المدعوة إيمان تنتمي لعائلة ريفية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة لم تستكمل تعليمها وفضل والدها زواجها من حداد بعد أن تقدم إليها الكثيرون للارتباط بها لكفاحه وقدرته علي كسب لقمة العيش بالحلال وسارت الحياة طبيعية بينها وبين شريك حياتها وأنجبت منه ثلاثة أطفال لكن سلوكها تبدل وأصبحت نكدية تختلق المشاكل مع جيرانها لأتفه الأسباب حتي أصبحوا يتجنبوها لكي لا يصابوا بأذي من لسانها السليط ودخلت في معارك يومية معهم لفرض سيطرتها علي المنطقة لإرهاب النساء. حاول زوجها مرات كثيرة تهدئتها وحثها علي التسامح والبعد عن الشر للحفاظ علي سمعة الأسرة إلا أنها لم تعره اهتماما ووصل جبروتها لاستغلال خلافات وقعت بين شريك حياتها وشقيقه الذي يسكن علي مقربة منه لإشعال نيران الفتنة بينهما عندما تلفظت علي الأخ بقول سييء وصفعها سريعا علي وجهها ونهرها أمام الجميع وأقسمت بداخلها للانتقام منه وظلت تخطط طوال النهار والليل في كيفية حرق قلب شقيق زوجها ولم تجد سوي نجلته الصغري منة التي تعلم مدي حب والدها الشديد لها لذكائها الفطري ووجهها الجميل للنيل منها وقامت بدعوتها لكي تشارك أولادها في شق حفرة بحديقة المنزل للتخلص من القمامة داخلها مثل عادة أهل الريف وفرحت الطفلة وهي تنقل الرمال في أكياس بمساعدة أبناء عمها وبعد أن وصل عمق الحفرة لمترين تحت سطح الأرض طلبت من أولادها الذهاب للمنزل وانصرفت منة للعودة لمسكن والدها. وفي صباح اليوم التالي حضرت إليها لكي تلعب مع أبنائها ونظرت إيمان حولها ووجدت الأجواء هادئة وسريعا حملت الطفلة الصغيرة وأغرقتها في برميل مليء بالماء وسط محاولات من المجني عليها التمسك بيد زوجة عمها للنجاة من الموت لكن محاولاتها باءت بالفشل لتلفظ أنفاسها الأخيرة وتقوم المتهمة بنقلها ودفنها في الحفرة التي قامت بإعدادها من قبل وأهالت التراب عليها وبعدها بوقت قصير أطلقت شائعة أن تروسيكلا بخاريا خطف منة وانزعج والدها ووالدتها وسكان المنطقة الذين نسجوا من الخيال وجود عصابة تخطف الأطفال وتبيعهم لتجار الأعضاء البشرية. ونظرا لخطورة الواقعة طالبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية رجال مباحث الإسماعيلية بالكشف عنها وبعد مجهودات مضنية من البحث والتحري تم التوصل للقاتلة إيمان وأرشدتهم عن مكان جثة المجني عليها وتحرر المحضر اللازم لها وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي شحاتة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة البلاغات الواردة بشأن الإشاعات التي تتردد عن اختفاء الأطفال في الحضر والريف لبيعهم لتجار الأعضاء البشرية وضرورة الوقوف علي هذا الأمر الذي يسبب حالة من الهلع والفزع بين أولياء الأمور ويكدر صفو الأمن العام وضبط المتسببين فيه وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم إذا صحت هذه الروايات. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العميد محمد طلعت وكيل إدارة البحث الجنائي والرائد أحمد عبد الله رئيس مباحث فايد ومعاونيه النقباء محمد عبد السلام وعادل فياض ودلت تحرياتهم علي أن صالح47 سنة حداد كريتال- يسكن في قمة فايد قام بالإبلاغ عن اختفاء نجلته الصغري منة4 سنوات في ظروف غامضة وأن أولاد عمها وأصدقاءها الأطفال شاهدوا سائق تروسيكل بخاري يجمع الخردة ويرجحون أن يكون قد خطفها. وأضافت التحريات أنه تم استدعاء أصحاب التروسيكل البخاري وأنكروا بشدة صلتهم بالحادث واتهم الأب وقتها ابن أخته كريم27 سنة سائق- أن يكون وراء الواقعة وأشارت التحريات إلي أنه المشكو في حقه اعترف بوجود خلافات بينه وبين والد الطفلة الغائبة لكنه ليس لديه معلومات عن اختفائها من قريب أو بعيد وأوضحت التحريات أن إيمان36 سنة ربة منزل- زوجة شقيق والد منة وراء غيابها للانتقام من الأب صالح الذي تشاجر معها واعتدي عليها وأهانها أمام جيرانها وأنها عقدت العزم لقتل طفلته الصغيرة وأعدت حفرة لدفنها دخلها بعد أن قامت بإغراقها داخل برميل من الماء وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط زوجة العم القاتلة وتوجه ضباط المباحث لمسكنها واصطحبوها وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات حاولت الإنكار بشدة لكن انهارت واعترفت تفصيليا بالجريمة وصاحبتهم لموقع الجثة وتم استخراجها من حظيرة مسكنها وبعرضها علي حسن شطا وكيل نيابة فايد أيدت أقوالها في محضر الشرطة وقامت بتمثيل الجريمة وسط حالة من الغضب العارم انتابت أسرة المجني عليها وجيرانهم الذين صبوا اللعنات عليها وكادوا يفتكون بها وتم حبسها أربعة أيام علي ذمة التحقيق والتصريح بدفن جثة الطفلة منة التي دفعت ثمن حقد وغل زوجة العم.