من بين القضبان استخرجوا جثة زوجي..بهذه الكلمات بدأت اسماء ك.س. حديثها.. وتقول: لقد قرر زوجي وهو عامل بالاجرة اليومية السفر للاسكندرية للبحث عن عمل بعد ان فشل في الحصول علي فرصة بطنطا..وقد طالبته مرارا بأن اذهب معه واطفالنا ولكنه رفض رفضا شديدا مؤكدا أن الحياة ستكون صعبة في البداية وقد وعدني فور حصوله علي عمل وسكن سيرسل الينا للذهاب اليه ولم يكن يعلم بأنه سافر لقضاء الله ولن اراه مرة اخري..يصمت لحظات وتقول..لم يكن مسافرا لبدء حياة جديدة في الاسكندرية بل مسافر لنهاية حياته. وعن المبلغ المقرر صرفه لها ولأطفالها صرخت بقوة وهي تقول: لو يعوض أطفالي عن أبيهم سأسارع فورا لأخذه ولكن لم يمنع اليتم عن الأطفال ولن يعوضني عن زوجي. وفي لقاء مع احد شهود العيان اثناء تواجده بالمستشفي للتبرع بالدم قال: لقد فوجئنا نحن سكان عزبة الشيخ بسماع صوت تصادم هز الارض من تحت اقدامنا فأسرعنا لاستطلاع الأمر فكانت المفاجأة ان شاهدنا قطارين وقد تصادما وتحولا الي حطام عجين- وأحد الجرارات قد سقط علي الاراضي الزراعية المجاورة للقضبان..ويشير بقوله..لقد اسرعنا الي العربات لإنقاذ الركاب وكانت في حالة يرثي لها, فالمقاعد قد انتزعت من مكانها من هول الاصطدام وفوجئت بعدد كبير من الركاب ملقي علي ارضية العربات وسط برك من الدماء. ويستطرد بقوله..ونحن نبحث عن جثث المتوفين فوجئنا بجثة من غير رأس فقد تناثرت أشلاء الجثث بين الزراعات الملاصقة لقضبان السكة الحديد.