تعتبر وظيفة مدير تقنية المعلومات من الوظائف التي تمكن الشخص الذي يشغلها من امتلاك القدرة علي إحداث تأثير استراتيجي حقيقي في أي شركة يعمل بها الا أنها بمثابة وظيفة صعبة, خاصة في الوقت الراهن فاصبح العديد من مدراء تقنية المعلومات يفقدون سلطتهم التنفيذية في ظل التخفيضات في الموازنة وتسليع مساحات كبيرة من التكنولوجيا التي يشرفون عليها ومع ذلك يملك مدراء تقنية المعلومات قدرة التأثير علي موقعهم داخل الشركات, من خلال نجاحهم علي المستويين التقني والعملي في أي شركة. وأظهرت دراسة اقتصادية حديثة أن هناك عاملين أساسيين, هما مهمة مدير تقنية المعلومات وموقعه في الشركة يمكن أن يكونلهما تأثير كبير علي الطريقة التي ينظر بها الي مدير تقنية المعلومات داخل الشركة, وبالتالي علي نجاح قسم تكنولوجيا المعلومات, مشيرة الي أن يكون المرء مدير تقنية المعلومات في شركة كبيرة يعني أن يعطي له الفرصة للإشراف علي كل مايتعلق بتكنولوجيا المعلومات, بينما يعمل عن كثب مع الشركة لإطلاق الفرص الجديدة والوسائل الفعالة من خلال تكنولوجيا المعلومات. وأوضحت الدراسة أن هذه المهمة ليست بالسهلة, حيث يقابل هذا المنصب تحديات كبيرة فعلي مدير تقنية المعلومات الناجح امتلاك فهم عميق للوجهة الاستراتيجية للشركة وكيفية عملها ومراقبة ساحة التكنولوجيا المتغيرة باستمرار وادارة قسم تكنولوجيا المعلومات الذي يضم مجموعة متنوعة من الاختصاصيين الذين عليهم العمل معا لإنجاز مجموعة واسعة من المشاريع والبرامج المعقدة التي تملك تأثيرا عميقا علي الشركة. وقد تفاقمت هذه التحديات في السنوات الأخيرة بسبب تحول في السلطة وخسارة العديد من مدراء تقنية المعلومات مراكز كانوا قد اكتسبوها بالجهد حول طاولة الادارة ويعود جزء من هذا التراجع في السلطة والنفوذ الي تراجع قوة الشركات الذي يرافق عادة اجراء تخفيضات كبيرة في الموازنة, وعلاوة علي ذلك فيما يتزايد اعتماد الشركات علي أنظمة وأجهزة تكنولوجيا المعلومات موثوقة وجاهزة ومسلعة فإن مدراء تقنية المعلومات في بعض الشركات باتوا بمثابة مشرفين علي خدمة بدل ان يكونوا شركاء يساهمون بشكل حقيقي في الموقع التنافسي للشركة. ولكن علي الرغم من ذلك يملك مدراء تقنية المعلومات القدرة علي التأثير في أدوارهم وفي نهاية المطاف في نجاحهم. وذكرت نتائج الدراسة أن مدراء تقنية المعلومات الذين يأملون في تحسين أقسام تقنية المعلومات يمكنهم أن يساعدوا أنفسهم بشكل ملحوظ من خلال زيادة نفوذهم داخل البنية الهرمية والتأكد من أنهم يضطلعون بدور عامل للتغيير ضمن المؤسسة للقيام بذلك عليهم أن يتطوروا في مجالين مهمتهم وموقعهم, والمقصود ب المهمة ماطلبته الشركة رسميا من مدير تقنية المعلومات وخولته القيام به ويتمثل التحدي لمدير تقنية المعلومات في تلبية المتطلبات الرئيسية التي تقع علي عاتق مدير الخدمة في موازاة التأكد من حصوله علي الصلاحيات للتمكن من تحقيق تغيير حقيقي من خلال اضطلاعه بدور محسن أساليب العمل أو مبتكر ومبادر في مجال تقنية المعلومات أما الموقع فهو مدي ارتباط مدير تقنية المعلومات بالشركة ككل وطريقة تفاعله مع المدراء الكبار فيها ويكمن التحدي بالنسبة الي مدير تقنية المعلومات في كسب الدعم والثقة عبر برهنته عن امتلاك رؤية استراتيجية واعية, ومهارات كبيرة في التواصل, وروح القيادة داخل قسم تكنولوجيا المعلومات وخارجه. وأشارت الدراسة الي أن مدراء تقنية المعلومات يمكنهم اتخاذ سبعة اجراءات لكي يعززوا دورهم وتأثيره وذلك سعيا الي منصب اعلي وصلاحيات أوسع من حيث القدرة علي التأثير والتغيير ويأتي في مقدمتها ابراز القيمة الاستراتيجية لتكنولوجيا المعلومات هي أكثر من سلعة وأنه يمكن توسيع مهماتها ودورها بأمان فضلا عن ادارة الاحتياجات والاولويات فعلي مدراء تقنية المعلومات أن يضمنوا أن قسم تقنية المعلومات وقسم الاعمال في الشركة يفهمان احتياجاتها التكنولوجية وأن يشارك قسم الاعمال بفعالية في تحديد المبادرات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات وترتيب أولوياتها. وتابعت الدراسة أن علي مدراء تقنية المعلومات قيادة الشركة من خلال انشاء علاقات قوية مع عدد متنام من قادة الشركة قائمة علي سمعة ناتجة عن القيام بالأمور الاساسية بشكل جيد يرافقها إدراك استراتيجي وحكم سليم, بالاضافة الي التشديد علي التدابير الصحيحة لكي يبرهن قسم تكنولوجيا المعلومات علي أنه يلبي احتياجات الشركة عليه أن يعمل مع قادة الشركة علي إرساء اتفاقات لمستوي الخدمة متوافقة مع اولويات الشركة. وأكدت الدراسة ضرورة تبني ابتكار يضيف قيمة الي الشركة يجب أن يستند الي فهم الحاجات الحالية والمستقبلية للعملاء, فضلا عن تحديد التوجه التقني, فعلي المجموعة الاساسية العاملة مع مدير تقنية المعلومات وضع سياسات ومعايير تتعلق بتصاميم تكنولوجيا المعلومات للشركة بما في ذلك حزمة التطبيقات, البنية التحتية, البيانات, الأمان, والشبكات ووضعها كلها في تصرف الشركة. وأوضحت الدراسة أن الاجراء السابع والاخير يتمثل في قيادة التواصل فعلي مدراء تقنية المعلومات أن يقوموا بخطوات مركزة ليضمنوا حسن ادارة تكنولوجيا المعلومات ويجب تنظيم قسم تقنية المعلومات بحيث يخدم الشركة علي أفضل وجه ممكن, وينبغي تحديد الادوار الاساسية وملؤها بالمحترفين من ذوي المؤهلات العالية.