تفاقمت ازمة رغيف الخبز المدعم بجميع مراكز ومدن محافظة الغربية وأصبح المواطنون يعانون الأمرين للحصول علي الرغيف من المخابز التي تتكدس أمامها الطوابير الطويلة منذ الصباح الباكر وسط مشادات بين الأهالي تصل في أحيان كثيرة إلي حد التشاجر. وأصبح هذا المشهد يتكرر بصفة يومية خاصة في المدن الكبري ذات الكثافة السكانية العالية مثل المحلة الكبري التي تضم نحو مليوني نسمة وفي كفر الزيات وزفتي وسمنود. وفي الوقت الذي اتهم فيه الأهالي مسئولي الجهاز التنفيذي بالفشل في إيجاد حل للأزمة التي تسببت في إلحاق الضرر بالموظفين ممن يضيع وقته أمام المخابز اعترف المحافظ محمد الفخراني بوجود ازمة حقيقية في رغيف الخبز المدعم مبررا ذلك ان حصة محافظة الغربية من الدقيق المدعم لاتكفي احتياجات المواطنين وقال إنه يجري التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لزيادة حصة المحافظة. وقال إبراهيم مزروع ان اصحاب المخابز يبيعون اجولة الدقيق المدعم والمخصص لحصة هذه المخابز لتجار السوق السوداء بشكل علني لأن ذلك يحقق لهم ارباحا كبيرة علي حساب المواطنين الذين لايجدون رغيف الخبز ويعانون الأمرين للحصول عليه من المخابز مؤكدا ان جميع الجهات المسئولة فشلت في التصدي لها وهو مازاد من ازمة تفاقم الخبز بمدينة طنطا والمدن الأخري بالمحافظة. وأضاف هشام رمضان موظف بالمحلة الكبري أنه يستيقظ يوميا في الخامسة بعد الفجر من اجل الحصول علي الخبز من المخابز قبل نفاده ولكنه رغم ذلك يواجه صعوبة بالغة في الحصول علي مايحتاجه لاسرته من خبز مدعم بسبب البلطجية الذين يفرضون الاتاوات علي المواطنين ويحصلون علي كميات كبيرة من الخبز علي مرأي ومسمع من مفتشي التموين الموجودين بالمخابز ويبيعونها في السوق السوداء باضعاف قيمتها. وقال ان اصحاب المطاعم يحصلون علي كميات كبيرة من الخبز المدعم مقابل دفع مبالغ زائدة لاصحاب المخابز حيث يحصل اصحاب المطاعم علي الألف رغيف مقابل85 جنيها رغم ان سعرها هو50 جنيها فقط ولكنهم يدفعون35 جنيها زيادة للحصول علي الكميات التي يحتاجونها لتشغيل مطاعمهم بشكل يومي علي حساب محدودي الدخل والطبقة المعدمة التي لاتستطيع شراء الرغيف السياحي, حسب قوله. وقال محمد بدره موظف بمدينة سمنود رغم اننا نحصل علي رغيف الخبز بصعوبة بالغة وبعد معاناة شديدة إلا اننا نجد رغيف الخبز غير مطابق للمواصفات ووزنه ناقص هو مايشير إلي سرقة علنية لاصحاب المخابز في وضح النهار وأمام مسئولي ومفتشي التموين. من جانبه, اعترف المهندس ابو العطا السيد مدير الإدارة التموينية بالغربية بالمشكلة قائلا: الازمة ازمة ضمير لاصحاب المخابز خاصة بعد ان تم تأجيل تحصيل الغرامات من اصحاب المخابز المخالفة بسبب الأحداث والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد حاليا. وأضاف ان اصحاب المخابز يقومون ببيع شيكارة الدقيق المدعم زنة50 كيلوجراما في السوق السوداء بمبلغ60 جنيها رغم ان سعرها هو8 جنيهات فقط وهو ما أدي إلي تفاقم الأزمة. وقال ان حصة المحافظة من الدقيق المدعم تبلغ29 ألف طن شهريا ورغم ذلك لاتكفي حاجة المواطنين بسبب اهدار معظمها في السوق السوداء نتيجة جشع اصحاب المخابز الذين لايعنيهم سوي تحقيق ارباح ومكاسب شخصية حتي لوكان ذلك علي حساب المواطنين مستغلين في ذلك حالة الانفلات الامني وضعف الرقابة التموينية علي المخابز. الغربية ياسر أبو شامية