الإستيفيا.. نبات عشبي من نباتات المحاصيل السكرية, يعود منشأه لدولتي باراجواي والبرازيل, ويعتبر بديلا آمنا للسكر, حيث يحلي بمقدار ثلاثين ضعفا لسكر القصب علي الأقل, ومادة التحلية بداخله هي ستيفيول جليكوسايد, وهي مادة آمنة تماما نظرا لأنها منخفضة السعرات الحرارية جدا, كما أنه يوفر المياه بنسبة كبيرة مقارنة بقصب السكر. يقول الدكتور أحمد مصطفي, مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية: عرف نبات الإستيفيا في مصر عام1993 عن طريق خبير ألماني جاء لمصر ضمن شراكة بين شركة مصرية وأخري ألمانية, لتجربة زراعة المحصول في مصر, وبالفعل تم عمل الدراسات والأبحاث اللازمة وتمت زراعته تجريبيا وأثبت نتائج جيدة, كما أن المناخ والتربة في معظم أقاليم مصر ملائمة لزراعته وبجميع طرق الري, كما أنه حتي الآن لم تظهر أي آفات تصيب النبات في ظروف الزراعة المصرية, كذلك فهو غير مستهلك للسماد وموفر للمياه وهو نبات معمر حيث يستمر في الأرض عدة سنوات وغير مجهد للتربة نهائيا. وفي حال التوسع في عمليات الزراعة بلا شك سيكون له مردود اقتصادي كبير, كما أن زراعة فدان واحد تعادل من70 إلي80 فدانا من البنجر, ويدخل الإستيفيا في كثير من الصناعات, وهو ما يعظم من فائدته الاقتصادية, وعن أنواع البذور الخاصة أشار د. أحمد مصطفي إلي أنه يوجد صنفان من البذور تم إنتاجهما بمصر, وصنفان يتم استيرادهما من الخارج. ويشاركه الرأي د. ناصر محمد شلبي, الأستاذ بمعهد بحوث المحاصيل السكرية, قائلا: إنه لا توجد أي معوقات من ناحية البذور خصوصا أن الإستيفيا تتم زراعته بأكثر من طريقة ونسبة الإنبات عالية, مضيفا أن الإستيفيا يزهر في شهر ديسمبر, والبذرة الناتجة عن الأزهار وتحت الظروف المصرية تصل نسبة إنباتها من70 إلي80% في حين التي يتم استيرادها إن كانت من كندا فنسبة إنباتها تصل لنحو40 أو45% والتي يتم استيرادها من الصين تكاد تكون معدومة, والمعهد علي أتم استعداد لإمداد المزارعين بأي كمية من البذور بدليل أننا نقوم بإنباتها واستخراج الشتلات دون أي مشكلات, كما أن البذرة بها نسبة إكثار خضري جيد, كذلك زراعة الأنسجة يتم استخراج عقل منها ومن ثم فهناك3 محاور لإنبات الإستيفيا. دعم حكومي وأوضح د. شلبي أن مستقبل الإستيفيا واعد والمفروض يتم دعمه بقوة من الحكومة والتي اتخذت هذه الخطوة بالفعل بعدما قام الجيش بعمل بروتوكول مع مركز المحاصيل السكرية بصفته المسئول عن الإنبات والزراعة ومع المركز القومي التابع لوزارة الصحة والمسئول عن عملية الاستخلاص والناحية الصحية وجار اعتمادها, وتجهيز نحو10 أفدنة لتجريب زراعته فيها وإكثارها, وسيتم النظر للمردود منه وفي حال نجاحه ستتولي القوات المسلحة عملية إقامة مصنع لإنتاج السكر منه. وأضاف الدكتور ناصر أن مستقبل الإستيفيا كذلك مهم جدا في مصر, خصوصا لمرضي السكر ليس لأنه يعالج المرض, ولكن لأن أي مريض بالسكر سيمكنه أن يتناول الأطعمة الحلوة بطريقة آمنة.. وتبقي المشكلة الوحيدة بالنسبة لزراعة الإستيفيا وهي ارتفاع نسبة الملوحة أو ارتفاع نسبة المياه في الأرض حتي لا تؤدي إلي التعفن. محصول مربح يقول سامي خيرت أحد المهتمين بزراعة النبات في أسيوط: هذا النبات حولي ويستخدم مستخلصه كمادة تحلية في اليابانوالصين وأغلب دول أوروبا وأمريكا, وينمو ويزدهر في فصل الربيع, وحتي نهاية فصل الخريف, بينما ينكمش ويسكن في فصل الشتاء ويستمر في الأرض من خمس إلي سبع سنوات, وتجود زراعته في التربة الخفيفة والطفيلية والطينية, كما أن احتياجاته المائية قليلة مقارنة بقصب السكر, وكذلك يعد مقاوما تماما للحشرات والآفات وأمراض النبات مما يرجح احتواؤه علي مواد من الممكن أن تستخدم في صناعة مبيدات حشرية صديقة للبيئة. ولفت سامي إلي أن المحصول مربح جدا حيث ينتج الفدان من طنين إلي ثلاثة أطنان أوراق جافة ويصل سعر الطن لخمسين ألف جنيه باعتباره نباتا جديدا علي مصر لأن هذا هو أول عام لزراعته في مصر. خطوط إنتاج ويضيف شريف محمد علي أحد مزارعي الإستيفيا أن النبات له مستقبل واعد من الناحية الاقتصادية, لأنه سيدخل في كثير من الصناعات ولكن حتي يتم تحويله لسكر أبيض لاستخدامه كبديل للسكر في مختلف المشروبات فإن ذلك يتطلب وجود خط إنتاج وأقل خط إنتاج يتكلف نحو14 مليون جنيه, مضيفا أن الدراسات لا تنقطع عن البحث داخل هذا النبات العجيب وفوائده الطبية العديدة وخاصة لمرضي السكر.