إذا كانت المعاناة من الانفلات الأمني في أنحاء مصر كبيرة فهي في المدن الجديدة أكبر حيث إن طبيعة الموقع وبعد غالبية هذه المدن كثيرا عن التجمعات السكانية القديمة. الأمر الذي يتسبب في فقدان الأمان وبخاصة بالنسبة للفتيات اللاتي تخشي عليهن أسرهن في الذهاب والإياب للدراسة أو العمل. تحكي نورهان الحسيني طالبة بالصف الأول الثانوي بمدينة الشيخ زايد أنها لم تذهب للمدرسة منذ بداية الثورة وحتي بداية الامتحانات سوي عدة مرات فقط لإنهاء بعض الإجراءات بسبب مخاوف والديها عليها من البلطجية وغياب الأمن فكان البديل المذاكرة في المنزل والدروس الخصوصية بصحبة زميلتيها وجارتيها سارة وآية مشيرة الي أن الاتصالات التليفونية لا تنقطع من اسرهن طوال فترة غيابهن عن المنزل. ومن الامثلة العديدة ما حدث مؤخرا بمدينة الشروق حيث قام مجهولون يستقلون سيارة نقل بقطع الطريق بالأسلحة النارية وقاموا باعتراض طريق ربة منزل أثناء سيرها بسيارتها في المدينة محاولين الاستيلاءعلي السيارة غير أنهم فروا هاربين فور توقف عدد من السيارات المارة بالطريق, وتوجهت ربه المنزل إلي قسم شرطة الشروق لتحرير المحضر ليقف الامر عند هذا الحد بلا تصرف ولا تحرك. وتروي سنية عبد العزيز بيرم ربة منزل أنها خرجت من مسكنها مستقلة سيارتها وفوجئت في الطريق بمجموعة من البلطجية المجهولين يعترضون طريقها باستخدام سيارة نقل وأشهروا في وجهها رشاشا آليا, وهو ما دفعها للرجوع بالسيارة للخلف في محاولة منها للهرب, فاصطدمت, بالرصيف للجزيرة الوسطي للطريق مما أدي إلي توقف عدد من السيارات خلفها وإثارة حالة من الفزع بين المارة, وهو الأمر الذي دفع المجهولين لاقتياد سيارتهم وفروا هاربين. وتستطرد: رغم طلب النجدة وإخطارها بالواقعة إلا أن تأخر رجال الشرطة في الوصول إلي مكان البلاغ زاد من هلع المواطنين, خاصة مع فرار البلطجية. وقد زادت حدة الانفلات الأمني في المدن الجديدة حيث بلغت حالات الاستيلاء علي الوحدات السكنية بها4000 وحدة حسب تصريحات مسئولي وزارة الإسكان بعضها لم يتم إخلاؤها حتي الآن.