وزير التعليم العالي: 3.5 ملايين طالب في 55 جامعة    قطع التيار الكهربائي عن عدة مناطق ببنها الجمعة    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الاربعاء 15-5-2024 في محافظة قنا    الإحصاء: تراجع معدل البطالة ل 6,7% خلال الربع الأول من 2024    سعره مليون دولار، قصة مخبأ نووي بأحد غابات ألمانيا    توافد القادة العرب على المنامة للمشاركة في القمة العربية بالبحرين    حلمي مشهور يمثل الجبلاية في الاجتماع الأمني لمباراة الأهلي والترجي    مواعيد مباريات الدورة الرباعية المؤهلة للدوري الممتاز    تموين الدقهلية يضبط 69 مخالفة في حملات رقابية    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    أفقده البصر.. السجن 7 سنوات للمتهم بتعذيب ابنه بالفيوم    رئيس استئناف القاهرة يفتتح قسم الترجمة بعد التطوير    صحة الإسماعيلية تقدم الخدمات الطبية لأهالي أبو صوير المحطة (صور)    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    الصحة: مناظرة 2519 حالة عن طريق التشخيص عن بعد في 12 مستشفى للحميات    ضبط 27 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    «السكة الحديد» تعقد ندوات للتوعية بمخاطر ظاهرة المعابر غير الشرعية على القضبان    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    مسلسل دواعي السفر الحلقة 2.. صداقة تنشأ بين أمير عيد وكامل الباشا    مفاجأة في عمر الهندية إميلي شاه خطيبة مينا مسعود.. الجمهور: «شكلها أكبر منك».    إجراء قرعة علنية لأراضي توفيق الأوضاع في الشروق    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    محافظ بورسعيد يطمئن على سير امتحانات الشهادة الإعدادية في يومها الأول    تفاصيل قانون «المنشآت الصحية».. 11 شرطا لمنح القطاع الخاص إدارة مستشفيات حكومية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    الاتحاد الأوروبي يحذر من تقويض العلاقات مع إسرائيل حال استمرار العملية العسكرية في رفح    الأحد.. إعلان تفاصيل المهرجان الدولي للطبول بالأعلى للثقافة    23 مايو.. عرض أوبرا أورفيو ويوريديتشي على خشبة مسرح مكتبة الإسكندرية    97 % معدل إنجاز الري في حل مشكلات المواطنين خلال 3 سنوات    محافظ أسيوط يتفقد أعمال تنفيذ مشروع إحلال وتجديد موقف سيارات الغنايم    وكيل «تعليم قنا»: امتحانات الرابع والخامس الابتدائي هادئة والأسئلة واضحة (صور)    ياسمين فؤاد: إنشاء موقع إلكتروني يضم الأنشطة البيئية لذوي الإعاقة    وفود أجنبية تناقش تجربة بنك المعرفة في مصر.. تفاصيل    إنعام محمد علي.. ابنة الصعيد التي تبنت قضايا المرأة.. أخرجت 20 مسلسلا وخمسة أفلام و18 سهرة تلفزيونية.. حصلت على جوائز وأوسمة محلية وعربية.. وتحتفل اليوم بعيد ميلادها    وسيم السيسي: العلم لم يثبت كلام موسى على جبل الطور.. أو وجود يوسف في مصر    رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا سيبقى مُتجذرا في أرضه رغم كل محاولات تهجيره    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    اليوم.. بيراميدز يسعى لمواصلة الانتصارات في الدوري من بوابة سيراميكا    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة هيئتي النقل العام بمحافظتي القاهرة والإسكندرية لعام المالي 2024-2025    "الأوروبي لإعادة الإعمار" يتوقع ارتفاع معدل النمو إلى 3.4% بجنوب وشرق المتوسط خلال 2024    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    إعلام فلسطيني: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    عيد الأضحى المبارك 2024: سنن التقسيم والذبح وآدابه    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    فاندنبروك: مدرب صن داونز مغرور.. والزمالك وبيراميدز فاوضاني    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    علي معلول: سنعود بنتيجة إيجابية من تونس ونحقق اللقب في القاهرة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.إيناس عبد الدايم:
دار الأوبرا لم تعد نخبوية

تشهد دار الأوبرا المصرية برنامجا سنويا مزدحما بالفعاليات التي تتنوع ما بين حفلات الأوبرا الكلاسيكية والبالية والموسيقي العربية والرقص المعاصر وكذلك الحفلات الشبابية والطربية مثل التي تتنقل خلال الموسم الصيفي الحالي ما بين الإسكندرية والقاهرة في مهرجان الصيف الغنائي الذي عقد منذ أيام قليلة في المسرح الروماني بالإسكندرية ومهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقي والغناء المقام حاليا بمشاركة عدد من الفرق الشبابية ونجوم الغناء ويحضره الآلاف سنويا
وفي هذا الحوار تحدثنا د.إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا عن الفكر الذي تعمل به في تنظيم المهرجانين والهدف منهما وعن الصعوبات التي تواجهها الأوبرا في ظل أزمة الدولار وارتفاع الأسعار وأيضا المواهب التي تمتلكها وتجعل من دار الأوبرا المصرية الأكثر تميزا وغير قابلة للمنافسة في دور الأوبرا العربية الناشئة.
لماذا وقع الاختيار علي نسمة محجوب لإحياء حفل افتتاح مهرجان القلعة للموسيقي والغناء؟
مهرجان القلعة يحتاج للكثير من التحضيرات, وباعتباري فنانة في الأساس قبل أن أكون إدارية لدي حس فني أستطيع من خلاله التعرف علي ما يمكن أن يعجب الجمهور, خاصة أن اختيار نسمة محجوب بالتحديد لإحياء حفل الافتتاح هو نوع من التحدي, وأعتقد أنه نجح بدرجة كبيرة لأنها تجمع بين عدد من المميزات فهي فتاة مصرية جميلة ولها صوت رائع وتقدم فنا مصريا أصيلا, وفنا شبابيا ذا فكر مختلف, وتغني بأكثر من لغة, ورأيت أن كل هذه المميزات من الممكن أن تجذب الجمهور بدرجة كبيرة خاصة في الافتتاح الذي يعتبر رسميا نوعا ما ويحضره ممثلو عدد من السفارات لهذا سيكون من الجيد أن نقدم فقرات فنية بلغات مختلفة, لذلك كان اختيارنا لها اختيارا موفقا.
لكن البعض أرجع ذلك لعدم قدرة الأوبرا علي التواصل مع مطربين كبار ومحاولة إبراز الفنانين الشباب كنوع من التعويض؟
لا هذا غير حقيقي, فإذا نظرنا لبرنامج القلعة سنجد أنه متنوع جدا بين النجوم الكبار الذين يشتاق جمهور القلعة لرؤيتهم والاستماع إليهم, وبين الشباب الموهوبين الذين بدأوا يظهرون علي الساحة ليس فقط علي مستوي الغناء, وإنما أيضا في مجال العزف والفرق الفنية الشبابية التي يحتاج الجمهور للتعرف عليهم وعلي ألوانهم الفنية المميزة, لهذا حاولنا أن نقدمها لهم لأني علي ثقة من أنها ستعجبهم وهو ما حدث بالفعل وتواصل الجمهور معهم بشكل جيد جدا, وقمنا باستغلال وجود النجوم لنقدمهم معا جنبا إلي جنب ويري الجمهور هذه المواهب مع نجومه المحبوبين, وتنظيم البرنامج لم يكن عشوائيا فهو يضم علي سبيل المثال يوما شعبيا ويوما طربيا وآخر صوفيا وهكذا, ففي أحد الأيام كان لدينا صابرين النجيلي وهي مطربة صاحبة صوت أكثر من رائع فوجئ بها الجمهور ولم يكن يعرفها من قبل, وبعدها كان حفل الشيخ ياسين التهامي بأغنياته الصوفية الروحانية الرائعة, وأنا علي ثقة من أن جمهور الشيخ ياسين جمهور مميز وانتهزنا الفرصة لنقدم له صوت صابرين أيضا في برنامج واحد.
هل تواجه الأوبرا مشكلة في اجتذاب بعض النجوم نتيجة للأجور المرتفعة؟
هناك مهرجانات وحفلات تقام في مناطق أخري تذاكرها تصل ل7000 جنيه وجمهور هذه الحفلات لا يعبر عن الشعب المصري, لكن القلعة هو مهرجان الشعب المصري بكل فئاته, ووزارة الثقافة ودار الأوبرا يقدمان خدمة فنية وثقافية ومتنفسا للجمهور المصري لأن نوعية الحفلات موجهة للأسر, فعندما تكون لدينا أسرة بها من8 إلي10 أفراد كم سيكون سعر التذكرة بحيث يلائم هذه الأسرة ماديا وفي متناولها, فأجور الفنانين زادت بشكل عام وهذا طبيعي مع الحالة الاقتصادية الراهنة لأن الفنانين يواجهون نفس المشاكل المادية التي نواجهها, فهم يعملون مع فرق فنية وأجور الموسيقيين ارتفعت في الآونة الأخيرة
ولكن في نفس الوقت ارتباط الفنانين بدار الأوبرا لم يعد قاصرا علي إحياء حفل ويحصل علي أجره وينتهي الأمر, لأني موقنة تماما أن ما يحصلون عليه من أجور في دار الأوبرا أقل بكثير مما يحصلون عليه في الحفلات الأخري وربما تكون أجورهم الحقيقية أضعاف ذلك بكثير, لكن الفنان يعي جيدا طبيعة حفلات الأوبرا ويدرك أنه من الصعب طلب أجر مرتفع عن حفل لا تزيد تذكرته علي10 جنيهات, وما يعوض ذلك هو فرحته بالجمهور الذي حضر بالآلاف للاستماع إليه, وهو الحس الفني الذي نتحرك من خلاله مع الفنانين ونجحنا في تحقيق ذلك مع عدد من نجومنا.
وهل يرفض فنانون المشاركة في حفلات القلعة؟
لا فنحن نتوجه لأسماء معينة ولم يحدث أن رفض أحد من الذين تواصلنا معهم للمشاركة في الحفلات, ويتم الاختيار علي أساس طبيعة المهرجان فهو موجه لفئات مصر الشعبية والطبقات المتوسطة فهو ليس للنخبة أو لجيل معين وإنما نتوجه للأسر المصرية.
وما الفارق بين مهرجان القلعة والمهرجان الصيفي بالإسكندرية في الاختيارات وطريقة التنظيم؟
لم نحصل علي يوم واحد من الراحة طوال فترة الصيف, وحفلات مسرح سيد درويش بالإسكندرية لها طبيعتها والمسرح له جمهوره المتردد عليه ومهتم بنوع معين من الفقرات الفنية, أما المسرح الروماني فقد عدنا إليه بمهرجان الصيف العام الماضي بعد فترة طويلة من التوقف لذلك كنا نتحسس طريقنا في البداية, ونتساءل هل مازال المهرجان في ذاكرة الجمهور وهل سيقبل عليه مرة أخري, وبدأنا العام الماضي بعدد حفلات أقل من العام الحالي وحقق نجاحا كبيرا, لذلك توسعنا في دورة هذا العام في عدد الأيام والحفلات واستخدمنا أفكارا جديدة بهدف توصيل الفنون التي تقدمها الأوبرا للجمهور, صحيح أن تذاكر الإسكندرية مخفضة أيضا لكنها مرتفعة قليلا عن تذاكر مهرجان قلعة صلاح الدين علي اعتبار أنه مهرجان صيفي, ولأن سياسة المهرجانين مختلفة, وفي مهرجان القلعة لدينا أهداف واضحة ومحددة نعمل عليها.
وما هي هذه الأهداف؟
تقديم برنامج قوي جدا, ونسعي لتعريف جمهور القلعة علي نوعيات مختلفة من الفرق والفنون لم يكن معتادا عليها لكننا نريد توصيلها إليه, مثل الاستعانة بفرق مصرية تقدم فنونا غربية, بحيث نكون قدمنا لجمهور القلعة أشكال متنوعة من الموسيقي ما بين المعاصر والكلاسيكي والطربي والشبابي, وتعرف علي كل ما يحدث في البلاد علي مستوي تطور الموسيقي التي من الممكن أن يكون بعيدا عنها, فللأسف هذا النوع من الأنشطة الفنية الشبابية لا تتم تغطيته إعلاميا بشكل جيد لذلك لا يصل للجمهور, لكنه بمجرد أن يتعرف عليها يحبها, والدليل علي هذا الاستقبال الرائع من الجمهور للحفلات المختلفة في مهرجان القلعة.
هل يعتبر من أهداف مهرجان القلعة محاربة الأفكار الهدامة وأيضا الموسيقي والأغاني الهابطة التي تظهر علي الساحة بتقديم أفضل الأنواع للجمهور؟
بالتأكيد, فعندما يكون لدينا من7 إلي8 آلاف مستمع في بعض الحفلات, فهذا يعتبر عددا كبيرا للغاية وإذا لم يكن هؤلاء هنا أين سيكونون؟, بالتأكيد سيكونون عرضة للأفكار المتطرفة وكل ما هو سيئ, لكننا أقنعنا أسرا كاملة أفرادها من أعمار مختلفة بالحضور للمهرجان ونقدم لهم جرعة فنية جميلة جدا علي مدار15 يوما, وهو ما أرجو أن نتمكن من تحقيقه أيضا في المحافظات مستقبليا.
ما هي العقبة التي تقف في سبيل تحقيق ذلك, ولماذا تقتصر حفلات دار الأوبرا علي القاهرة والإسكندرية ودمنهور فقط؟
تناقشنا مع وزير الثقافة في إمكان تحقيق ذلك, وجار حاليا دراسة إمكان نقل بعض حفلات المهرجان للمحافظات, بحيث يقام مهرجان مصغر بعدد حفلات أقل وجرعة فنية قوية في عدد من المحافظات, ونصل إلي الصعيد ومدن القناة والغربية وغيرها, وأعتقد أن كل المحافظات لديها شوق كبير للفن, وقد سبق لأوركسترا القاهرة السيمفوني القيام بأكثر من جولة في جميع أنحاء الصعيد وشاركت معها كفنانة في التسعينيات من القرن الماضي وتم استقبالنا بشكل رائع وعزفنا في المنيا وأسيوط وقنا وسوهاج وغيرها,
وكان هذا تحت إدارة د.مصطفي ناجي للأوبرا, وكانت حفلات ضخمة جدا بأعمال كلاسيكية, ونفس الشيء تكرر مع د.سمير فرج الذي أطلق قوافل فنية للمحافظات, ولكن مع الأسف كل هذا توقف أولا نتيجة الأحداث التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة, وصعوبة تأمين الفرق, وثانيا أن المشكلة تفاقمت من جانب آخر وهو الجانب الاقتصادي لأن تحقيق ذلك يحتاج للتعاون بين أكثر من جهة لا تستطيع الأوبرا تحقيق ذلك بمفردها, لابد أن يكون بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة والمحافظين ووزارة الثقافة, ومؤخرا بدأت الأحوال تتحسن نوعا ما, بدليل أنه يوجد الآن بعض الأنشطة والحفلات في مدينة الأقصر, ولكن لابد من تضافر الجهود لتحقيق هذا الهدف فأنا أتمني التواجد في جميع محافظات مصر لكني لا أستطيع القيام بذلك بمفردي لأنه ليس لدي ميزانيات تسمح بذلك ولا أستطيع التحكم فيه, ولكن لدي أمل في تحقيق ذلك لأن وزارة الثقافة تعمل علي ذلك في الوقت الحالي.
البعض يري أن عروض الأوبرا والباليه نخبوية تقبل عليها فئة محددة من الجمهور وهو ما دعا لظهور عرض مثل باليه الليلة الكبيرة فلماذا لا تتكرر التجربة؟ وهل مازالت الأوبرا نخبوية كما كانت في الماضي؟
لا أري هذا فإذا نظرنا علي سبيل المثال للبرنامج السنوي سنجد فيه أن الأوبرا والباليه والأوركسترا السيمفوني وإلي جانبها الرقص الحديث والتراث مع فرقة فرسان الشرق والموسيقي العربية, وحفلات شبابية وغيرها, ونجحنا في الفترة الأخيرة في التوسع فكريا, والدليل علي تغير فكرة النخبوية هو أن عروض الباليه والأوبرا في الماضي كان جمهورها ضئيلا جدا ويقتصر علي الطبقة النخبوية التي نتحدث عنها, ولكن الآن تغير الأمر تماما وأصبحت عروض الباليه والأوبرا كاملة العدد, ومعني هذا أننا نجحنا في الانتشار والوصول إلي الجمهور, لأننا نختار برامج تتماشي مع العصر ونبحث فيها عن التنوع بقدر الإمكان, أما باليه الليلة الكبيرة فقد حقق رواجا كبيرا جدا
إلا أنه لابد من القول إن فترات الأزمة الأخيرة أثرت علي كل شيء في البلاد ومازلنا في مرحلة استرجاع قوانا بالتدريج وبمفهوم مختلف ليتماشي مع الحالة الراهنة ويخاطب المجتمع عن قرب, علي سبيل المثال كان لدينا في أحد أيام المهرجان حفل غالية بن علي وحفل آخر لفؤاد ومنيب وهما شابان من أجمل ما يمكن, قدمناهم من قبل في حفلات بالمسرح المكشوف والذي لا تتعدي سعته600 فرد بينما حضر هذا الحفل أكثر من1000 شخص, مما يؤكد أن الشباب بدأ يقبل علي الحفلات والأشكال المختلفة من الموسيقي, لهذا لم تعد الأوبرا نخبوية لأن المجتمع المصري نفسه لم يعد نخبويا.
وهل هذا الفكر محاولة للتمرد علي الحفلات المعتادة لدار الأوبرا مثل حفلات عمر خيرت الأكثر جماهيرية؟
إطلاقا, وإنما هو تعبير عما تمتلكه مصر من مواهب مختلفة, فنحن نمتلك عمر خيرت ومحمد منير وأوركسترا سيمفوني وفرقة أوبرا لا يوجد مثلها في أي مكان في العالم العربي, وفرقة باليه عالمية وأصوات غير عادية بالإضافة إلي عقول وأفكار مميزة, مثال علي هذا الأفكار التي نقدمها في برنامج الأوبرا ومنها استعادة الموسيقي التصويرية للأفلام والأعمال الدرامية التي حققت رواجا كبيرا, فهي محاولة لإحياء فنوننا الرائعة, فمصر من أقوي الدول العربية في الدراما وفي الموسيقي التصويرية, وما يساعد علي النجاح في الأوبرا هو أن كل من فيها يعملون بحالة حب حقيقية بهدف النجاح والحرص علي أن يكون المنتج حقيقيا والحفاظ علي مستوي معين من الجودة وهو ما يجتذب الجماهيرية.
لكن ما السبب في قلة عدد حفلات عمر خيرت؟
للأسف هذا الأمر خارج عن إرادتنا ويرجع لجدول أعماله المزدحم دائما, فهو يقدم العديد من الحفلات في مواقع أخري سواء داخل أو خارج مصر, لذلك ننسق مواعيد حفلاته في الأوبرا حسب جدول أعماله.
لماذا اختفت حفلات محمد منير من الأوبرا؟
الحفلات توقفت منذ فترة لأسباب أمنية, ومنير صديق الأوبرا ومن أهم الفنانين الذين نقدرهم ونفتخر بهم وأمنية حياتي أن أقدم له حفلا لكني أتمني أن نستطيع تنظيم هذا الحفل في الإستاد لأن مسرح الأوبرا الكبير لا يستطيع استيعاب جمهور منير الضخم لأن سعته لا تزيد علي1060 مقعدا, وقد تحدثت مع منير وحاولنا التوصل لاتفاق لأنه يريد أن يغني في المسرح الكبير, لذلك فكرنا في أنه من الممكن أن نخصص له أكثر من حفل في البرنامج بحيث يتوزع الجمهور علي عدد الأيام.
لماذا لا يوجد إنتاج جديد من عروض الباليه والأوبرا خلال السنوات الأخيرة؟
هذا العام لدينا عروض إنتاج جديدة في كل فرقة من فرق الأوبرا, ولكن ارتفاع سعر الدولار تسبب في صدمة لكل مؤسسات الدولة وهو ما عطل الإنتاج, العام الماضي حيث كان ضمن خطتنا أكثر من عرض إنتاج جديد, لكن صدمة الدولار مثلت عائقا كبيرا لنا جميعا لأن كل الأسعار ارتفعت, والإنتاج الجديد معناه أجور وديكور وملابس والكثير من الخامات وتغيير سعر الدولار لم يكن في بداية الموسم بحيث نستطيع تدارك الأمر وضبط الأسعار علي التغييرات الجديدة, لهذا لم نتمكن من تحقيق ذلك العام الماضي, ولكن في برنامج هذا العام لدينا عرضا جديدا في كل فرقة.
هل نجحت ساقية الصاوي في أن تكون منافسا قويا لدار الأوبرا؟
ساقية الصاوي مشروع رائع وعظيم ونجح في جذب الكثير من الشباب, وبالتأكيد كان له فضل كبير في تثقيف الشباب حيث قدم لهم أشكالا مختلفة من الفنون, وسعيدة جدا بهذا المشروع وأحترم أي جهة تستطيع القيام بهذا, لكني لا أفكر أبدا في مفهوم المنافسة لأننا في مصر نمتلك عددا كبيرا من المواهب, لهذا نحتاج للكثير من المواقع, فإذا ما تحدثنا عن القاهرة وعدد المواقع الفنية والثقافية التي تمتلكها مقارنة بالعاصمة الفرنسية باريس سنجد أن ما تمتلكه القاهرة قليل جدا بالنسبة لسكانها من الملايين, لهذا من الجيد أن يكون لدينا مواقع مختلفة تصل لمناطق ربما لا نستطيع نحن الوصول إليها, وتظل الأوبرا أوبرا ولكن هناك حفلات رائعة تقام في ساقية الصاوي وفي مسرح جامعة مصر ويكفي أن الأخيرة تخدم علي منطقة بعيدة مثل6 أكتوبر والشيخ زايد.
وما حقيقة الأزمة بين مهرجان القاهرة السينمائي ودار الأوبرا؟
أرفض التعليق.
لماذا لا ترعي الأوبرا فنانيها وتساعدهم علي تحقيق النجومية؟
هذا الأمر أكبر من طاقتنا, فدار الأوبرا جهة تمتلك فرقا وعددا من المواهب والفنانين نقدمهم بصورة جميلة ونسلط الضوء عليهم لكننا لسنا جهة تنجيم أو جهة إنتاج لصناعة نجم, يقتصر عملنا علي إنتاج عروض فنية, إذا تحدثت عن نفسي كفنانة أو عن رمزي يسي من الذي صنعنا نحن صنعنا أنفسنا وكذلك عبد الحليم وأم كلثوم وكذلك ريهام عبد الحكيم ومي فاروق وغيرهم صحيح أنهم من فناني الأوبرا لكنهم صنعوا أنفسهم خارج أسوارها, لأن دور الأوبرا يقتصر علي مرحلة معينة تقف عند حد إمكاناتها, فنحن لسنا جهة خاصة ولا نمتلك الإمكانات للعمل بنظام صناعة النجم وتحقيق الشهرة, مهمتنا هي صناعة الفن وتقديمه وتبني الأصوات الجميلة في بدايتها ولكن المرحلة التالية للنجومية ليست في قدراتنا, ولا توجد أوبرا في العالم تقوم بدور صناعة النجم, ولا يوجد ما يسمي بصناعة النجم داخل مؤسسة, ومن جانب آخر أختلف مع هذه الفكرة تماما
فما معني النجم؟ هل هو صاحب الشهرة؟, فقد يكون هناك الكثير من النجوم المشهورين لكنهم لا يمتلكون الموهبة, الفن الحقيقي هو الذي يبقي وينجح لهذا ريهام عبد الحكيم نجمة حقيقية في الأوبرا وخارجها وكذلك مي فاروق والشخص الناجح مطلوب في كل مكان وليس حكرا علي الأوبرا فقط.
هل صحيح أن50% من أبناء الأوبرا استقالوا أو سافروا للخارج؟
للأسف أزمة الدولار أثرت علينا بشكل كبير, فنحن لدينا بعض الكفاءات الأجنبية ربما لا تكون كثيرة لكنها موجودة وأسعار الدولار قسمت وسطهم وأثرت علينا نحن أيضا لأن ما يتقاضونه بالجنيه المصري بعد تحويله للعملة الأجنبية يعتبر أجرا هزيلا جدا في حين أنهم مغتربون عن بلادهم فما الذي يغريهم للاستمرار في العمل معنا في ظل هذا الوضع ومنحنا من خبرتهم, فلو استمروا في بلادهم بدون عمل سيكون أفضل لهم من الاستمرار هنا بهذه الأجور الهزيلة, وفي الوقت نفسه لدينا شباب متميزون حصلوا علي فرص أفضل في دول عربية مختلفة لهذا قرروا ترك الأوبرا, لكننا بدأنا نسيطر علي الموقف مؤخرا لأنه كان لابد من البحث عن حلول لجذب الفنانين مرة أخري وتشجيعهم علي الاستمرار.
وماذا عن المنافسة مع الأوبرات الناشئة في عدد من الدول العربية مثل أوبرا الكويت وغيرها؟
توجد الآن أوبرا في الكويت ودبي وعمان وسوريا وهو شيء يسعدنا ورائع جدا, ولكن لا توجد أوبرا واحدة منها لديها برنامج مثل برنامج الأوبرا المصرية السنوي, إذا كان لدي ما يكفي من الإمكانات المادية أستطيع الاستعانة بأكبر فرق العالم ولكن الأجمل من هذا هو تربية فرق مصرية وإنتاج عروض بمواهب مصرية متميزة وجذب قاعدة كبيرة من الجمهور بهذه المواهب, هذه الأوبرات تقوم بمجهود رائع ولكن تبقي مصر متفوقة لأنها غنية بقوتها البشرية, وتجري حاليا اتفاقيات علي بروتوكولات تعاون مع بعض دور الأوبرا العربية.
ومتي يتم تجديد المواهب من أعضاء الفرق المختلفة؟
نقوم بذلك عند الاحتياج لأن في المرحلة الأخيرة تغيرت قوانين الدولة وتم وقف التعيينات وعقود العمل لهذا لا نستطيع التحرك إلا في إطار الإحلال بمعني الاستعانة بأفراد جدد بدلا ممن استقالوا أو خرجوا علي المعاش فقط, لهذا نحاول كبديل لهذا الاستعانة أحيانا بفنانين من الخارج في عروض بشكل مؤقت, لأن وقف التعاقدات يسبب لنا مشكلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.