ما زالت آثار السيول التي ضربت محافظة سوهاج العام الماضي عالقة في أذهان المواطنين بعد أن خلفت وراءها أضرارا مادية جسيمة تمثلت في غرق المزروعات ورءوس الماشية والطيور ومخازن الغلال في بيوت الأهالي بل امتد الأمر إلي محاصرة بعض المنازل بالمياه التي زاد ارتفاعها عن المتر مما أدي إلي تصدع بعض هذا المنازل المبنية بالطوب اللبن وجعل المخاوف تسيطر علي أهالي المحافظة خاصة القري الواقعة بالقرب من المناطق الجبلية من تكرار المأساة هذا العام وعلي الرغم من إعلان مسئولي المحافظة من إتمام الاستعدادات لمواجهة أي سيول محتملة إلا أن ذلك لم يبدد شبح الرعب عند الأهالي من السيول ونتائجها. يقول أحمد عبد الحميد- موظف- إنه مع اقتراب فصل الشتاء تزداد مخاوف المواطنين من مخاطر السيول والتي تنتج عن سقوط أمطار غزيرة تندفع بشدة لتأخذ كل شيء في طريقها فتهلك الزرع وتغرق رءوس الماشية وتهدد المنازل الريفية المبنية بالطوب اللبن بالانهيار مشيرا إلي ضرورة قيام المسئولين باتباع الحيطة والحذر للتعامل مع هذه الظاهرة من خلال متابعة مخرات السيول علي أرض الواقع وعدم الاكتفاء بالتقارير المكتوبة والتي تأتي دائما بنتائج كارثية. ويضيف شوقي إبراهيم- مزراع- إن قري الحاجر والجلاوية بمركز ساقلتة من أكثر المناطق التي تضررت من السيول في العام الماضي وأدت إلي خسائر مادية جسيمة علي الرغم من إعلان المسئولين عن استعدادهم لمواجهة هذه السيول ولكن الواقع أثبت أن الاستعدادات لم تكن كافية وطالب مسئولي الري بسرعة إنشاء سد أسفل الجبل الشرقي وبحيرة صناعية لتجميع مياه السيول والتي تتجمع بالجبل الشرقي لحماية القري الموجودة أسفل الجبل من مخاطرها المحتملة. ويوضح خلاف إسماعيل موظف- أن القري المجاورة للمناطق الجبلية من أكثر المناطق تعرضا لمخاطر السيول وما يزيد معاناة الأهالي أن المياه المتدفقة بغزارة تكون محملة بالعقارب والثعابين وغيرها من الآفات الضارة التي تهدد سلامة المواطنين وطالب المسئولين بمتابعة حالة مخرات السيول أولا بأول للتأكد من عدم وجود حشائش أو معوقات تتسبب في إعاقة تدفق المياه بها كما طالب بضرورة توافر الأمصال ضد لدغات العقارب والثعابين بكافة الوحدات الصحية بالقري لتقديم الإسعافات اللازمة للمواطنين. ويشير أحمد محمود مزارع- إلي أن السيول تؤدي في كثير من الأحيان إلي قطع طرق رئيسية وهامة تربط بين مراكز وقري المحافظة مما يتطلب دراسة إيجاد طرق بديلة لتسهيل عملية انتقال المواطنين والمساعدات للمناطق المتضررة كما يجب تخصيص أماكن لإقامة معسكرات لإيواء المتضررين تكون مجهزة بكافة الخدمات خاصة أن السيول تكون في فصل الشتاء مما يتطلب توفير خيام مجهزة لإقامة المواطنين. ومن جانبه أكد الدكتور أيمن عبد لمنعم محافظ سوهاج أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لمواجهة المخاطر المحتملة للسيول حيث تم تكليف مسئولي الري للمرور الدوري علي مخرات السيول للوقوف علي مدي وجود تعديات عليها من عدمه والتأكد من تطهيرها لاستقبال السيول وذلك بالتنسيق مع الوحدات المحلية لتجهيز للمعدات والسيارات واللوادر اللازمة للعمل ووضعها ضمن خطة مجابهة السيول وأن تقوم الوحدات المحلية بتوفير أماكن بعيدة عن مخرات السيول لإقامة معسكرات إخلاء للمتضررين كما تم تكليف مسئولي التضامن الاجتماعي بتوفير الخيام والمراتب والمواد الغذائية وتكليف مسئولي التموين بتوفير الخبر للمناطق المحتاجة وتكليف مديرية الصحة بعمل مستشفي ميداني مجهزة البدء في إنشاء سد لمواجهة أخطار السيول لحماية قري الجلاوية والحاجر بمركز ساقلتة بطول500 متر وبتكلفة تقدر ب22.5مليون جنيه كما تم تنفيذ8 سيناريوهات لمواجه أزمة السيول بمشاركة كل من مديريات الري والصحة والتموين والزراعة الطرق, والشباب والرياضة والتربية والتعليم وهيئة الطرق والتضامن الاجتماعي الإسعاف والكهرباء الحماية المدنية ومجالس المدن وإدارة المرور وشرطة المسطحات وشرطة النجدة بهدف تحديد دور ومسئولية كل جهة بالتنسيق مع الجهات الأخري.. كما تم عمل العديد من سينايورهات المحاكاة بالتعرف علي كيفيه التعامل مع السيول علي الواقع والوقوف علي جاهزية واستعداد الجهات المعينة للتعامل مع الحدث. وأوضح المحافظ أنه تقرر غلق جميع المحاجر الموجودة بالقرب من سدود الإعاقة بمخرات السيول حتي لا تؤثر علي كفاءة تلك السدود وتكليف إدارة المحاجر بالديوان بالتنسيق مع الري والوحدات المحلية لتحديد الأماكن المناسبة لإقامة المحاجر. مشيرا إلي أنه تم تشكيل لجنة فنية من المتخصصين لمعاينة جميع السدود ومخرات السيول بالمحافظة لتقييم الموقف علي أرض الواقع والاستفادة من التجارب السابقة.