لفت انتباه محمد الحاج أحمد صاحب محل قطع غيار السيارات, جاره في ذات العقار, والذي ذاع صيته كأشهر التجار في مجال عمله بمدينة السلام, حيث يتردد الكثير من العملاء لشراء ما يحتاجونه من قطع غيار, وبدا لمحمد أن الحاج أحمد صيد ثمين فلا بد وأن لديه كثيرا من المال خاصة بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار قطع الغيار. واستمع محمد لوساوس الشيطان جيدا, ففي كل يوم يشاهد فيه الحاج أحمد يسيل لعابه ويهيم يفكر فيما لديه من أموال, أصبح هذا التفكير يؤرقه حتي تمكن منه وهيأ له الشيطان فكرة سرقة شقته حالما بوجود أموال وفيرة فبدأ يرصد تحركاته ومواعيد خروجه من شقته وعودته إليها. واختمرت الفكرة الجهنمية في ذهن الشاب الا انه كان يبحث عن من يساعده في ارتكاب جرمه بحث محمد بين أصدقائه وجيرانه ممن هم علي شاكلته إلي أن وقع اختياره علي ثلاثة من الشباب حيث عرض فكرته عليهم فرحبوا دون تفكير.. بدأ محمد يرسم تفاصيل مخططه الشيطاني لسرقة شقة الحاج احمد, حيث اتفق مع رفقائه علي مساعدته في التسلق والدخول من شباك المطبخ حتي جاءته الفرصة المناسبة لتنفيذ فكرته, بعد أن لاحظ تغيب الحاج أحمد لعدة أيام خارج منزله وبالفعل تحقق له ما اراد الا انه لم يجد سوي مبلغ300 جنيه وهاتفي محمول ليدفع ثمن جريمته بعد أن دارت الشبهات حوله ليرشد عن باقي شركائه.. كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء محمود ابو عمرة يفيد بورود بلاغ الي المقدم محمد دويدار رئيس مباحث قسم شرطة السلام أول من أحمد عبد الغفار36 سنة صاحب محل قطع غيار سيارات ومقيم بدائرة القسم باكتشافه سرقة مبلغ300 جنيه و2 هاتف محمول من داخل مسكنه.. وبانتقال رجال مباحث القسم وإجراء المعاينة تبين وجود كسر بشباك المطبخ الخاصة بالشقة سكنه. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة باشره اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية برئاسة العميد محمود هندي رئيس مباحث قطاع شرق والعقيد محمود حجازي مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم السلام اول بقيادة المقدم محمد دويدار حيث تم وضع خطة اعتمدت علي فحص قاطني العقار محل الواقعة لكشف غموض الواقعة والقبض علي الجناة.. وبتكثيف التحريات تبين ان وراء ارتكاب الواقعة محمد فريد20 سنة عاطل وخالد جمال20 سنة طالب ومقيمين بذات العقار سكن المبلغ وإسلام رمضان21 سنة طالب ويوسف طارق22 سنة عامل ومقيمين دائرة القسم.. بعد تقنين الاجراءات واستصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي يترددون عليها وبالقرب من محل سكنهم أسفرت إحداها عن ضبطهم وبمواجهتهما, اقروا بارتكاب الواقعة وأقر الأول بأنه يقيم بذات العقار محل الواقعة نظرا لعلمه بسفر المجني عليه خطط لسرقته حيث استعان بباقي المتهمين والذي اقتصر دورهم علي مساعدته في التسلق والدخول من شباك مطبخ الشقة محل البلاغ والاستيلاء علي المسروقات تم بإرشادهم ضبط الهاتفين المستولي عليهما بمسكن الأول واقروا بإنفاقهم المبلغ المالي علي متطلباتهم الشخصية و باستدعاء المجني عليه تعرف علي المضبوطات اتهمهم بالسرقة.. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.