سيظل عالم الرجال يعاني ما لم يفهم المرأة.. ربما تلك حقيقة من الحقائق الكبري التي نغفل عنها بقصد أو دون قصد رغم أنه من كثرة ترددينا لعبارات من قبيل أن المرأة لا تكره علي شيء, أو أنها إذا قلبت صفحة رجل فإنها لا تعود إليه, إلا إذا رأت هي وليس مفروضا عليها أن تعود إليه, فما بداخل المرأة يظل ملكا لها لن يعرفه رجل مهما أوتي من قدرات. هو رجل شارف علي نهاية العقد الثالث من عمره وهي أصغر منه بعامين, حالتهما المادية ميسورة ويعيشان في رغد من العيش فهو صاحب مقهي وأنجبا ثلاثة من الذكور الأكبر في التاسعة عشر من عمره. كلما نزغ الشيطان بينهما, يسارع الرجل بإلقاء يمين الطلاق عليها حتي بلغ الحد الأقصي, فصارت الحياة بينهما مستحيلة وربما كرهته في أعماق قلبها وتمنت موته فالطلاق وإن سعت إليه المرأة حثيثا, فلا تتمناه ولا تحبه, ويصبح كخنجر يتقاذف قلبها طعناته كلما تذكرت كلمة الطلاق. بهت الرجل فلم تعد زوجته وأم أولاده ملكه, وكان عليه أن يرضخ راغما لشرع الله. ذهب إلي المأذون ونفسه تمنيه أن يفتح الله علي المأذون ويجد له حلا, لكنه كان حاسما وأخبر الزوج بأن علي طليقته أن تتزوج بآخر وتذوق عسيلته ويذوق عسيلتها, فما كان من الزوج إلا أن يبدأ البحث عن محلل يناسب هواه, وتكللت جهوده بالنجاح وعثر علي ضالته..عامل يبلغ من العمر28 عاما ويصغر زوجته ب8 سنوات. انتقلت أماني إلي منزل زوجها الثاني محمد فوجدت رجلا يعاملها بحنان وعطف ربما لم تجدهما من زوجها, أو ربما كان حنقها عليه قد أنساها هذا العطف والحنان. تناست الزوجة رغد الحياة في بيت زوجها الأول, ورضيت أن تعيش علي الكفاف في منزل متواضع لعامل بسيط, بل وتنفق من أموالها عليه بكل أريحية وحب, فيبدو أنها رأت منه شيئا كثيرا. كان الاتفاق علي فترة قصيرة من الزواج, تعود أماني بعدها إلي حضن زوجها ياسر وحضن أولادها, فقد كانت تشيع بين صديقاتها وقريباتها أنها تزوجت من المحلل مكرهة وأنها فعلت ذلك إرضاء لزوجها ورغبة في أن تعيش معه بحلال ربنا, لكنها كانت تدفع في اتجاه عدم العودة إلي زوجها الأول حتي ظلت علي هذا الحال عاما كاملا وكأنها لا تريد أن تفارق المحلل. نفد المال وكثر ضغط الأولاد والأهل عليها فوافقت مكرهة علي العودة إلي زوجها الأول. فرح الأبناء بعودتها إلي منزلها, فالأم لا تعوض, وهدأ الزوج قليلا لكن بركان الحب في قلب زوجته كان ثائرا, فلم تستطع أن تمنع نفسها عن المحلل وبدأ يتواعدان خلسة فاشتعلت جذوة الحب أكثر وأصبحا لا يتصوران أن يبعد أحدهما عن الآخر, وكان الشيطان بالفكرة جاهزا, واتفقا علي قتل الزوج سما. تلقي اللواء ايمن الملاح مدير امن الدقهلية إخطارا من العميد احمد خيري مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ الي المقدم محمد الحسيني رئيس مباحث مركز ميت غمر من اهالي جصفا بسماع صوت استغاثة من داخل منزل ياسر ف. ح.38 صاحب مقهي حيث وجدوه في إعياء شديد وتستغيث زوجته لإنقاذه وحاولوا نقله المستشفي لإسعافه الا أنه لفظ أنفاسه قبل الوصول, وبالفحص تبين عدم معاناته من أي أمراض واشتبه نجله جنائيا في وفاته. تم تشكيل فريق بحث وأسفرت الجهود عن ان مرتكبي الواقعة كل من أماني ح. ع.36 سنة ربة منزل وزوجة المجني عليه ومحمد خ. ع.28 سنة عامل ومقيم ب ميت يعيش وبضبطهما اعترفا بقتل المجني عليه بالقتل بالسم. وكشفت تحريات فريق البحث بقيادة العقيد محمد شرباش رئيس المباحث الجنائية و المقدم محمد الحسيني ومعاونه النقيب احمد لطفيأن المتهمة تزوجت المتهم منذ فترة كمحلل لزواجها من المجني عليه حيث طلقها المجني عليه ثلاث طلقات وأقنعته بزواجها من المتهم لتحليل عودتها له وتزوجت المتهم لمدة عام ثم عادت لزوجها الأول المجني عليه وظلت علي علاقة بالمتهم إلي أن اتفقا علي التخلص من المجني عليه وتم ضبط جزء من السموم بمسكن الزوجة.