إذا سألت أى شخص فى شوارع الاسكندرية كيف حال المحافظ الجديد.. ستجد إجابة مختلفة بلكنة هادئة راضية مختلفة مفادها أن تجربة الرجل وخطواته تزداد ثباتا، وهذا لايعنى أن المعارضين قد تراجعوا او انسحبوا وإختفوا، فهناك من هم يواصلون حملاتهم وانتقاداتهم بل فى المحاكم يراهنون بالقانون على رحيله والتخلص منه، ومامن يوم يمضى الا وتجد هؤلاء المعارضين يكادون يمسكون باصابعك للاشارة على البقع السوداء التى مازالت تلطخ ثوب عروس المتوسط من عشوائيات وزحمة مواصلات وقمامة متراكمة وهدم متواصل للمنازل والمناطق الاثرية واهمال واختفاء للشواطئ، كل ذلك تسمعه فى الاسكندرية إذا سالت نفس السؤال كيف حال المحافظ معكم..
الآن دعونا أن نكف كلامنا عن وقائع التصرفات والشئون الشخصية للمسئول فى بلادنا فالجميع يعرف أن هذه حريات خاصة لأشان لنا بها ، فما رايكم لو دعوناكم أن نتكلم لا أن نتسلى ولكن لنتعلم أن نتحاور لنفكر ونختلف لنأتلف وأن نعارض بشدة وننتقد لنؤكد ان الديمقراطية وسياسة الاختلاف ليست صراخا ولا هياجا إنما تعددية فى الافكار والمقترحات والمبادرات التى تعيد الاسكندرية الى سيرتها الاولى وهذا ماكان يشغلنا عندما بلغنا مكتبه فى التاسعة صباحا بمبنى مجلس الوزراء "مقر المحافظة المؤقت " وطرحنا الفكرة عليه التى يأمل " دوار صراحة الاهرام التفرد بها وأصررنا على تنفيذها مهما كانت الهواجس الامنية ووساوس المرتعشين وهواة التسالى فى ساعات العصارى ، فنحن لايشغلنا إلا هدف واحد فقط.. كيف ومتى تعود الاسكندرية مارية ويعود ترابها الزعفران كما عرفناها وتربينا على روائحها وحكاياتها التاريخية والوانها واطيافها المتعددة.. ويقولون فى تاريخ الامم " كما فى عمر الفرد " هناك فترات مصيرية لابد من التعامل معها، وفى تقديرى أن الساعات التى جئنا لقضائها بالاسكندرية مع نخبتها واهلها ومحافظها مسئولها الاول وان تكون تحديدا فى "الترام " اشهر واعرق وسيلة مواصلات عامة من وجهة نظرنا هى ساعات مصيرية مهمة ، فلقد كانت مهمة متفردة ونوعية محددة الهدف، واضحة فى تشخيص المشكلات والتحديات، ملتقى تجسد فيه نجاح فكرة جريئة للمسيرى مفادها بما إننا نقضى معظم اوقاتنا داخل المقاهى نتكلم وندردش فقد تم الاستفادة من عربات قطار الترام التى كانت قد احترقت اثناء احداث ثورتى يناير ويونيو بإصلاحها وتطويرها وتحويلها الى "كافيه" متنقل يجلس فيه ضيوف الاسكندرية واهلها يتحاورون ويستمتعون برؤيتها والتنقل بين احيائها وهم داخل هذا المقهى لعل فى ذلك يكون مقدمة لرؤية سياحية شاملة، كذلك تجسدت كل الوان الديمقراطية التى نتمناها والاهم انها اخرجت كل الحلول الكامنة والممكنة من بين افواه الناس عامة وكأن هذه الساعات تعيد صلة الرحم بين المدينة واهلها، وان يوافق المسيرى على ان يكون معنا فى هذه التجربة ودون تردد فهذا يعنى أننا قاب قوسين او ادنى من يوم نرى فيه كبار مسئولينا معنا بيننا فى وسائل المواصلات العامة تماما مثلما نتفاخر برؤساء وزراء ووزراء اوروبا والدول المتقدمة وهم بين مواطنيهم فى هذه الاماكن العامة دون حراسات ولامواكب ولا موتوسيكلات.. وقد تكون رسالة ودون ان نقصد تقول: مصر آمنة ومسئولوها بين الناس وتتغيرثوابت افكارهم وحياتهم وآمنهم. فاهلا بكم فى الترام الذى كان بحق دوار للصراحة ..
البداية سان استيفانو
كانت الساعة الواحدة ظهرا عندما لاح لنا الترام وهو يدخل محطة سان ستيفانو.. كان اول مابدا منه مقدمته الزرقاء المبهجة وزينته المعلقة على الواجهة ودائرة سوداء مكتوب بداخلها عبارة " ترام كافيه دعوة فى حب مصر " والركاب المنتظرون الصعود اليه يتزايدون وقد ارتسمت على ملاحمهم علامات ترقب ورغبة في رؤية التجربة والوقوف على مدى نجاحها
قال لنا اللواء خالد ابراهيم عليوه رئيس الهيئة العامة للنقل والركاب والمشرف على عملية تنفيذ التجربة: هذه فكرة اسعدت المواطن السكندرى، خاصة عندما علم ان هذه العربات هى التى تم إحراقها ايام الثورة وأصبحت متهالكة ولا تصلح للاستخدام مرة اخرى وتم اعادة اصلاحها وتصميمها وتنفيذها بايادى المتخصصين من أبناء الهيئة الذين نجحوا وفى شهر واحد فقط فى انجاز"ترام كافيه1"لأول مرة، واضاف ان هناك مفاجأة لاهالي الاسكندرية وهى "جاردن كافية " وسيتم تشغيله هذا الأسبوع وهو ترام سياحى لاضفاء البهجة عليهم.. وقبل ان ينطلق بنا الترام ونحن على المحطة وصل عدد من الشخصيات يمثلون تقريبا نسبة لاباس بها من فئات مختلفة للاسكندرية منهم اساتذة جامعة، سياسيون وقيادات سابقة بالمحليات، اعضاء فى جمعيات اهلية لاسيما جمعية محبى الاسكندرية والحفاظ على تراثها، ادباء ومثقفون، باحثون وحملة ماجستير يعملون بمكتبة الاسكندرية وشباب بالجامعات واصحاب مبادارات تطوعيه ومصريون اصولهم تنتمى للجاليات الاجنبية التى تعيش هنا كنا قد دعوناهم للمشاركة معنا فى هذه التجربة والحوار مع المحافظ فيما يشغلهم من شئون الاسكندرية داخل "الترام كافيه".. إنما الذى استرعى انتباهنا اكثر، كان هو عدم ثقة ضيوفنا فى ان المحافظ سياتى فى موعده وقد يعتذر فى اخر لحظة نظرا لانشغالاته خاصة ونحن لدينا علم انه سافر للقاهرة مساء اليوم السابق لحضور اجتماع مع رئيس الوزراء، لكننا اصررنا ان نستكمل وكانت المراهنة ان المسيرى لن يخذلنا .
وعندما أنطلق بنا الترام من سان استيفانو محطة البداية الى محطاته الاخرى اخرها مصطفى كامل، خطف ابصارنا ذلك الاقبال الهائل من المواطنين عليه وتلك الستائر "النبيتى" الداكنة التى تغطى واجهات نوافذه وطاولاته الخشبية الانيقة وملابس سائقه والمحصل وصوت الموسيقى الذى ينبعث من جنباته، أنه اقرب الى مطعم سياحى متنقل يعوم على قضبان من ماء، وبينما كان الترام يقطع المسافات باتجاه سيدى المرسى ابوالعباس وقبل وصول المحافظ وصعوده المتوقع الى الترام فى اى محطة قادمة، تحدث الينا بعض من الحضور وكشفوا عما لديهم من اراء وهموم يعتزمون ابلاغها والحوار والمواجهة بها مع المسيرى
كنوز من المقترحات والاسئلة
"ظلمناه" قالها بقوة المهندس اسامة سيف بجامعة الاسكندرية فلقد جاء المسيرى اخر 3شهور من السنة المالية ولم يكن لديه اى اعتمادات مالية، نزل الى الشارع وتقابل وتلاحم مع الناس ليسمع منهم مشاكلهم فهو شخصية غير مكتبية، وتمكن من معرفة نسبة كبيرة للحلول المقترحة واهم مانراه الان على ارض الواقع هو ازالة المباني المخالفة التى بنيت فى غفلة من الزمن، وبصوت هادئ مثل كتابتها قالت الروائية الشابة هناء عبد الهادى: على المستوى الإنساني يبدو انه يتحرك بطريقة صحيحة وهو شخص يريد النجاح اولا واخيرا وهذه الإرادة تدفعه لكى يعرف الأخطاء ويتخطاها..
جاء اختياره فى الوقت الخاطئ هكذا قالها عافى على شرارة مدير شركة ايركول للتوكيلات .. ولن ينجح اصغر مسئول ولا اكبر مسئول الا بوجود الناس معه وبجانبه، فجميعنا متضامنون مع المحافظ لاستعادة عروس البحر.. اما المهندس ياسر سيف المنسق العام لمحبى الاسكندرية فيقول ان هناك كثيرا من المشاكل بمحافظة الاسكندرية لم تحل وتحتاج الى اعتمادات مالية كبيرة من القاهرة ومشروعات تم البدء فيها ولم تكتمل لنقص الاعتمادات، اهمها مشكلة القمامة. ونحن نتمنى تفعيل البلاغات التى نقدمها الى النائب العام بشان مافيا المبانى الاثرية كما نامل ان يلتزم المسيرى بما وعد به من مساع برفع قيمة الاعتمادات المالية من القاهرة بعد تفاقم مشكلة المرور وتكدس السيارات!!
وصل الترام الى محطة النزهة.. يتهلل وجه محصل الترام سامى فرج وهو يبلغنا ان المحافظ يصعد للترام قائلا: ياسلام لو سيادة المحافظ يحقق امنيتى ويعمم الفكرة دى على باقى الترام بشوارع عروس البحر.
وهنا وبمجرد ان دخل المحافظ الى العربة وجلس على مقعده بين الحضور مبتسما مصافحا الجميع.. قلت: هذا هو المحافظ بيننا ياسادة .. قادم للتو من القاهرة وكان يسابق الزمن للحاق بنا والالتزام بما وعد ، واسمحوا لى وبإسم جريدة الاهرام أن اتقدم بخالص الشكر على تلبية دعوتنا ودعمه لفكرتنا التى عرضناها عليه بمكتبه الاثنين 28 يوليو اى قبل 48 ساعة من تلك اللحظة ، وفى ظنى هو الان مستعد للاستماع اليكم ومناقشتكم.. ورحت فى البداية اعرض عليه ماسمعناه قبل صعودنا للترام .. فقال: نحن الان فى زمن غير الزمن ووقت الاعتماد على الحكومة قد انتهى، لان هناك تحديات كبيرة وعظيمة يجب تخطيها.. لابد ان تعلموا أن الاسكندرية لم تر طرقا جديدة منذ 15 عاما وهناك تلال القمامة من عشرات السنين وسلوكيات خاطئة يصعب تغييرها لذلك نحن نسعى وبقوة لاحداث مزيد من التفاعل بين المحافظة والمجتمع المدنى، وقد استطعنا جمع 15 مليون جنيه تبرعات من الناس 7 ملايين خصصت للصرف الصحى و3 للمستشفيات ومليون للطرق.. فقاطعه احد الشباب: ولكن المستشفيات حالتها تصعب على الكافر.. فابتسم المسيرى واجاب: لاتقلق واطمئن لقد تم تخصيص 33 مليون جنيه كبداية لتحسين المنظومة الصحية بالاسكندرية ، الخطوة الاولى من مستشفيات العامرية والجمهورية وزيادة عدد الاسرة وعربات الإسعاف.. فتدخلت امل البنا ماجستير فى التاريخ وتعمل بمكتبة الاسكندرية وبنفس الحماس، قالت: كنت أظنك تدير الاسكندرية من برج عاجى، ولكن حينما رأيتك فى الشارع اكثر من مرة عرفت أننى " ظلمتك" ولكن هناك بعض الملاحظات يجب ان تأخذها فى الاعتبار.
لماذا لا يوجد اكثر من شاطئ مجانى للشباب؟ لماذا لا يتم احياء المسرح الروماني المهدم الى الان وهل اختفت حديقة انطونيادس؟ رد المحافظ : بالنسبة للشواطئ فهى لاتدر دخلا على الإطلاق ، ونحن نقوم فقط بحمايتها من البلطجية خوفا من الاستيلاء عليها، وبالنسبة للمسرح الروماني فقد قمت بالتبرع بأرض ديوان المحافظة القديم الذى تم حرقه ايام الثورة لوزارة الاثار لكى تقيم عليه متحفا اربعة أضعاف الموجود داخل الروماني وأعطيت لهم مهلة 6 شهور مر منها الى الان شهران ، اما بالنسبة لحديقة نباتات انطونيادس المفاجاة ان احد المحافظين السابقين قد تنازل عنها لمكتبة الاسكندرية وهى تتبع أصلا وزارة الزراعة وليس المحافظة، وحينما طلبت من الوزارة استعادتها وتطويرها كان الرد نحن لدينا خطط لتطويرها .. فانسحبت !!
ثم يواصل اخباره السارة قائلا: يبدو اننى ساذيع عليكم نشرة السعادة فى عز الضهر.. لقد قمنا ايضا بوضع حجر أساس لحماية الشواطئ من بير مسعود بشرق الاسكندرية حتى المحروسة بسيدي بشر على طريق الكورنيش لوضع حواجز غاطسة وخلق شواطئ جديدة وتوسيع طريق الكورنيش بتكلفة 189 مليون جنيه بالاضافة الي انه جار تنفيذ الدراسات الخاصة لحماية الشواطئ والكورنيش من سيدى جابر وحتى السلسلة بطول 3.8 كيلو متر بتكلفة 400 مليون، وهذه المشروعات بالتعاون والتنسيق مع وزارة الرى.
حتى الان لم نسمع شيئا محددا عن مشكلة القمامة وتكدسها فى شوارع المدينة والجراجات فالشوارع كلها مخنوقة.. هكذا وبهدوء تحدث جورج ارمن واحد من المصريين ابناء الجالية الارمنية بالاسكندرية .. فاجاب المسيرى: بسبب ازمة القمامة وشركاتها دعونى اقل لكم انى توليت المنصب وكانت هناك ديون على المحافظة تقدر بأكثر من 80 مليون جنيه، إلا اننا ندرس فكرة وقد قاربنا على الانتهاء منها والبدء فى تنفيذها وهى فكرة لإنشاء شركة الاسكندرية للنظافة وهى شركة مساهمة للإسكندرية فقط وتطرح كاسهم والسهم بجنيه واحد لشباب الاسكندرية فقط، ويستطيع شراء اى عدد من الأسهم، واريد ان اقول حتى تصبح القمامة استثمارا فلابد من تدويرها، وبما أن جميع معدات تدوير القمامة تم سرقتها منذ الثورة فأصبحت القمامة بلا قيمة، ولكن الان أحضرنا شركات بالتعاون مع القوات المسلحة لكى يتم انشاء وادخال مصانع لشفط وتدوير القمامة من شوارع الاسكندرية.
الاعلى للثقافة والعدالة خارج المدينة
وعلى الفور وكأنه يخشى من فوات الوقت راح الدكتور طارق القيعى الاستاذ بكلية الزراعة ورئيس المجلس الشعبى السابق يتحدث عن مشكلة سوق ابيس وكيف ان الدولة خصصت 165 فدانا فى ابيس العاشرة لنقل سوق الجملة اليها بدلا عن السوق الحالى الكارثة وتم الحصول على جميع الموافقات منذ فترة اللواء عادل لبيب إلا انه حتى اللحظة لم يتم فعل شي وهذه الارض تقدر بمليارات فما الذى يجري بالضبط ولماذا تاخر انشاء السوق الجديد.. فقال المسيرى: أن الاسكندرية بالفعل تحتاج لسوق نموذجى بعيداً عن سوق الجملة للخضراوات والفاكهة بالحضرة الذى أصبح لا يستوعب الحركة التجارية، وسيتم تشكيل لجنة مختصة من جهاز حماية أملاك الدولة والتخطيط العمرانى والجهات المعنية للوقوف على حقيقة أرض سوق الجملة، وأذا كان هناك تواطؤ وتغيير نشاط الأرض فسيتم تقديم الملف بالكامل للنائب العام وإستعادة حقوق الدولة فى أراضيها، وأنه لا يسمح لأحد بالتلاعب أو تسقيع الأراضى الأميرية.
وراح يقول: وانا عايز ابشركم بأن مشروع قطار إسكندرية – أبو قير المكهرب السريع، ليحل محل القطار الحالى بطول 22 كيلو مترًا لنقل وخدمة 18 مليون راكب سنويًا وبتكلفة نحو 700مليون دولار بتمويل من أحد البنوك الصينية، سيبدا تنفيذه من يناير القادم وسينتهى خلال عامين، ايضا تم تخصيص 10 أفدنة لإنشاء مجمع محاكم خارج الكتلة السكنية، لزيادة تأمين القضاة والمحاكم، وأيضاً تسهيل حركة المرور، قائلا "تم توقيع بروتوكول مع وزير العدل المستشار أحمد الزند لنقل مجمع المحاكم من داخل المدينة".
وتجتاز الروائية هناء باب الدخول من هذه المشكلات لتعرج الى الثقافة تتساءل وماذا عن مصير المجلس الاعلى للثقافة والاهتمام به، خاصة بعد ان أصدر اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية السابق، قرارًا بإنشاء مجلس ثقافة الإسكندرية ليكون أول فروع المجلس الأعلى للثقافة في المحافظات، مهمته تنسيق جهود الهيئات الحكومية العاملة في ميادين الفنون والآداب، والمشاركة في وضع الخطط والسياسات التي تهدف للارتقاء بالعمل الثقافي والفني للمحافظة ومتابعة تنفيذها، خاصة وان الإسكندرية مدينة إشعاع ثقافى فى الأساس وكانت عاصمة العالم وما حدث لها حاليا يثير الكثير من الآلام مما يؤكد أهمية وجود مثل هذا المجلس على امل أن تكون الإسكندرية نموذجًا للثقافة وضرورة إعادة الأماكن والقصور الثقافية المغلقة.. فوعد المحافظ ان تشهد الفترة المقبلة تعاونا غير مسبوق مع المكتبة وتفعيل المجلس، وهناك تفكير جاد فى انشاء جامعة عالمية تحمل اسم اشهر الجامعات ومناهجها فى الاسكندرية.. وجاءت محطة راس التين وما ان لاحظنا ان المحافظ قد يهم بالانصراف لارتباطه بمواعيد اخرى حتي سالناه: وبعد كل هذه المناقشات التى استغرقت ساعة والنصف الساعة فى تجربة فريدة تؤكد ان فى الترام اسكندرية احلى... هل لنا ان نعرف وبالتوقيت المحدد متى تعود الاسكندرية.. ابتسم المسيرى وقال: قبل نهاية 2016 ان شاء الله وحاسبونى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.