قديمة هي تلك اللعبة لعبة السيطرة علي البشر باسم الدين وتحريك الغوغاء نحو الهدف باسم العقيدة فعلها الخوارج والحشاشون في فتن لم تضع اوزارها إلي الآن رغم تغير المسميات والوجوه والزمان. وفعلها ملوك أوروبا حينما حملوا الصليب في حرب في القرون الوسطي لإنقاذ عروشهم من فقر وجوع وفوضي دون أن يكون بيت المقدس مقصدهم فقتلوا من قابلهم في اوروبا من مسيحيين ويهود وأكملوهم بالمسلمين هنا. وفعلها كهنة المعابد من كل ملة فتارة كانت صكوك الغفران في أوروبا وراسبوتين في روسيا ووسطاء العبادة بين الله وعباده بين شيخ ومولي وإمام. بينما الدين لله تسطع قوته كلما زادت خصوصية العلاقة بين العبد وربه ويؤتي ثماره حينما تنعكس العبادة علي السلوك فيتحدث عن الانسان. هاهي أحاديث إبادة المسلمين في بورما أو ميانمار تعود مجددا بشكل يفضح المتاجرين بها كما سبق لهم الصراخ بشعارحلب تحترق. بينما الحقيقة في بورما هي عنف متبادل بين أقلية عرقية شاء حظها أن تكون مسلمة وبين أغلبية يبدوا أنها لا تكترث للاخرين. فحقيقة الأمر وفقا لكل المعلومات المتاحة تقول إن40% من شعب بورما ينتمي لطائفة البارمان أو شعب بامار من أصل48 مليون نسمة هم سكان بورما. وان العنف والتوتر يسود العلاقة بين الأغلبية وبقية الأقليات في بورما التي توصف بأنها بلد الأقليات. أما الروهينجا الذين يدينون بالإسلام فهم أقلية يقدر عددها بمليون نسمة يعيشون في ولاية راخين علي الساحل الغربي لبورما بالقرب من بنجلاديش ويعانون من الإضطهاد شأنهم شأن أقليات أخري في بورما لا يأتي علي ذكرهم احد. ترفض السلطات في بورما منح الروهينجا المواطنة أو اوراق هوية بدعوي انهم من غير سكان البلاد, بينما يقولون هم انهم من سكان بورما من قديم الزمن. صراع علي الارض إذا يتخلله صراع بالسلاح يفرض علينا حل أزمات البشر من دون تصنيف أو تمييز بدين. الباحث في شأن بورما وأقلية الروهينجا يكتشف علي سبيل المثال أن هناك اقليات اخري مسيحية وبوذية تعاني الاضطهاد مثل أقلية الكاريني في ولاية كايان والتي تتعرض لعمليات تهجير وقمع من قبل الأغلبية دون ان يأتي أحد علي ذكرها. وهناك أقلية كاشين ذات الأغلبية المسيحية التي خاضت صراعا مسلحا مع الأغلبية في بورما دون ان تجد من يتحدث عنها. وهناك أقلية تشين ذات الاغلبية المسيحية بتعداد1.5 مليون نسمة تعاني الإضطهاد دون ان تجد من يساندها أو يجمع المال لها. اضف الي ذلك أقلية وا البوذية في ولاية شان ونشبت صراعات بينها وبين السلطات لتكوينها جيشا مسلحا. إذا لا علاقة للإسلام بالصراع ولكنه صراع علي مصالح لا نعرف لاي طرف الحق فيها في ظل تناقض الأقوال وفوضي الصور والمعلومات. ودعونا نذكر بعضا من المعلومات التي تؤكد بعد الصراع عن الإسلام. منها أن بنجلاديش وماليزيا واندونيسيا وهي دول مسلمة ترفض استقبال الروهينجا وتعيدهم لبلادهم. ليس هذا وحسب بل أن الروهينجا المتواجدين في بنجلاديش يعيشون في فقر مدقع ويحرم عليهم فرص العمل فلماذا لم يقل قائل انقذوا الروهينجا في بنجلاديش؟ واذا كان العالم المحيط بالروهينجا متألم الي هذا الحد لما يصيبهم فلما لا يسارع بفتح ابوابه لهم لانقاذهم من صور وفيديوهات لا يعلم احد مصدرها؟ الأهم هو تصريح زعيمة بورما أونغ سان سوكي والتي سبق لها الحصول علي جائزة نوبل لرفضها العنف وجائزة جواهر لال نهرو لنضالها المسالم في بلدها- بأن بلادها تواجه جبالا من التضليل لا يخدم سوي مصالح الارهابيين في بلادها. إذا بالقضية ارهاب وارهابيين يستخدمون صور الصراعات لخدمة مصالحهم. ارفض الاتجار بآلام البشر من تجار الدنيا والدين وقد سبق لي أن شاهدت وعشت كيف تاجروا بقضية الشيشان في التسعينيات وصوروها لنا علي انها صراع بين الاسلام والكفر وهو صراع مصالح وسياسة وبترول. ومن قبلها قضية افغانستان التي صوروها صراعا لنصرة الدين وهزم اعدائه بينما كانت امريكا هي المحرك لقوافل التكفيريين الذين هددوا العالم باسم الدين. وفي وقتها شاهدنا ظاهرة التبرع لكيانات لا نعلمها في الداخل والخارج باسم الدين. تبرعوا لمساجد ومستشفيات لم نرها. وتبرعوا لمجاهدين في افغانستان والشيشان والبوسنة لندرك كذب الادعاء فيما بعد. وتبرعوا للجرحي المحاصرين في غزة وشاهدنا كيف حفروا الأنفاق واشتروا سلاحا هددونا به. فهل نكرر ذات الأخطاء؟ وتبقي كلمة... ابكي علي الإنسان مستضعفا بين آلامه لا يجد من يخففها عنه وبين تجار دنيا ودين أجادوا التجارة به في سوق الآلام. وللحديث بقية