مدينة أسوان هي أم المشكلات والأزمات في المحافظة التي تستعد لكي تكون عاصمة الثقافة والاقتصاد الإفريقية, فدائما ما كانت ولا تزال تمثل صداعا لدي رؤساء الوحدة المحلية الذين تعاقبوا عليها, بسبب ما تعانيه من سوء نظافة وطفح مستمر للصرف الصحي وطرق غاية في الإهمال. ومنذ أيام, أصدر اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان, قرارا بتعيين محمود عليان رئيسا للمدينة والمركز, وذلك ضمن حركة تغييرات شملت جميع الوحدات المحلية ليستبشر الأهالي خيرا في رئيس المدينة الجديد الذي عمل فيها سنوات طويلة تجعله يعرف كل كبيرة وصغيرة عنها. في هذا الحوار يكشف رئيس المدينة عن خطته وطموحه, للارتقاء بعاصمة المحافظة التي كثيرا ما حصدت جوائز عالمية في التجميل والنظافة والتشجير قبل يناير2011, ولكن للأسف ترهلت وشابت ولم تعد أسوان السياحية الجميلة التي يعرفها العالم كله. البداية من نظافة المدينة وسوء حالة مشروعها.. ماذا عن ذلك؟ بالفعل أهم المشاكل وحديث الشارع, فالنظافة تحتاج إلي جهد كبير منا كمسئولين ومن المجتمع المدني ومن الأهالي أيضا, وأبدأ من واقع مسئوليتي وأقول إن مشروع نظافة المدن ومن أول يوم توليت فيه المسئولية لمست مشاكله وأبرزها تعطل المعدات بسبب عدم صيانتها لأن الفنيين انتقلوا للأعمال الإدارية بالأحياء والوحدة المحلية وبدأنا بالفعل في صيانة بعضها ومنها المكانس الآلية والسيارات وطلبت تقريرا فنيا شاملا للإصلاح والتطوير. لكن المواطن في مدينة أسوان يهمه فقط أن يري مدينته نظيفة؟ من حقه, بكل تأكيد, وواجب علينا, ونحن بدأنا فعلا في وضع منظومة جديدة تعتمد علي التركيز في مناطق كثيفة السكان, والوضع تغير كثيرا حاليا في أحياء المحمودية والرضوانية وناصر والعقاد ومنطقة طريق الجيش والسيل, وكل ما أطلبه هو المشاركة الإيجابية لمنظمات المجتمع المدني وتوعية الأهالي, وخلال الفترة المقبلة سيكون هناك دور كبير للفنانين التشكيليين لصنع لمسة جمالية للجداريات التي خربتها مافيا الإشغالات. بمناسبة الإشغالات.. ماذا عن مواجهتها؟ خلال أيام وبعد تسكين حركة الشرطة الجديدة ستكون هناك حملات مشددة لرفعها ولن نسمح بأي تعد أو إشغال في سوق أو شارع وسنواجه ذلك بكل قوة. وماذا عن غياب موظفي الأحياء عن الشارع؟ في أسوان3 أحياء هي غرب وشرق وجنوب وخلال أيام ستكون هناك تغييرات للدفع بدماء جديدة, ولأن الحي بموظفيه من الممكن أن يتدارك أي أزمة مبكرا فقد تم تشكيل لجنة للمتابعة داخل كل حي مهمتها رصد المشاكل الجماهيرية أولا بأول والتصدي لها من خلال الأحياء مباشرة. ولماذا لا يتم تطبيق اللامركزية في عمل الأحياء؟ سنطبقها فورا, فاللامركزية ستقضي علي المشكلات دون الحاجة للرجوع إلي الوحدة المحلية وهو ما وجه به اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان, حيث سيكون كل حي مسئولا عن قطاعه كاملا في كافة الإدارات المحلية للمدينة, بمعني لن يكون ضروريا أن يقوم رئيس المدينة بالتدخل في أزمة ما, وعلي كل رئيس حي التصرف بمطلق الحرية في نطاق تخصصه, ولذا فإن خطة العمل ستعتمد علي عقد مجلس تنفيذي لكل حي كل أسبوعين للوقوف علي المشاكل وحل الأزمات. وماذا عن مصنع تدوير القمامة والتصدي لظاهرة الكلاب الضالة؟ مصنع تدوير القمامة مشكلته قانونية وملفه في الشئون القانونية ونأمل في عودته قريبا للعمل, أما الكلاب الضالة فهناك حملات يومية للتصدي لها بالتنسيق مع مديرية الطب البيطري. وظاهرة قيام الصبية بجمع مخلفات القمامة المفيدة لهم.. هل سيتم تقنين هذا الوضع ؟ الظاهرة شاعت كثيرا في كل المحافظة تقريبا وهي إيجابية وسلبية, حيث تساعدنا علي رفع المخلفات ولكن في نفس الوقت تتسبب في بعثرة القمامة في الشوارع لأن الصبية يهتمون بجمع ما يستفيدون منه فقط. وهل هناك خطة زمنية للتشجير ورصف الطرق وتطويرها؟ بدأنا خطة تشجير طريق المطار وسيتم زرع نخيل زينة كما سنبدأ حملة أخري لتشجير الشوارع الداخلية بأشجار الظل, أما الرصف فهناك طرق تحتاج لصيانة عاجلة وسننفذها فورا, كما سيتم إعادة تأهيل ورصف وتطوير طريق شرق البندر والسوق التجارية بتكلفة9 ملايين جنيه دعما من صندوق تحيا مصر, بالإضافة إلي رفع مخلفات البناء والأتربة من الشوارع لدهان البلدورات, كما ننتظر خلال ساعات تقرير لجنة حصر المساكن القديمة والآيلة للسقوط لإزالة الخطر منها. لماذا لا تستفيد الوحدة المحلية من خبرات جامعة أسوان العلمية؟ الجامعة هي ركيزة التطوير في المحافظة وهناك تنسيق متواصل مع رئيسها الدكتور أحمد غلاب الذي أكد وضع جميع إمكانات الكليات الفنية والعلمية تحت تصرف المحافظة للنهوض بها, فالجامعة دورها هو التفاعل مع المجتمع المحيط وبالفعل هي حريصة علي ذلك, وكما للجامعة دور فإن للبنوك والشركات أيضا دورا لا يقل أهمية عنها, ومع بداية هذا الشهر سيكون هناك اجتماع موسع مع قيادات هذه المؤسسات لبحث كيفية المساهمة في تطوير وتجميل المدينة العاصمة التي سنسعي إلي عودتها كأجمل مدينة عربية لتكون مؤهلة كعاصمة ثقافية واقتصادية لإفريقيا طبقا لإعلان الرئيس السيسي.