ركود السنوات الثلاث, ومعاناة الكر والفر مع الأمن, وخسائر تكبدوها, كلها ذكريات مؤلمة تناساها الباعة الجائلون الذين نقلتهم محافظة القاهرة إلي سوق الترجمان بدلا من الانتشار في الشوارع مسببين الزحام, وإعاقة الحركة المرورية, فبمجرد انطلاق معرض مستلزمات المدارس وعيد الأضحي خلال الأيام القليلة الماضية, عادت الحياة إلي المنطقة, فتبدل الغياب إلي حضور وزحام من قبل الناس, وتبدلت الخسائر إلي مكاسب, وأصبحت المناوشات مع الأمن ذكريات لن تعود وبالتالي تجارة الشارع إهانة لن يقبلوا بها مجددا. تلك الأصوات المرتفعة والزحام الواضح, والفرحة غير المعهودة بين البائعين, كلها مشاهد لم تكن موجودة من قبل إقامة معارض الشباب خلال هذه الفترة, وكأنها فرصة يحصلون عليها لإحياء الحركة التجارية بالمنطقة. وقال حسن فرج بائع شنط مدرسية: إن المعرض يشهد إقبالا متفاوتا طوال اليوم أقلها في وقت الظهيرة بسبب الشمس المحرقة, مشيدا بتخصيص محافظة القاهرة بديلا لهم في منطقة الترجمان, حيث يعتبرها خطوة مهمة بالنسبة لهم لعدم العودة للوقوف بالشوارع المختلفة والتعرض للإهانة والغرامات ومصادرة البضائع التي قد تنتهي بالحبس أحيانا. وأوضح مينا كاعوت بائع أنه لأول مرة منذ دخوله سوق الترجمان يري هذا الرواج نظرا للعروض التي يقدمها المعرض, قائلا: هذه الحالة شجعتني علي أن أبيع قميصين وعليهما آخر هدية, كما أبيع ثلاث عبايات بسعر165 جنيها وبالنسبة للملابس المدرسية فثمن البدلة كاملة104 جنيهات, والبنطلون الجينز بجميع مقاساته ب60جنيها وهذه الأسعار لا توجد في الأماكن الأخري إلا في سوق الترجمان.